المصدر -
شاءت الأقدار أن تكون الممرضة أفراح الشمري، سببًا في إنقاذ حياة 4 شبان أصيبوا في حادث انقلاب على طريق المختلف جنوب حائل قبل أيام، بعدما تصادف وجودها في مكان الحادث؛ حيث سارعت إلى تقديم المساعدة وإنقاذ أرواح الشباب في عمل بطولي تستحق عنه كل الشكر والتقدير.
وأوضحت الممرضة أن حادث انقلاب وقع لخمسة شبان يوم الجمعة الماضي في تمام الثالثة عصرًا، على طريق المختلف؛ حيث تصادف وجودها وأسرتها للتنزه في البر، فتمكنت من استخدام خبرتها، كونها ممرضة تعمل بمستشفى موقق غرب حائل، في إنقاذ هؤلاء الشباب.
وأضافت أنها أجرت الإسعافات الأولية للمصابين بحسب خطورة الإصابة، حيث احتاج أحد المصابين الذي كان يعاني من إصابة خطيرة، لعملية إنعاش قلبي رئوي استمرت 20 دقيقة، إلا أن نبضه توقف وتوفي إلى رحمة الله.
وتابعت، أنها هرعت إلى الحالة الثانية، وكان مصابًا بكسر باليد، وجروح في الرأس، وعلى الفور قامت بربط شماغه على يده، وتعليقها في رقبته، وتضميد جراحه، وطمأنته بأن صحته جيدة، ووجهت بأن يبقى ثابتًا قدر الإمكان كي لا تتضاعف الإصابة.
ثم انتقلت إلى الحالة الثالثة وكان طفلا يبلغ من العمر 9 سنوات، وحالته مستقرة، ويعاني من كسور في اليد والفخذ والساق، وعلى الفور تم نقله إلى سيارة أحد المتواجدين في مكان الحادث، لنقله إلى مستشفى موقق.
أما الحالات الرابعة والخامسة، فكانت مستقرة ولله الحمد، حيث قامت الممرضة بإعطاء سيارة والدها لأحد المتواجدين بالموقع، لنقل المصابين إلى مستشفى موقق العام، والذي كان أقرب منشأة صحية من موقع الحادث.
ولفتت أفراح الشمري، إلى أن موقع الحادث لم تكن توجد به تغطية شبكة للاتصالات، مما تسبب في عدم تمكنها من الاتصال على الهلال الأحمر والجهات الأمنية لمباشرة الحادث، وهو ما استدعى تدخلها المباشر مع الحالات لإنقاذها، مبينة أن ما قامت به هو واجب ديني وإنساني وأخلاقي، سائلة الله ألا يحرمها الأجر والثواب، وأن يشفي المصابين ويرحم المتوفى.
من جانبه، عبر والد الممرضة عن فخره بما فعلته ابنته، مقدمًا شكره لمدير المستشفى لتكريمها، ولـ”عاجل” لتغطيتها للحادث.
وكان مدير مستشفى موقق العام خلف بن يوسف الزامل، كرم الممرضة أفراح خليف الخريصي الشمري، بشهادة شكر وتقدير، مشيدًا بما قدمته من عمل وواجب ديني وأخلاقي أنقذت من خلاله أنفسًا من الموت، راجيًا من الله أن يجازيها خيرًا عما فعلت.
كما قدم أهالي المصابين شكرهم وتقديرهم للمرضة، مؤكدين أن ما فعلته يدل على تربيتها الصالحة وحبها للخير، مشيرين إلى أن خبرتها في الإسعافات الأولية ساهمت في نقل المصابين في وقت قياسي، وتوفير سيارة الإسعاف التي تقطع الكثير من الوقت في العادة لتحديد موقع الحادث في ظل الافتقار إلى شبكة اتصالات بالمكان الذي شهد الانقلاب.