المصدر - د. حياة الهندي
الزواج هو الطريق لتكاثر بني البشر وإيجاد أجيال تحقق ا لرسالة في عبادة الله عزوجل وقد حث المولى عز وجل على الزواج لأنه سبب لقيام الإنسان لخلافة الأرض انطلاقاً من قوله تعالى :- :﴿* وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة ﴾ 0 (سورة البقرة آية :30 )
والزواج إحدى الخطوات الأولى في بناء الأسرة وبه تتحقق عدة أهداف مثل توفير الدفء العاطفي للطرفين ، وحفظ الجنس البشري ، والحفاظ على استقرار الأسرة ، وبالتالي الحفاظ على المجتمع وأمنه واستقراره .
*ولسعادة الأسر ونجاح الحياة الزوجية سنذكر بعض الإرشادات :_
الإرشاد الأول : ـ
لكي يحقق الفرد الزواج الناجح لابد أن تكون نظرته للزواج واقعية ، فالزواج ميثاق غليظ يتطلب الالتزام والانضباط والتحلي بالشجاعة الكافية للتكيف مع الشريك وتنضج العلاقة الزوجية وهو يُعد ضغط نفسي يتطلب المرونة وتعلم مهارات وتعديل سلوكيات .
فالحياة المرفهة التي يتخيلها المرء قبل الزواج هي من صميم الطبيعة الإنسانية.
فلا أحد يمكنه أن يهب لك كل احتياجاتك أو أن يستشف كل رغباتك فيحولك بين عشية وضحاها لملك متوج أو سلطان مبجل ، فمن تعتقد أنه مصدر لإشباع احتياجاتك ثم يمتنع يتحول في اللاوعي إلى مصدر للألم ، فالواجب علينا أن نعدل من أفكارنا عن الزواج وعن شركاء الحياة وعن أنفسنا أيضاً.
لذا لابد من اتخاذ خطوة نحو التغيير للحصول على علاقة زوجية أكثر إرضاءاً لنا.
وهي أن تتخلص من الخوف من التغيير ولتعلم أن مباهج الحياة والوصول لها يحتاج بذل تضحيات .
والزواج هو وسيلة للتغيير وبناء الذات فانفصام الشاب أو الشابة عن والديهم وتكوين حياة مستقلة* خاصة بهما فرصة سانحة لتقوية الذات وإصلاح المعطوب فيها والتخلص من ذكريات الطفولة المؤلمة ومعالجتها للاستمتاع بحياة أخرى ، خالية من الألم ملتزمة متكيفة متحدية لذاتها وسلبياتها ثم لما يعتريها من اختلافات وانتقادات ومشاكل مع الشريك أو مع المجتمع .
يقول دينيس دي روجيجو نث ( إن معجزة الزواج تكمن في وجود حياة أخرى تتحد مع حياتي لنهاية العمر ).
فتعلموا كيف تشبعوا احتياجاتكم ، وتتفهمون ذواتكم* ،وتطوروا مهاراتكم ،وتخلصوا من مشاكل الطفولة ، وتعلموا إدارة حياتكم . فالحياة الزوجية تحتاج لكل الإمكانيات العقلية والذكاءات العاطفية ، وقبل ذلك كله تحتاج تقوى الله فتكوين أسرة مسلمة عبادة يحاسب عليها الله ويؤجرأيضاً . عَنْ أَبِي ذَرٍّ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " وَفِي بِضْعِ أَحَدِكُمْ صَدَقَةٌ " . قَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، أَيَأْتِي أَحَدُنَا شَهْوَتَهُ يَكُونُ لَهُ فِيهَا أَجْرٌ ؟ قَالَ : " أَرَأَيْتُمْ لَوْ وَضَعَهَا فِي الْحَرَامِ أَكَانَ عَلَيْهِ فِيهَا وِزْرٌ ؟ فَكَذَلِكَ إِذَا وَضَعَهَا فِي الْحَلالِ كَانَ لَهُ فِيهَا أَجْرٌ " .
نفعنا الله وإياكم بالقرآن الكريم وجعله لنا قائدا ودليل وصلى الله على الهادي البشير عليه أفضل الصلاة والتسليم. واستغفر الله العظيم لي ولكم ولجميع المسلمين .
مدربة ومستشارة أسرية