المصدر -
يعقد وزراء الخارجية العرب اجتماعًا طارئًا، الأحد المقبل، في القاهرة بناء على طلب الرياض "لإدانة انتهاكات إيران لحرمة سفارة السعودية في طهران وقنصليتها في مشهد"، بحسب ما أعلن نائب الأمين العام للجامعة العربية أحمد بن حلي، فيما توالت الإدانات العربية والإسلامية للانتهاكات الإيرانية.
وقال بن حلي للصحفيين إن الاجتماع يستهدف كذلك "إدانة التدخلات الإيرانية في الشؤون الداخلية للدول العربية" وذلك على خلفية الأزمة المتصاعدة بين السعودية وإيران منذ إعلان الرياض السبت الماضي إعدام نمر النمر، بعد إدانته بالإرهاب.
وفي الكويت، عبّر مجلس الوزراء في اجتماعه الأثنين برئاسة رئيس الوزراء بالإنابة وزير الخارجية الشيخ صباح الخالد عن إدانته واستنكاره الشديدين للأعمال العدوانية التي قامت بها جموع من المتظاهرين ضد سفارة السعودية في طهران وقنصليتها في مشهد واقتحام السفارة وممارسة التخريب وإضرام النيران فيها، مؤكدًا أن هذه الاعتداءات تُعد انتهاكًا صارخًا لاتفاقية فيينا الخاصة بالتزام الدول بحماية وصون البعثات الدبلوماسية وضمان سلامة طاقمها وتتحمل السلطات الإيرانية مسؤوليتها، مؤكدًا وقوف الكويت إلى جانب السعودية، وتأييدها لكافة الإجراءات التي تتخذها للحفاظ على أمنها واستقرارها.
كما نددت موريتانيا في بيان صادر عن وزارة الخارجية بأعمال الشغب التي تعرضت لها البعثات الدبلوماسية للمملكة في إيران وما أسفرت عنه من أضرار.
وطالبت الحكومة الموريتانية، إيران باحترام السيادة والامتناع عن التدخل في الشؤون الداخلية للدول، مؤكدة أن احترام سيادة الدول يبقى مبادئ أساسية في القانون الدولي وفي الأعراف الدبلوماسية المعهودة.
وعبّرت جيبوتي عن تنديدها واستنكارها الشديدين للاعتداء، مؤكدة أن هذا الاعتداء يعد خرقًا فادحًا وانتهاكًا صارخًا للمواثيق الدبلوماسية والأعراف الدولية.
وذكرت وزارة الخارجية والتعاون الدولي في جيبوتي في بيان: "تتحمل السلطات الإيرانية مسؤولية الوفاء بالتزاماتها لحماية وصون البعثات الدبلوماسية وضمان سلامة أعضائها والإسراع في اتخاذ ما يلزم من إجراءات قانونية رادعة بحق المعتدين".
وأضاف البيان "إذ تدعو حكومة جيبوتي السلطات الإيرانية إلى الالتزام بالقواعد، والأعراف الدولية التي تقضي باحترام سيادة الدول، وعدم التدخل في شؤونها الداخلية ؛ فإنها تعرب عن تقديرها البالغ للدور الرائد الذي تقوم به السعودية لإرساء دعائم الأمن وتثبيت أسس السلم على الصعيدين الإقليمي والدولي، وتؤكد في الوقت ذاته تضامن جيبوتي التام مع المملكة، وتأييدها الكامل لكافة الإجراءات التي تتخذها لمواجهة التطرف والإرهاب والحفاظ على أمنها واستقرارها".
واستنكر رئيس البرلمان العربي أحمد الجروان الاعتداءات الهمجية، وحمل في بيان له الليلة قبل الماضية السلطات الإيرانية المسؤولية الكاملة عن هذه الأعمال الإرهابية بموجب التزامها باتفاقية فيينا لعام 1961 والقانون الدولي اللذين يُحتّمان على الدول مسؤولية حماية البعثات الدبلوماسية.
واستنكر التدخل الإيراني السافر في الشؤون الداخلية للسعودية والذي جاء من خلال التصريحات الإيرانية العدائية والتحريضية بشأن تنفيذ المملكة للأحكام الشرعية الصادرة بحق الإرهابيين، معتبراً تلك التصريحات مساهمة في التحريض على الاعتداء على البعثات الدبلوماسية السعودية.
