مضاوي بنت دهام القويضي
يقول الله عزوجل {ولقد كرمنا بني آدم } أي فضلناهم على سائر المخلوقات حتى إن الملائكة تلك الكائنات النورانية قد سجدت لأبينا آدم عليه السلام { وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا} لذلك كان لزاماً على كل فرد من أفراد المجتمع بناء كيان لهؤلاء الأفراد ويبدأ البناء والاستثمار فيهم منذ سني الطفولة المبكرة المسماة سن المهد حيث تتكون شخصية كل إنسان وتتشكل معالمها في في السنين الخمس الأولى من عمره فنجد البعض لايهتم بهم ولايربيهم في محيط آمن بعيداً عن المشكلات الأسرية والصراعات الدائمة بين الأب والأم فينشأ جيل مضطرب مهزوز في ظل أضرب من العنف اللفظي والجسدي فيكره المدرسة والجامعة ويكون أسلوبه في التعامل مع الآخرين فظا قاسيا عنيفا فماذا عسانا نتوقع منه هل نتوقع إنجازاً أو تميزاً من أي نوع؟! بالطبع لا وعلى الجانب الآخر نجد الأم تهمل الأبن وتلقي بابنها في يد الخادمة فينشأ الابن مختل العقيدة يتكلم بلغة غريبة لاتمت للعربية بصلة يعتبر الخادمة هي أمه بدلا من أمه البيولوجية* أو تهمله حتى يغدو مراهقا متمردا على القيم الإسلامية الأصيلة فريسة رفقة السوء أو وسائل التواصل الاجتماعي فيعيش عالمه الافتراضي الخاص* بعيداً قيم الإسلام السمحة فيكبر الأبناء إما ليصبحوا تافهين بلاقيمة أوهدف الحياة أو فريسة الجريمة والإرهاب . والسؤال هنا هل هذا مانرتضيه لشبابنا عماد الأمة؟ الجواب بالطبع لا والحل نجده جليا واضحاً في تراثنا العربي فيما ورد في الأثر عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قوله:{لاعب ابنك سبعا وأدبه سبعا وآخه سبعا ثم اترك له الحبل على غاربه} بمعنى لواكتشفتنا بذرة الموهبة في الأبناء فلنتعهدها بالرعاية والعناية فليست وظيفة الأب والأم توفير المال والمأكل والمشرب وحسب بل بث القيم تنمية المواهب وتشجيعها فذلك هو الاستثمار الأمثل بناء الإنسان. *