أشاد مختصون بالنقلة التي يشهدها سوق العمل السعودي في الوقت الحالي في مجال تدريب الكوادر البشرية الوطنية وتأهيلها لسد احتياجات السوق، مؤكدين على أن من خطوات هذه النقلة إطلاق صندوق تنمية الموارد البشرية (هدف) بالتعاون مع الجامعة السعودية الالكترونية لـ "برنامج المخيم الصيفي الإلكتروني"، الذي شهد إقبالاً ملحوظاً من قبل الطلاّب والباحثين عن عمل ومن هم على رأس العمل على حد سواء.
وقال الكاتب والباحث في قضايا التنمية المستدامة الدكتور فيصل العتيبي: إنّ هذه المبادرة الجادة جاءت لحل مشكلة التدريب والتأهيل التقليدية التي يعاني منها الشباب السعودي الباحث عن عمل لتساهم بالتوفيق بين سوق العمل ومتطلبات القطاع الخاص، حيث تهدف لتزويد الباحثين عن عمل بالمعارف والمهارات اللازمة لموائمة احتياجات سوق العمل المستقبلية، ومن ثم تمكينهم من اقتناص فرص العمل اللائقة بهم".
وأضاف العتيبي:" لعل ما يميز هذه المبادرة هي اتساقها مع العالم الرقمي الذي يسيطر تقريبا على حياتنا اليومية لاسيما وأن "الرقمنة" التي نعيشها اليوم تستقطع فترات طويلة من وقت الشباب خلال فترة الصيف إلاّ أنهم لا يحسنون استغلالها بما يعود عليهم بالنفع مستقبلا.
وفي هذا السياق أوضحت عزيزة القحطاني الأخصائية الاجتماعية بوزارة التعليم أن برنامج المخيم الصيفي ساعد الأسرة السعودية في تنظيم أوقات أبنائها وبناتها خلال فترة الصيف، وتعليمهم أهمية الوقت واستغلاله بالشكل الأمثل، فضلاً عن ترسيخ قيمة العمل لديهم.
وتابعت القحطاني:" بالتأكيد على أن هذا البرنامج رفع نسبة الوعي لدى الشباب والفتيات بالحرص على تنمية مهاراتهم واكتشاف ميولهم العملية وانشغالهم بما ينفعهم، الأمر الذي سيساعدهم على تحديد مسارهم المهني والتفكير الجاد بحياتهم المستقبلية".
ويعود العتيبي متابعًا حديثه ومبينًا أن التدريب والتعليم وفقاً لبرمجيات الواقع الافتراضي يعدّ من أهم الوسائل التي تحارب ضياع الوقت وتخطي عوائق التدريب التقليدي الذي يتطلب حضورًا فعلياً بالإضافة إلى التكلفة المادية العالية، فضلاً عن اتساقه مع الفكر الشبابي المهوس بالعالم الرقمي.
من جهته توقع عضو جمعية الاقتصاد السعودية الدكتور عصام خليفة أن يساهم برنامج المخيم الصيفي الإلكتروني بدور فاعل في تدريب وتأهيل آلاف المواطنين وإعدادهم للتوظيف بعد إكسابهم المهارات اللازمة لذلك لبناء مستقبل بلدهم بسلاح من العلم والتدريب على التعامل مع متغيرات الحياة وتعزيز تواجدهم في القطاع الخاص.
وأبان خليفة أن التدريب المبرمج والمنهجي الذي اتبعه (هدف) هو أحد الحلول الفاعلة التي تضمن للشركات استمرارية تحديث المعارف والمهارات والخبرات لكل العاملين بها والقضاء على التقادم المعرفي والمهني، إضافة إلى تشجيع وتحفيز القوى العاملة السعودية للحصول على شهادات مهنية احترافية معتمدة في المجالات المطلوبة في سوق العمل ورفع قدرتها التنافسية بتطوير مهاراتها وخبراتها بما يضمن تحقيق غايات شركات القطاع الخاص، مشيرًا إلى أن التدريب يعدّ أحد المحاور الاستراتيجية لتحقيق التحول الوطني ورؤية المملكة 2030.
يذكر أن صندوق تنمية الموارد البشرية (هدف) أطلق مؤخرًا برنامج المخيم الصيفي الإلكتروني بالشراكة بين برنامج "دروب" التابع للصندوق والجامعة السعودية الإلكترونية في 11 دورة تم اختيارها بناء على قياس احتياجات سوق العمل، شملت: اللغة الانجليزية، ومهارات الاتصال، ومهارات التفاوض، ومهارات استخدام الحاسب، ومهارات البيع، ومهارات التسويق الإلكتروني، ومهارات السكرتارية، ومهارات البحث عن وظيفة، والمهارات القيادية والإشرافية، وإدارة المحتوى الرقمي، وإدارة الموارد البشرية.