وقال الجروان إن مثل هذه الأفعال لا تخدم السلم في المنطقة وتنافي مبادئ حسن الجوار، ما من شأنه تأزيم المواقف وإشعال فتيل المزيد من الأزمات في المنطقة، مؤكدًا أنّ البرلمان العربي يقف خلف المملكة والقرارات التي اتخذتها لمحاربة الإرهاب بأشكاله كافة وملاحقة مرتكبي الأعمال الإرهابية ومثيري الفتن وتقديمهم للقضاء.
وأدان رئيس الاتحاد البرلماني العربي رئيس مجلس الأمة الكويتي مرزوق الغانم الأثنين الاعتداءات، مشددًا على أن هذه الاعتداءات انتهاك صارخ لالتزام الدول بحماية البعثات الدبلوماسية وضمان سلامة موظفيها.
وأكد الغانم في تصريح التضامن الكامل مع السعودية والتأكيد الكامل على ما جاء في بيان مجلس التعاون لدول الخليج العربية.
وأعلن أنه سيدعو فور عودته للكويت لعقد جلسة طارئة سرية لمناقشة ما تشهده الساحة من مواقف متسارعة، معتبرًا الأوضاع التي تشهدها المنطقة والتطورات الأخيرة تستدعي العودة بالنقاش والحوار إلى قبة عبدالله السالم ليدلي ممثلو الأمة بآرائهم ومواقفهم وفق مبادئ الديمقراطية وأطر الحوار بعيدًا عن الانفعالات وبما يخدم الوفاق والمصلحة الوطنية.
وأعلن مجلس وزراء الداخلية العرب الأثنين عن استنكاره "للاستفزازات" الإيرانية. وقالت الأمانة العامة للمجلس ومقرها تونس في بيان لها الأثنين إنها تلقت "باستنكار شديد أنباء التصرفات والاستفزازات الإيرانية العدائية تجاه السعودية، والتي أدت إلى التعدي على حرمة بعثاتها الدبلوماسية واقتحامها والعبث بمحتوياتها". وأشارت إلى أن تلك التصرفات "استهتار فاضح بكل القوانين الدولية والأعراف الدبلوماسية واستخفاف بالتعاليم الإسلامية ومبادئ حسن الجوار".
وأوضحت الأمانة العامة للداخلية العرب أنها "تدين بكل حزم هذه التصرفات النكراء، التي تندرج في سياق تاريخ طويل من محاولات إيران النيل من الدول العربية وإشعال نار الفتنة الطائفية وتقديم الدعم للتنظيمات الإرهابية.
ودعا مجلس الأعيان الأردني الحكومة الإيرانية "إلى احترام سيادة واستقلال دول الخليج العربي وعدم التدخل في شؤونها الداخلية، وحذر من التبعات الخطيرة التي قد تنجم عن شحن المواقف الطائفية والمذهبية والتركيز على عوامل الوحدة بين الأمة الإسلامية".
وأشار المجلس في بيان له إلى أن "الجماعات المتطرفة وأعداء الأمة الآخرين هم من يستفيدون من مثل هذا الشحن والتصعيد عن طريق خلق فتنة خطيرة تلحق أفدح الأضرار بمكونات الأمة الإسلامية كافة ".
وأكد المجلس "حرصه على وحدة الأمة الإسلامية وأن مصالحها ومكانتها تتطلب التركيز على الجوامع التي توحد الأمة وليس على أي تباينات أو اختلافات تؤذي هذه الوحدة وتلحق الضرر بمصالح الأمة كلها".
وأعلنت وزارة الخارجية البحرينية، الأثنين، قطع العلاقات الدبلوماسية مع إيران بسبب استمرار التدخل الإيراني "السافر" في شؤون الدول العربية.
وذكر بيان لوزارة لخارجية أن مملكة البحرين قررت قطع علاقاتها الدبلوماسية مع إيران، وتطلب "من جميع أعضاء بعثتها مغادرة المملكة خلال 48 ساعة" كما قررت إغلاق بعثتها الدبلوماسية لدى إيران وسحب جميع أعضاء بعثتها، على أن تشرع في اتخاذ الإجراءات المترتبة على تنفيذ قرار قطع العلاقات مع إيران.
واستدّعت وزارة الخارجية القائم بأعمال سفارة إيران بالإنابة، مرتضى صنوبري بناء على هذا القرار، وسلّمته مذكرة رسمية بقطع العلاقات وضرورة مغادرة البعثة المنامة.
وأكدّ بيان الخارجية أن القرار جاء بسبب "استمرار وتفاقم التدخل السافر والخطير" من إيران "ليس في شؤون مملكة البحرين فحسب" بل في شؤون دول الخليج العربي والعربية.
