المصدر - كشف مساعد وزير الدفاع، عبدالله العايش، عن توجه وزارة الدفاع لفتح المجال للقطاع الخاص لمساندة منظومات القوات المسلحة, من خلال تضمين عقود وزارة الدفاع مع الشركات العالمية بما نسبته 10% من عدد إجمالي قطع الغيار لتوطين صناعتها، مشيراً إلى أن الإدارة العامة لدعم التصنيع المحلي بالمشاركة مع إدارة العقود والاتفاقيات بوضع آلية تسهل على الشركات العالمية التعاون مع القطاع الخاص السعودي.
وقال العايش : توطين 70% من اجمالي الأصناف المتحركة لقطع الغيار خلال عقدين من الزمان, حيث استشعرت وزارة الدفاع بدورها الاقتصادي والتنموي فمدت يد العون لدفع عجلة التنمية من خلال دعم الشركات المحلية وتوفير فرص عمل لأبناء هذا الوطن واستقطاب الكفاءات الشابة وابتعاثهم في بعض التخصصات ليكونوا مساهمين في تنمية الوطن والدفاع عنه.
وأوضح مساعد وزير الدفاع خلال افتتاحه أمس معرض القوات المسلحة AFED لدعم توطين صناعة قطع الغيار برعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود, الذي يستمر سبعة أيام بمركز الرياض الدولي للمؤتمرات والمعارض بقاعاته الأربع بمساحة 15000متر مربع.
يقام في المعرض أكثر من 40 الف صنف لتوطين صناعتها وهذا من شأنه توفير فرص استثمارية للقطاع الخاص, ويعتبر هذا تكاملا بين القطاعين العام والخاص والجهات البحثية في هذا المجال الذي سيسهم في توفير متطلبات القوات المسلحة والرفع من جاهزيتها القتالية.
وأشار إلى أن معرض القوات المسلحة يعد فرصة ثمينة للقطاع الخاص للاطلاع على احتياجات ومتطلبات القوات المسلحة من المواد وقطع الغيار التي يمكن تصنيعها محليا إلى جانب انشاء قنوات اتصال للتخطيط والمتابعة بين القوات المسحلة والمصانع والشركات المحلية والجهات البحثية لتعزيز التصنيع المحلي، حيث تدعم ذلك التوطين الجاهزية المستمرة للقوات المسلحة في عملياتها، إضافة إلى تقليل التكلفة، حيث تصل التكلفة في بعض المواد إلى 2%.
من جهته أكد الدكتور عبدالرحمن الزامل رئيس مجلس إدارة الغرفة التجارية الصناعية بالرياض أن الهدف الرئيس من هذا المعرض هو تشجيع وتوجيه المشتريات العسكرية من قطع غيار في كل أفرع المؤسسات العسكرية وتوجيهها للتصنيع المحلي من خلال تشجيع الموردين الأصليين للعمل على تصنيعها مع القطاع الخاص محليا, مشيراً إلى أن تحويل اللجنة الى ادارة عامة لدعم توطين التصنيع المحلي يرتبط مباشرة بسمو وزير الدفاع وعضوية القيادات العسكرية وممثلا للقطاع الخاص يعتبر من أهم الأخبار الايجابية وهو الزام كل موردي قطع الغيار الأجنبية بتوريد عشرة في المائة من أي عقد محليا.
وقال : "استطاعت الادارة تكوين اللجان المتخصصة لتقوم بالتواصل مع المصانع المحلية وتأهيلها وتأهيل منتجاتها وتسهيل الاجراءات لشرائها من قبل الأجهزة العسكرية المختلفة، وكذلك تشجيع الشركات الأجنبية وتوجيهها للتصنيع المحلي في بعض الأجهزة سواء بسبب اجراءات روتينية أو اجراءات مالية، والآن ونحن في هذه الدورة الثالثة نستطيع - كقطاع خاص - أن نفخر بالنجاحات، حيث استطاعت هذه الادارة فتح المجال للقطاع الخاص بالتعاون مع المشتريات العسكرية وادارتها المتخصصة.
وأضاف : "تغيير النظرة السائدة في القطاع الخاص بأن القوات المسلحة صندوق مغلق أمام القطاع الخاص بأسلوبها الجديد , وهو الاتصال المباشر بالمصانع وزياراتها حتى دون دعوة أو متابعة من صاحب أي مصنع بمجرد معرفة العاملين بهذه الادارة من خلال البحث والتقصي عن هذا المصنع وامكاناته لزيارته وتأهيله (حلم يراود القطاع الصناعي منذ مدة طويلة لاتباع كل أجهزة الدولة هذا الأسلوب ولم نوفق).
