المؤسس

رأسلنا

المبوبة

الخصوصية

عـن غـــــرب

فريق التحرير

  • ×
الأحد 24 نوفمبر 2024
بواسطة : 21-03-2016 01:18 مساءً 7.2K
المصدر -   بقلم / د. حياة الهندي

القول الحسن والكلام الطيب هو وصية الله لعباده في الأرض ، وهو مايصعد إليه ويؤجر ويثيب عليه ويحاسب أيضاً . قال تعالى (مَن كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعًا إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ وَالَّذِينَ يَمْكُرُونَ السَّيِّئَاتِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَكْرُ أُوْلَئِكَ هُوَ يَبُورُ (10) سورة فاطر

وهو أيضًا ما أرشد إليه نبي الهدى محمد عليه أفضل الصلاة والتسليم .

عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((والكلمة الطيبة صدقة))؛ الحديث متفق عليه.

من هذه القواعد الإيمانية الراسخة سيكون إرشادنا اليوم عن الحوار وأهميته ومستلزماته .

فالحوار هو طريق التفاهم والتواصل والتفاعل ، ومناقشة القضايا الخاصة بين الزوجين وبحياتهما الأسرية ، وهو أيضًا بريد الحب بينهما .

فماذا نعني بالحوار ؟

الحوار في اللغة: من حاور يحاور محاورة، ، كما ورد في لسان العرب لابن منظور تحت الجذر (حور) وهم يتحاورون أي: يتراجعون الكلام.

والمحاورة: مراجعة المنطق والكلام في المخاطبة.

أما الحوار في الاصطلاح اللغوي فهو نشاط عقلي ولفظي يقدم المتحاورون الأدلة والحجج والبراهين التي تبرر وجهات نظرهم بحرية تامة من أجل الوصول إلى حل لمشكلة أو توضيح لقضية ما .

الحوار مهم جدًا في حياة الجميع وليس فقط محصورا على الزوجين، ولولا أهميته لما ذكر لنا القرآن الكريم نماذج متعددة من الحوارات وبين أنواع مختلفة ، فهناك حوار بين الله عزوجل ونبيه موسى عليه السلام ، وهناك حوار بينه وبين ملائكته ، ومع إبليس ، وحوار بين الأنبياء وأقوامهم ، وحوار بين النبي سليمان والهدهد والنمل وهكذا .. فالحوار بوابة وقناة التواصل بين الناس ، فلا أحد يمكنه أن يكشف عن مكنونات صدرك ،وماتطمح إليه إلا إذا تحدثت وحاورت .

وحتى لاتغدو حياة الزوجين مملة ورتيبة ولإذكاء روح الحياة فيها سنركز على الحوار الناجح الناجع بينهما وماذا يستلزم ؟

1ـ اختيار الوقت المناسب :_

على الشريكين تخير الوقت الملائم للحوار بينهما بحيث يكون فيه الطرفين على استعداد للحوار والمناقشة .

ذكرت بعض الدراسات أهمية أن تختار المرأة فترة الصباح لمناقشة أمور حياتهما لأن هرمون تستوستيرون الذكري يكون في أعلى معدلاته، ويكون الرجل هنا أكثر استعداداً لسماع الآراء وتلقي المعلومات.

2ـ أن يبتعد الشريكين عن التثليث وهي إقحام طرف ثالث في ذات الحوار الخاص بينهما .

3ـ التركيز في الحوار على ذات الموضوع وعدم الخروج عنه.

4 ـ حُسن الإصغاءَ:

ذكَر ستيفن كوفي في كتابه الشهير: "العادات السبع" أن كبارَ الناجحين يحاولون أولاً أن يفهموا ما يقولُه الآخرون، ثم يبذلونَ الجهد لإفهامهم وإيضاحِ وجهات نظرهم لهم، وقديمًا قال الشاعرُ العربي:

مَن لي بإنسانٍ إذا خاصمتُه ****************************************** وجهلتُ كان الحِلمُ ردَّ جوابِه وتراه يُصغي للحديثِ بسَمْعِه ******************************************* وبقلبِه، ولعلَّه أدرى به

*

5ـ التأدب في الحوار وكبت الانفعالات السلبية وضبط النفس وكظم الغيظ* والمرونة فهذه قبل أن تكون ملاذًا لإنجاح الحوار فهي أخلاق إيمانية يؤجر الله عليها ويُثيب ويرفع .

6ـ معرفة الطبيعة الخاصة بكل من الذكر والأنثى فالرجل يميل إلى الوصول للنتائج *والتركيز على النهاية ،بينما الأنثى تميل للحديث للتنفيس عن عواطفها فليراعي كلا من الطرفين ذلك ويحتمل الاختلاف.

7ـ قال تعالى (وَإِن طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِن قَبْلِ أَن تَمَسُّوهُنَّ وَقَدْ فَرَضْتُمْ لَهُنَّ فَرِيضَةً فَنِصْفُ مَا فَرَضْتُمْ إَلاَّ أَن يَعْفُونَ أَوْ يَعْفُوَ الَّذِي بِيَدِهِ عُقْدَةُ النِّكَاحِ وَأَن تَعْفُواْ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَلاَ تَنسَوُاْ الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ إِنَّ اللّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (237) *سورة البقرة

تذكرا عدم نسيان الفضل بينكم ليكون شاطئ الآمان لكما للحوار الناجح فكسب القلوب أروع من كسب المواقف .

بهذه الإرشادات نكون قد تهيأنا للحوار فكيف تكون لغة الحوار ؟؟؟

هذا ماسنتحدث عنه في إرشادنا القادم إن شاء الله ...

نفعنا الله وإياكم بالقرآن الكريم وجعله لنا قائدا ودليل وصلى الله على الهادي البشير عليه أفضل الصلاة والتسليم. إن أحسنّا فمن الله وإن أسأنا فمن أنفسنا والشيطان واستغفر الله العظيم لي ولكم ولجميع المسلمين.

*

*********************************