وكانت السعودية أعلنت مساء الأحد عن قطع العلاقات أيضًا مع إيران، منددة بـ"سياسة النظام الإيراني العدوانية في المنطقة التي تهدف إلى زعزعة أمنها واستقرارها".
وجاءت خطوة الرياض عقب هجمات استهدفت السفارة السعودية في طهران بعد انتقاد السلطات الإيرانية لتنفيذ حكم الإعدام ضد مدان سعودي بقضايا إرهاب.
وقال وزير الخارجية السعودي، عادل الجبير، إن الهجوم على السفارة "يتسق مع سياسات إيرانية لتقويض الاستقرار في المنطقة بتشكيل "خلايا إرهابية" في السعودية.
وأشار بيان الخارجية البحرينية إلى أن التدخل الإيراني يستمر "دون أدنى مراعاة لقيم أو قانون أو أخلاق، أو اعتبار لمبادئ حسن الجوار أو التزام بمبادي الأمم المتحدة ومنظمة التعاون الإسلامي"..
واعتبر أن ذلك يؤكد إصرار إيران "على إشاعة الخراب والدمار وإثارة الاضطرابات والفتنة في المنطقة عبر توفير الحماية وتقديم الدعم للإرهابيين والمتطرفين وتهريب الأسلحة والمتفجرات".
كما تطرق بيان الخارجية البحرينية إلى "الاعتداءات الآثمة الجبانة التي تعرضت لها سفارة المملكة العربية السعودية الشقيقة في طهران وقنصليتها في مدينة مشهد والتي تشكل انتهاكًا صارخًا لكل الاتفاقيات والمعاهدات الدولية".
وأكدت أن الهجمات "تجسّد نمطًا شديد الخطورة للسياسات الطائفية التي لا يمكن الصمت عليها أو القبول بها وإنما تستوجب وعلى الفور ضرورة التصدي لها بكل قوة ومواجهتها بكل حسم".
وأعلنت دولة الإمارات العربية المتحدة، الأثنين، تخفيض مستوى التمثيل الدبلوماسي مع إيران إلى مستوى قائم بالأعمال، و"تخفيض عدد الدبلوماسيين الإيرانيين في الدولة".
وقالت وزارة الخارجية، في بيان نشرته وكالة الأنباء الإماراتية الأثنين، إنه "تم استدعاء سعادة سيف الزعابي سفير الدولة في طهران تطبيقًا لهذا القرار".
وأضافت الوزارة أن "هذه الخطوة الاستثنائية تم اتخاذها في ضوء التدخل الإيراني المستمر في الشأن الداخلي الخليجي والعربي، والذي وصل إلى مستويات غير مسبوقة في الآونة الأخيرة".
وأكدت الخارجية الإماراتية أن "المبادئ الحاكمة للعلاقات الإيجابية والطبيعية بين الدول أساسها الاحترام المتبادل للسيادة وعدم التدخل في الشؤون الداخلية".
وكانت وزارة الخارجية استدعت السفير الإيراني وسلمته مذكرة احتجاج "على خلفية التدخل الإيراني في الشأن السيادي للسعودية والاعتداءات على مقار البعثات الدبلوماسية السعودية في طهران ومدينة مشهد.
وأعلن السودان، الأثنين، طرد السفير الإيراني من الخرطوم وكافة أعضاء البعثة الإيرانية، وذلك بعد إقدام السعودية والبحرين على قطع العلاقات الدبلوماسية مع إيران بسبب استمرار تدخل طهران بالشؤون الداخلية للدول العربية.
وقالت وكالة الأنباء السعودية "واس" إن ولي ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، تلقى، الأثنين، اتصالاً هاتفيا من وزير الدولة بالرئاسة السودانية مدير عام مكاتب الرئيس ومجلس الوزراء، طه عثمان الحسين.
وبيّن طه "خلال الاتصال أن الجمهورية السودانية قررت طرد السفير الإيراني من السودان وكامل البعثة، واستدعاء السفير السوداني من إيران"، مؤكدًا إدانة السودان للتدخلات الإيرانية في المنطقة عبر نهج طائفي".
كما دانت الخرطوم "إهمال السلطات الإيرانية منع الاعتداءات على السفارة والقنصلية السعودية في إيران"، معبرة "عن وقوف الجمهورية السودانية وتضامنها مع المملكة العربية السعودية في مواجهتها للإرهاب وتنفيذ الإجراءات الرادعة له".
*
*