بتكليف من معالي مدير جامعة الملك عبد العزيز المكلف الأستاذ الدكتور عبد الرحمن الاليوبي لنخبة من الأساتذة في الجامعة تم تأليف كتاب عن مسيرة التعليم في المملكة العربية السعودية بمنهج أدبي يتسم بالقصصية ليكون مرجعا متفردا في قصة التعليم في المملكة بعنوان (التعليم في المملكة العربية السعودية.. قصة وطن) وهذا بداية الفصل الثالث من الكتاب عن تعليم البنات في المملكة والذي قام بإعداده البروفيسور نجاة محمد سعيد الصائغ، والدكتورة هدى عثمان وضم:
أولا: النوافذ وانطلاق الأشرعة (تعليم الفتيات ومراحل التطوير)
وجاء في النافذة الأولى (قبس يشع في آفاق الوطن)
"للمكان والزمان ذاكرة لا يمكن أن تنسى، صور متعددة لمواقف بعضها يتكرر والبعض الآخر يتفرد بحالته مثلها مثل مولود لا يشبه أخوته , هكذا كانت قصة تعليم البنات في وطني، نسجت نورة في مخيلتها أحلاما تجاوزت محيطها تطلعت حولها، فوجدت نفسها في أرض تضم حضارة الكون , محاطة بمسجدين لا مثيل لهما هم بؤرة في فؤاد كل مسلم ,* لم يقف عقلها عن التفكير ولم تحاصر أفكارها فشرعت في تنفيذها , فتحت غرفتها الصغيرة في آخر الساحة،* ووضعت فيها حصيرا وجلبت من المسجد المجاور لمنزلها بعض أجزاء من القران الكريم، ولأنها تعلمت القراءة والكتابة والحساب علي يد والدها الذي كان حريصا على تعليم بناته وتعلمت* بعض اللغات من الحجاج الذين يستضيفونهم في منزلهم في فترة الحج , وأخذت تجمع البنات في الحي لتعلمهن القراءة والكتابة، فتحت نورة بابا كادت أن تغلقه الأفكار البالية ,* أطلقت لنفسها العنان لتبني بنات جيلها، قلدها الكثير ممن حولها، انتشرت في المنطقة الكتاتيب *وفتح الحجاج في بلاد الحرمين المدارس رغبة في كسب الأجر والثواب ,* فدار للعلم تحفها الملائكة , وانطلقت نورة وانطلق معها الجميع تقول نورة: فتحت أربعة كتاتيب* بالإضافة إلى عدد من المدارس التي كان يشرف على العمل فيها ويديرها ويمولها بالمال بعض الوافدين للحج، هذا غير بعض النسوة اللواتي اهتممن* بتعليم الفتيات القراءة والكتابة والخياطة والتطريز ومهنة الطوافة، وهن زوجات لبعض الرجال المعروفين. أما الكتاتيب والتي كانت تطمح الفتيات للالتحاق بها فقد تميزت بشكل مختلف، وكانت حلما بالنسبة لبنات الحجاز حتى إني كنت أشجع الفتيات عندي للذهاب لها".
*
*