حذر خبير تغذية سعودي من "عصير المتزوجين" الذي تروِّج له كثير من محال العصائر الطازجة خلال هذه الأيام بدعوى أنه يقوي القدرة الجنسية، ويطلقون على منتجاتهم أسماء وهمية، منها: "عصائر الطاقة"، "الفياجرا"، "ليلة خميس".
وأوضح مدير التغذية العلاجية في مستشفى الملك خالد الجامعي بالمدينة الطبية في جامعة الملك سعود، أسامة الزير، أن "بعض محال العصيرات الطازجة في مختلف دول العالم، وليس الرياض وحسب، تسعى إلى زيادة محتوى العصير من السكريات، والكريمات، والألوان الصناعية غير المعروف مصدرها؛ مما تتسبب هذه المواد في ارتفاع السعرات الحرارية للإنسان بشكل قد يضره صحيًا، إضافة إلى زيادة استهلاكه من الدهنيات؛ الأمر الذي يؤدي إلى ارتفاع نسبة السكر بالدم، واختلال الدهون، ومقاومة الأنسولين لديه، بل ربما -لا قدر الله- يزيد من احتمالية الإصابة بالسرطان، وأمراض أخرى من جرّاء شرب العصير المزود بالأصباغ الحمراء".
وأضاف: "كثير من الجهات المسؤولة عن صحة المستهلك في الدول المتقدمة أجرت دراسة على أهم هذه الملونات المؤثرة في الصحة، ومنها المركب المصنع من النفط Allura red AC الذي يعطي اللون الأحمر الداكن لبعض المشروبات الحمراء التي يقبل عليها الناس، وهذا اللون الذي يمنح المشروب المظهر الجذاب يؤثر في تركيز الأطفال ونشاطاتهم داخل المنزل وفي مستواهم التعليمي".
ووصف انتشار محال العصائر الطازجة بأنها "ظاهرة صحية جيّدة؛ كونها تبيع العصير الطازج الذي يعد الأفضل للإنسان من العصائر المصنّعة"، لكنه دعا راغبي شرب العصيرات الطازجة إلى معرفة احتياج الجسم من الحصص الغذائية المناسبة؛ لاستيفاء جميع الفيتامينات والمعادن التي تعزز أداء الجسم لعملياته الحيوية، داعيًا إلى تناول الفواكه مباشرة بدلاً من عصرها؛ "لأن العصير يفقد الألياف الغذائية الموجودة فيها، والتي لها فوائد جمة للجهاز الهضمي، والتي تسهم في تنظيم سكر الدم، وتقاوم الدهون؛ وبالتالي فإن أكل الفاكهة مقدمًا - من الناحية الصحية - على عصرها؛ فمثلاً تناول فاكهة البرتقال دون عصرها يمنح جسم الإنسان حصة غذائية متكاملة، بينما إعداد كوب من عصير البرتقال المكون من حبتين إلى ثلاث حبات من البرتقال يؤدي إلى زيادة كمية السعرات الحرارية التي قد لا يحتاج إليها الجسم، ويُفقد معها قيمة المغذيات الموجودة في البرتقال الطبيعي. ناهيك عن أن العصير المباع قد لا يحتوي إلا على نسبة قليلة من القيمة الغذائية للفاكهة؛ لأنه مخلوط بكميات كبيرة من المياه، والسكريات، والمواد الأخرى".
ولم يمانع الخبير الغذائي من إضافة العسل أو المكسرات إلى العصائر الطازجة - كما تفعل بعض محال العصائر الطازجة -، لكنه طالبها بإعطاء المشتري فكرة عن مكونات العصير قبل بيعه؛ "لأن الناس يختلفون في أمراضهم، وطبيعة ما يناسبهم من العصائر المضاف إليها عدد من المواد الطبيعية أو غير الطبيعية".
