الحمدلله الذي علّم بالقلم ، علّم الانسان مالم يعلم ، والصلاة والسلام على محمد بن عبدالله خير معلم ، بعثه ربه في الأميين يعلمهم الكتاب والحكمة ، وعلى آله وصحبه أجمعين. أما بعد :

فالتعليم رسالة سامية ومهنة عظيمة اختار الله سبحانه لها أفضل خلقه فبعث الأنبياء مبشرين ومنذرين ومعلمين . ومن بعدهم سار على نهجهم وقام بمهمتهم أشراف الناس ولا زالوا يبذلون الجهد في تعليم الناس ورفع الجهل عنهم وتبصيرهم بأمور دينهم ودنياهم وتربية الناشئة على العقيدة الصحيحة والمنهج النبوي السليم البعيد عن الانحراف والتطرف والافراط والتفريط.

ومهنة التعليم هي أعظم المهن والقائمين بها هم أشرف الناس وذلك لأنها عبادة وعمل صالح ودعوة الى الله وإحسان للخلق ، قال النبي ﷺ ( خيركم من تعلم القران وعلمه ) وقال : ( إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ وَأَهْلَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ حَتَّى النَّمْلَةُ فِي جُحْرِهَا وَحَتَّى الْحُوتُ فِي الْبَحْرِ لَيُصَلُّونَ عَلَى مُعَلِّمِ النَّاسِ الْخَيْرَ ) وأجرها إذا أخلصت النية لله تعالى يمتد حتى بعد الوفاة قال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( إِذَا مَاتَ الْإِنْسَانُ انْقَطَعَ عَنْهُ عَمَلُهُ إِلا مِنْ ثَلاثَةٍ : إِلا مِنْ صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ ، أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ ، أَوْ وَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو لَهُ ) ومن هذا يتبين أن النبي ﷺ يأخذ مثل أجور أمته لأنه علمهم والمعلم يأخذ مثل أجور طلابه ومن كان سببا في تعليمهم ، فيالها من أجور عظيمة ويالها من مهنة شريفة من عرف قدرها لا يرتضي لها بديلا. وتكريم المعلم وتقديره هو من تعظيم العلم الذي يحمله وتقدير الرسالة العظيمة التي

يتشرف بها ، ولا يأتي ذكر المعلم الا ونتذكر أبيات أحمد شوقي :

قم للمعلم وفه التبجيلا

كاد المعلم ان يكون رسولا

اعلمت اشرف او اجل من الذي

يبني وينشى انفسا وعقولا

نسأل الله أن يرفع قدرهم ويكتب أجرهم والله أعلم.