المصدر - د. حياة الهندي:
أكثر مايعانيه الزوجين في حياتهما هو " الانتقاد"
وهو توجيه معلومات تحتوي على مواطن ضعف لدى الشريك الآخر ينظر إليها الطرف الآخرعلى أنها اتهامات مما يثيره ويجعله يلجأ إلى الدفاع عن نفسه بشكلٍ أو بآخر.
سنركز اليوم على إرشادات تُحول لنّا النقد إلى أمرٍ إيجابي* في الحياة الزوجية يُطور ويحسن ويذكي العلاقة الزوجية : _
1- جُلّ مايوجهه لك شريك حياتك من انتقادات به بعض الحقيقة .
تقبلك لهذه الحقيقة وعدم الاعتراض عليها فرصة لتطويرنفسك وليس الغضب.
2- جزء كبير من انتقاداتك العاطفية المتكررة* لشريك حياتك من صور مموهة لحاجاتك الشخصية غير المشبعة . فمثلاً انتقاد الشريك للآخر ينطوي على خلل في الذات فمن تتهم الزوج بالإهمال قد تكون هي على نفس القدر ولكنها أسقطت مافيها على زوجها .
3- بعض من انتقاداتك العاطفية المستمرة لشريك الحياة قد تكون وصفاً دقيقاً لجزء من ذاتك المنكرة قد يكون انتقاد الزوج لزوجته ماهو إلا أمنية غير واعية لديه لأن يكون أقل نظاماً وأكثر استرخاءًا** ومرونة وعفوية ، فعندما ينتقد الزوجة* لسلوكها* غير الملتزم بالنظام فإنه يحسدها على حريتها .
4- النظر إلى الانتقادات التي توجهها إلى شريك حياتك سيساعدك على التعرف على ذاتك المفقودة ، خذ هذه الانتقادات وحولها إلى عملية فعالة تؤدي بك إلى النضج ،ولا تحاول**
الدفاع عن نفسك بل تحسّن لتسعد . ( أ. دهارفيل هندريكس ، 2009م ، ص 199ــ202 )
من كتاب كيف تحصل على الحب الذي تريده.
من هنا تعلمنا كيف نحول النقد اللاذع إلى تحسن إيجابي وتطوير مستمر لبناء ذات وشخصية ناضجة مما يؤدي إلى تحسين الحياة الزوجية ، وردم أي اختلاف قبل أن يقع ويتطور ، وتحويل السلبيات إلى إيجابيات ، والانتقادات إلى وسائل نضج ومعلومات لتحسين وتطوير ذاتك وإذكاء روح الحياة الزوجية بالسعادة والاستقرار .
ولنتذكر دومًا وأبدًا قوله تعالى (لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِّن بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللّهِ إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَإِذَا أَرَادَ اللّهُ بِقَوْمٍ سُوءًا فَلاَ مَرَدَّ لَهُ وَمَا لَهُم مِّن دُونِهِ مِن وَالٍ ) (11) سورة الرعد
فالتغيير يأتي من داخل النفوس ، وتغييرك لنفسك ، وأفكارك ، وطريقة تعاملك ،ونظرتك للأمور أيسر، وأفضل للو صول لما تريد وتتمنى .
نفعنا الله وإياكم بالقرآن الكريم وجعله لنا قائدا ودليل وصلى الله على الهادي البشير عليه أفضل الصلاة والتسليم. إن أحسنّا فمن الله وإن أسأنا فمن أنفسنا والشيطان واستغفر الله العظيم لي ولكم ولجميع المسلمين*****************************************
*