ونوه الزامل إلى أن من النتائج الرائعة التي نشاهدها اليوم في هذا المعرض انه تم مبدئيا تأهيل 600 مصنع محلي. وتم التعاقد مع أكثر من 250 مصنعا وابرام أكثر من 550 عقدا محليا, وانني على يقين بانه تم تسهيل الاجراءات المالية من قبل وزارة المالية أكثر لقطع الغيار.
وقال : "من النتائج اقامة هذا المعرض للدورة الثالثة بعرض هذا المعرض 40,000 قطعة غيار كعرض تصنيعية للقطاع الخاص مع تحديد مواصفاتها وتشجيع مصنعيها للمشاركة مع السعوديين.
وكانت البداية في المعرض الاول على مستوى القوات المسلحة، وتشارك مؤسسات خاصة وحكومية أخرى مثل: أرامكو, سابك, الكهرباء, التحلية, والمديرية العامة للدفاع المدني, والخطوط السعودية, والمؤسسة العامة للصناعات العسكرية, لأول مرة تشاركنا الشركات العالمية المتعاملة مع المؤسسات العسكرية بعرض متطلباتها للمصانع الوطنية.
وأضاف : "نحن نشاهد عرض أكثر من 40 الف فرصة تصنيعية هذا العام بعد أن عرضنا في الدورة السابقة 20 ألف قطعة، وفي أول معرض 15 ألف قطعة.
فبارك الله في كل هذه المجهودات, موجها تساؤله إلى القطاع الخاص : هل سبق أن سمعتم بمبادرة مماثلة من أي مؤسسة عملاقة خاصة مثل سابك والشركات البتروكيماوية الأخرى, أو مؤسسة التحلية والكهرباء وغيرها قامت بمبادرة مماثلة, وهم الذين فرضوا وتابعوا مشاركة كل هذه المؤسسات للمشاركة في هذا الوقت في هذا المعرض، لذا فانني أدعو هذه المؤسسات الحكومية والخاصة التي تصرف بلايين الريالات من حسابات الدولة على المشتريات الخارجية لا يكفينا إعلان خطط، بل الزام ادارتكم بالمشتريات وإعلان النتائج بالأرقام.
لا يكفينا طاعة الأوامر الحكومية بتنفيذ قراراتها المتعلقة باستخدام الصناعات المحلية، بل نريد مبادرات بتشجيع القطاع الخاص ودفعه للاستثمار في القطاعات المتوافرة في كل قطاع ذكرناه.
وأوضح الزامل أن القطاعين الخاص والحكومي اكثر من يعرف ان مثل هذه الخطوات تتطلب الالتزام بمشتريات محددة ولعدة سنوات تتطلب منكم لضمان نجاحه في الاستثمار، مشيدا بالتجربة الكبيرة التي وفرتها المؤسسات العسكرية بتجربتها الرائدة.
وقال : "يجب علينا ألا نتجاهلها خاصة في هذا الوقت بالذات لتزامنها مع برنامج حكومتي للتحول الوطني الذي أطلقه مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية بقيادة سمو وزير الدفاع ورئيس المجلس حول أهمية زيادة دور القطاع الخاص في مسيرة التنمية وإصلاح الاداء الحكومي والكل يتابع حملة الإصلاحات المالية المحفزة والضرورية في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة حاليا التي تقوم بها الحكومة لوقف الاستنزاف المالي المصدر للخارج من خلال كل المشاريع الحكومية للقطاع الخاص المحلي.
من جهته أكد لـ "اليوم" الأمير الدكتور تركي بن سعود رئيس مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية، أن هناك خمس اتفاقيات تم ابرامها من خلال معرض القوات المسلحة لانشاء شركات سعودية متخصصة مع شركة التقنية بالتعاون مع المدينة, لافتاً إلى أن هناك اتفاقيتين تتضمنان صناعة الطائرات البلاك هوك والأخرى لطائرات أنتونوف, وهي تعتبر صناعات ضخمة توطن التقنية في المملكة.
ونوه الأمير تركي إلى أن تصنيع طائرات أنتونوف من خلال نقل التقنية، حيث سيتم تجريب الطائرة خلال عام, مشيراً إلى أن ذلك سيتم من خلال شركات سعودية متخصصة مرتبطة بوقت زمني محدد ومعد مسبقا، مبيناً ان دور مدينة الملك عبدالعزيز في برنامج التحول الوطني هو توطين التقنية محليا وزيادتها.
حضور كبير شهد افتتاح المعرض أمس