ولقد حظي الحرم المكي الشريف والحرم المدني الشريف بالعناية الخاصة والرعاية التامة منذ عهد المؤسس الملك عبدالعزيز آل سعود أسبغ الله ضريحه وابل الرحمات، مروراً بأولاده البررة ملوك الإسلام وانتهاء بعهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان*بن عبدالعزيز آل سعود رحمه الله*، حيث كانت جُل الاهتمامات لقادة المملكة العربية السعودية منصبة على خدمة الحرمين الشريفين، رعاية لحقهما المقدس، وتسهيلاً للطائفين والركع السجود حتى يؤدوا عباداتهم في أحسن حال، ولقد مر على الحرمين الشريفين من التحسين والترميم التوسعة ما لم يشهده تاريخهما منذ تأسيسهما، فلقد أمر الملك عبد العزيز رحمه الله في عام 1344هـ بترميم وإصلاح جدران و أعمدة وصحن المسجد الحرام، ثم في عام 1354هـ أمر بترميم المسجد كاملا، ثم في عهد الملك سعود ـ رحمه الله ـ شهد المسجد الحرام توسعة كبيرة وذلك في عام 1375هـ ، ولقد أسهمت هذه التوسعة في زيادة عدد المصلين والتيسير على الحجاج والمعتمرين، كما شهد المسجد النبوي الشريف في عهده توسعة ضخمة كلف مشروعها (70) مليون ريال في وقتها، وهي تعد أكبر توسعة للمسجد النبوي الشريف منذ بنائه، كما حصلت توسعة أخرى في عهد الملك فيصل رحمه الله، وهي عبارة عن إضافة مساحة إلى المبنى القائم من ناحية الغرب .
وفي عهد خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود رحمه الله *وتحديداً في عام 1409هـ أمر رحمه الله بتوسعة المسجد الحرام في مشروع يعد من أضخم المشروعات على مدار أربعة عشر قرناً ، حتى أصبح المسجد الحرام يستوعب ما يقارب المليون و نصف المليون مصل في مواسم الحج و العمرة ورمضان، وأيضاً حظي المسجد النبوي الشريف بعناية الملك فهد رحمه الله حيث تمت توسعته في مشروع يعد من أكبر المنجزات للمسجد النبوي الشريف، حيث بلغت مساحة المسجد بعد التوسعة ( 165000 م2 ).
وفي عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز رحمه الله ، شهد المسجد الحرام والمسجد النبوي توسعة عملاقة فاقت كل التصورات والتقديرات، ولم يشهد التاريخ لها مثيلاً، حتى شملت التوسعة المطاف في عملية غاية في الصعوبة لكن الله سهلها ويشاهد هذه المنجزات القاصي والداني عبر النقل الحي المباشر لتعكس الرغبة الأكيدة والملحة من ولاة الأمر في خدمة المسلمين وتذليل كل الصعاب ليؤدوا مناسكهم بكل يسر وسهولة ، وقد ضخت فيها من المليارات ما لا يدخل تحت الحساب ولا تضبطه أقلام الكتاب .
وتأتي توسعة *خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله-والتى دشنها رعاه الله وهي *خمسة مشروعات ضمن التوسعة السعودية الثالثة للمسجد الحرام بمكة المكرمة، تشمل مبنى التوسعة والساحات والانفاق ومبنى الخدمات، والطريق الدائري الأول.
*وما زال هذا المشروع العملاق شاهداً على العناية الكبيرة بالحرمين من قبل ولاة الأمر ، سائلاً الله أن يحفظهم وأن يحفظ بلادنا وأن يديم علينا الأمن والأمان إنه خير مسؤول .