أوضح أستاذ الإعلام بجامعة الملك سعود-المشرف على المركز الإعلامي للبرنامج الوطني الوقائي"فطن"- الدكتور تركي العيار ان المجتمع بأكمله يعيش الآن واقع التقدم المعلوماتي والاتصالي والإعلامي* والتي بدورها ستترك أثرا على المتلقي قد يسهم في تغيير اتجاهاته و سلوكياته تدريجيا. جاء ذلك خلال تقديمه لدورة تدريبية حول موضوع مهارات* التربية الإعلامية الناقدة بجمعية الثقافة والفنون بحي المعذر مساء الأمس الأربعاء27/7/1437وحول نشأة مصطلح التربية الإعلامية أشار د. العيار إلى أن التربية الإعلامية بدأت منذ الستينات من القرن الماضي في العالم الغربي ،حيث كانت تستهدف حينها حماية الأطفال من البرامج التي تضعف جانب الانتماء لبلدهم ،كذلك مساعدة الطلاب على مواجهة كافة التحديات التي تواجههم .محليا أشار د.العيار بأن المملكة كانت سباقة في جانب التربية الإعلامية حيث نظمت أول مؤتمر دولي بهذا الخصوص عام 1428 في مدينة الرياض بالتعاون مع منظمة اليونسكو وبحضور 3000 مشارك* إيمانا منها بالتأثير الكبير لوسائل الإعلام على تربية النشء.ونوه د.العيار على أن الغرض من هذه الدورة ليس تقليلا و تشويها لسمعة الإعلام ولا تلميعا له بل الهدف منها معرفة كيفية التعامل مع هذه الوسائل لأنها تعتبر سلاحا ذو حدين يستفاد من حسنه ويترك رديئة،لافتا الانتباه إلى أن وجود وسائل التواصل الاجتماعي الحديثة ساهم في تغيير سلوكيات الأبناء بل أصبحت المنافس و التحدي الأول للأسرة في ضبط سلوكيات أبنائهم. وغير بعيد عن ذلك أكد د.ا لعيار أنه أصبح هنالك نوع من الإعلام الحديث يسمح لأي شخص أن يقوم بدور الصحفي والإعلامي وهو ما يسمى ب"صحافة المواطن"حيث يستطيع كل من يملك هاتفيا ذكيا أن يصنع حدثا بنفسه بالتقاطه لحادثة مثيرة قد يشكل منها ويثير رأيا عاما.بل إن بعض الدراسات أثبتت سيطرة وسائل الإعلام الحديث كالتويتر والواتس على كافة أشكال الإعلام التقليدية من حيث التفاعل والتعاطي معه. وتطرق د. العيار في هذه الدورة التدريبية لأهم ما يميز الإعلام الجديد عن التقليدي كالتفاعلية بين المرسل والمستقبل ،وكسر الحدود الزمنية والجغرافية ،كذلك سرعة الانتشار وعدم الاعتراف بأي رقابة سوى الرقابة الذاتية ،بالرغم من أن النظام العالمي يتيح الرقابة على كل ما يهدد الأمن القومي والفكري،أيضا يتميز الإعلام الجديد بقلة التكلفة حيث تعتبر ميزة* كفيلة بجلب الملايين مقارنة بالتقليدي حيث أنه* مكلفا جدا ولهذا كان حكرا على الحكومات ورجال الأعمال وحول تعامل المجتمع السعودي مع وسائل الإعلام أشار د.العيار إلى دراسة أعدها مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي *بدعم من شركة أرامكو عن القراءة ومجتمع المعرفة والتي تشير بأن قرابة ال70%من المجتمع يستقي معلوماته إلكترونيا و30% منهم ورقيا،موضحا بأن أعداد مستخدمي الإنترنت وصل إلى أكثر من 18مليون مستخدم 66%منهم يقضون 3ساعات يوميا على مواقع التواصل الاجتماعي و5ساعات يوميا على الانترنت بشكل عام،مؤكدا أن المملكة تحتل المرتبة العاشرة عالميا والثانية عربيا في استخدام هذه المواقع.وتشير ذات الدراسة إلى أن عدد مستخدمي الفيسبوك بالمملكة يفوق ال7ملايين مستخدم بينما وصل عدد مستخدمي التويتر أكثر من 4ملايين مستخدم بمعدل 500ألف تغريدة يوميا،وتجاوزت مشاهدات اليوتيوب ال310مليون مشاهدة يوميا.وحظيت الدورة بتفاعل المشاركين من خلال مداخلاتهم واستفساراتهم التي أثرت الدورة. وتأتي هذه الدورة ضمن الدورات التدريبية التي ينظمها البرنامج الوطني الوقائي لتحصين النشء والطلاب من الانحرافات الفكرية والسلوكية (فطن ) وذلك من خلال تزويدهم بعدد من المهارات الحياتية المتنوعة. وقد خصصت اللجنة المنظمة للدورة أماكن للنساء، كما تمنح “فطن”* شهادة حضور لجميع المشاركين مجانا.
المصدر - وسيلة الحلبي / الرياض