أوصى الملتقى العلمي الأول بعنوان "استشراف آفاق جديدة للعلوم الإنسانية" في ختام أعماله أمس في مركز الملك فيصل للمؤتمرات في جامعة المؤسس على أهمية إنشاء وحدة بحثية للدراسات البينية بوكالة الدراسات العليا بكلية الآداب والعلوم الإنسانية على أن يتم تطويرها مستقبلًا لتصبح مركزًا بحثيًا يربط العلوم الإنسانية متعددة التخصصات ومفاهيم برامج التنمية المستدامة، والعمل على تأسيس قاعدة بيانات علمية تُعنى بالأبحاث والدراسات البينية ويعلن عنها على موقع الكلية الإلكتروني للاستفادة منها من قبل الجهات المعنية، وتشجيع طرح مفاهيم الدراسات البينية في مقررات مناهج البحث ومشاريع التخرج وأبحاث الترقية ، كما دعا إلى عقد ملتقى علمي سنوي بالكلية لطرح مفاهيم بحثية جديدة مواكبة للعصر ومحفزة لتبادل الخبرات المختلفة بين* التخصصات المتعددة.وشهد الملتقى الذي نظمته كلية الآداب والعلوم الإنسانية 13 ورقة عمل على 5 جلسات و7 ورش عمل بحضور عميدة شطر الطالبات الدكتورة هناء بنت عبدالله النعيم، وبحضور وكيل الكلية للدراسات العليا الأستاذ الدكتور محمد الغامدي ( عبر الدائرة المغلقة ) حيث تم تقديم تجارب جميلة ورائعة لمتحدثين ومشاركين من كلية الآداب والعلوم الإنسانية بكافة فروعها وكلية الاقتصاد المنزلي وكلية الاقتصاد والإدارة وكلية العلوم بالفيصلية مما سيثري التوجهات البحثية مستقبلًا وخاصة في مجالات الدراسات البينية تحديدًا وبما يحافظ- كما أكدته وكيلة الكلية الدكتورة دولة العمري- على تخصصات الإنسانيات الأصيلة ويثري مساراتها ويؤهل خريجيها لسوق العمل، وهو دور ريادي لابد أن نحافظ عليه لمَ ساهمت به الإنسانيات في استبصار مسار الحضارة الإنسانية والحفاظ على هوية الأمة وإعادة هذه الروح والعبق لجمال و أصالة هذه التخصصات، بفكرٍ أكثر وسطية واعتدالا* في زمن التطرف والإرهاب، واستشرافا لمستقبل أبعد رؤى وأكثر تسامحًا واستدامة* لكوكب واحد* ليس لنا سواه، وبتناغم أجمل للإنسان مع نفسه ومجتمعه وعالمه المحيط به بشكل أكثر ارتباطا بخالقه وبقيم التسامح والمحبة وأكثر حواراً هادئًا مع الآخر الذي لا يبدو شديد الاختلاف معنا، مع تحدي استعادة قرب هذه التخصصات من مصطلح الإنسانية لتضفي حس الإنسان على بعض جمود المعرفة، وهو مطلب لن تعجز الإنسانيات عن بلوغها و تحقيقها متى ما توافرت الرؤية و الهمة لذلك و الدعم* لأمثال هذه الدراسات التي وجدنا في مثل هذا الملتقى بداية طيبة لآفاقها الأرحب والتي لن يستشرفها بوضعها الأمثل سوى قنوات البحث الجامعي الذي يشكل جزءًا أساسيًا من كيان الأستاذ الجامعي لإحداث الإحياء والتجديد لهذه العلوم* من خلال دمجها بعلوم ومجالات آخري نستشرف بها مستقبلًا حيويًا متجددًا* للعلوم الإنسانية.وقد تضمن الملتقى عدداً من الدراسات الهامة التي تقدمها (البرامج البينية في التعليم الجامعي بين الواقع والمأمول-جامعة الملك عبد العزيز نموذجاً) للدكتور محمود بن إبراهيم الدوعان، ودراسة (العلوم الإنسانية الرقمية كنموذج معاصر للدراسات البينية) للدكتورة نورة بنت أحمد المالكي تلاهما عدد إحدى عشر ورقة عمل مع المداخلات التي أثرت النقاش، إضافة لسبع ورش عمل أساسية لطالبات الدراسات العليا.وأختتم الملتقى بتكريم الكلية لعدد من المتميزات من أعضاء هيئة التدريس اللاتي نشرن أبحاثهن العلمية في مجلات ISI والقسم العلمي المميز في حلقات البحث العلمي وذوات التجارب التدريسية المبتكرة وتكريم الأستاذات اللاتي أشرفن على طالبات تأهلت أبحاثهن وفزن في الملتقى العلمي الطلابي السابع فضلًا عن تكريم المنسقات اللاتي أشرفن على الطالبات اللاتي فزن في مسابقة الترجمة بجامعة الأمير سلطان الأهلية هذا العام. الجدير بالذكر أن الملتقى العلمي الأول ينعقد ضمن فعاليات الاحتفال بمرور خمسين عامًا على إنشاء جامعة المؤسس.
المصدر - وسيلة الحلبي -*جدة