المصدر -
حسين العلي ـ الجوف
* *أكد معالي وزير العمل والشؤون الاجتماعية الأسبق أ.د / علي بن إبراهيم النملة، على ضرورة التفات العرب والمسلمين إلى فهم تفكير الغرب وتطلعاته، ومواقفه من الأمم الأخرى، تحت ما اجتُمع على تسميته الاستغراب، وذلك من خلال الدراسة العميقة لكل مناحي الحياة في الغرب الأدنى والأوسط والأقصى، وفهم البنى التحتية للمجتمعات الغربية، الثقافية والاقتصادية والاجتماعية والعلمية.
* *جاء ذلك خلال محاضرته التي ألقاها على مسرح كلية طب الأسنان بجامعة الجوف في سكاكا، مساء أمس الاثنين، تحت عنوان ( مسارات الاستشراق .. من الالتفات إلى الالتفاف )، بحضور معالي مدير الجامعة أ.د / إسماعيل بن محمد البشري، وعدد من قيادات الجامعة ومنسوبيها وطلابها، وجمع من المهتمين.
* *وكان معالي الأستاذ الدكتور / النملة قد تناول أثناء المحاضرة جملةً من المحاور الرئيسية حول مفهوم الاستشراق وكينونته وتأثيراته، وتاريخ دخوله القواميس اللغوية العالمية، وجدوى دراسة الاستشراق، فضلاً عن أهمية إدراك إسهاماته في شتى مناحي الحياة، كما بيَّن المسارات التي تحدد النظر لحركة الالتفات والالتفاف في مجال الاستشراق، كالتفات الغرب إلى التراث العربي والإسلامي ونقله من مواطنه، وترجمة بعضه، ونشر بعض آخر، ودراسته وحفظه، والتفات المسلمين والعرب إلى النقد الموضوعي لإسهامات المستشرقين الأوائل والمعاصرين في تراثنا وتاريخه وحاضره.
* *كذلك استعرض أسماء عدد من رواد نقد الاستشراق، وناقش مع الحضور أداء العديد من هؤلاء الرواد، من خلال المداخلات التي شهدتها المحاضرة، داعياً إلى ضرورة إطلاق المبادرات العلمية والبحثية، ودور الجامعات في ذلك، لدعم أداء العلماء والباحثين العرب والمسلمين تجاه تراثهم، بالدراسة والتحقيق والنشر، بصورة أوسع وأكبر مما كانت عليه من قبل.
* *وأوضح أ.د / النملة أيضاً طبيعة الأطروحات التي تتناول النهاية الوشيكة للاستشراق، وأسباب اقتناعها بمسوغات هذه النهاية، فيما اختتم المحاضرة بالإشارة إلى أن الاستشراق القديم والحديث، سيظل منتجاً إنسانياً محكوماً بظروف المواجهة بين منتجها ( الغرب ) وموضوعها ( الشرق )، وبأهواء أصحابها وأيدلوجياتهم ومصالحهم، في ظل واقع تحركه المصالح لا القيم والثوابت.