تداول مغردون مقطع فيديو للرئيس الأسبق لشركة أرامكو، عبدالله جمعة، وهو يحكي عن حاله بعد التقاعد، ومنها صعوبة إيجاد حجز له في معقد في درجة سياحية، بعد أن كان يسافر بطائرة خاصة طيلة 13 عاما وهي فترة عمله رئيسا لأرامكو، وجاء حديث جمعة ضمن ورقة بعنوان “تجربة تقاعد” التي ألقاها بمناسبة اللقاء السنوي لخريجي جامعة الملك فهد للبترول والمعادن دفعة عام 1974. المقطع الذي لم تتجاوز مدته دقيقتين، تناول فيه عبدالله جمعة بأسلوب صريح وقاسٍ وفكاهي، حال الموظفين الكبار الذين اعتادوا على امتيازات ضخمة، قبل وبعد التقاعد، مشيرا إلى أن بعض المناصب تنفخ في الإنسان بشكل كبير، لكنه سيكون مضطرا لاحقا لأن يعبر من أبواب ضيقة ولكنه لن يتمكن، وبالتالي الحل الأنسب هو الأخذ في الحسبان أن هذا الوضع الوظيفي غير دائم، حتى تتم النقلة بدون حالات اكتئاب وانعزال في المنزل. ذكر عبدالله جمعة أمثلة شخصية عن حياته بعد التقاعد، منها أنه طيلة عمله رئيسا لأرامكو كان لا يسافر إلا عبر طائرة خاصة، حيث كان لا يعبأ بعدد الحقائب التي يحملها، وكانت تنتظره سيارة فارهة على أعتاب الطائرة ذهابا وإيابا، مضيفا “فجأة تركت الوظيفة وكنت أعاني في البحث عن أحد في الخطوط السعودية يحجز لك درجة سياحية للرياض ولا تجدها، وإذا وجدتها يقلك الباص للطائرة بدل السيارة المرسيدس التي كانت تنتظرك على أبواب الطائرة”. وشدد عبدالله جمعة في حديثه على ضرورة أن يعي الشخص أن الامتيازات التي تمنحك إياها الوظيفة المرموقة هي امتيازات زائلة، وبالتالي على الشخص أن يحتفظ بشخصيته وما كان عليه قبل الوظيفة ونعيمها، حتى يستطيع لاحقا أن يتأقلم على هذا التغيير الكبير في حياته وعلى هذه النقلة، مضيفا “أعرف أشخاصا أصيبوا بحالة اكتئاب شديد، وانعزلوا في المنزل عن الحياة والناس والمجتمع، لأنهم لم يستطيعوا مواجهة الحياة بعد ترك الوظيفة، ولم يكونوا مستعدين لهذه النقلة. وشغل عبدالله جمعة منصب رئيس لأرامكو في الفترة بين 1995- 2009، وذلك بعد مسيرة طويلة من التدرج في المناصب، بدأها بساعي بريد ثم مذيع في الإذاعة الداخلية لأرامكو، كما عمل قائداً لسيارة إطفاء، ومترجماً للفواتير، وتدرج في أعمال أخرى حتى وصل إلى نائب الرئيس ونائب أول ومن ثم رئيس الشركة، هذا ويعرف عن جمعة نهجه الابتكاري في العمل واهتمامه الكبير بإعداد القادة، كما أنه رياضي سابق حيث لعب كحارس مرمى في فريق القادسية السعودي، كما اشتهر بمشاركاته الفعالة في دعم الخدمات الاجتماعية التطوعية. تجدر الإشارة إلى أن خريجي عام 1974 من جامعة الملك للبترول والمعادن، لديهم لقاء سنوي بهدف استعادة الذكريات، حيث يقام اللقاء في رحاب الجامعة ويحضره جميع الخريجين البالغ عددهم 110 اشخاص، ورغم أن دفعات كثيرة انضمت للجامعة منذ تأسيسها فإن دفعة “74” كانت الأكثر إصرارا على عدم انقطاع الصلة بين أفرادها، حيث اعتاد خريجوها على عقد لقائهم السنوي بشكل منتظم، فيما كان اللقاء هذه السنة ذا طعم خاص نتيجة تزامنه مع مرور 40 عاما على تخريجهم من الجامعة.
https://youtu.be/sVk7nmuYu9c/n
المصدر -