المصدر - حمدان المالكي - المشاعر المقدسة
أطلق مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة رئيس لجنة الحج المركزية خالد الفيصل «حزمة» من البرامج، تساندها مجموعة من الحملات المتخصصة في الشأن التوعوي تتمحور حول قدسية المكان والحدث والإنسان، وفهم الأنظمة للوصول إلى حج «ناجح».
وأسس الفيصل، قبل سبعة أعوام، لإطلاق برنامج «حضاري إنساني» هو «الحج.. عبادة وسلوك حضاري»، وحينها أخذ على عاتقه التعريف بمفهوم «الحج بتصريح»، وأشرك معه جهات أخرى، لوضع آلية العقوبات والمبادرات ومحاربة الظواهر السلبية، لتكريس قيم الحج الصحيح، وبناء برنامج توعوي متكامل يسهم في تفعيل المرتكز الثاني لاستراتيجية المنطقة، التي تهدف إلى «الارتقاء في تنمية إنسان المنطقة، وتأصيل ثقافة تقديس البلد الحرام خلال الموسم». واستنفرت 30 جهة حكومية وأهلية كل إمكاناتها وطاقاتها البشرية والمادية خلال موسم حج هذا العام، لتفعيل رؤية إمارة المنطقة، الهادفة إلى تأكيد أن «الحج عبادة وسلوك حضاري»، للخروج بموسم حج ناجح، يؤدي فيه الحاج عبادته في جو من الخشوع والهدوء واحترام الأنظمة، مستنداً في ذلك إلى التشريع الإسلامي والأخلاق الإسلامية.
وعن جهود الجهات المشاركة، ذكر رئيس اللجنة التنفيذية والتحضيرية لأعمال الحج الدكتور هشام الفالح، أن «الحملة تأتي بتضامن كل قطاعات الدولة، لتكتسب أهميتها من منطلق أن الحج عبادة لها سننُها ومقاصدها وتشريعاتها الواضحة»، مستدركاً «يتبع الحج سلوكيات حضارية، تتمثل بأن يدرك الحاج القادم إلى مكة المكرمة والمشاعر المقدسة أن عليه الالتزام بالسلوكيات المرتبطة بالفريضة، وأن يؤدي عبادته في خشوع وهدوء واحترام الأنظمة، مستنداً في ذلك إلى التشريع الإسلامي والأخلاق الإسلامية».
وشدد الفالح على أن شعار «لا حج بلا تصريح» لم يعد شعاراً، بل برنامجاً ملزماً للجميع، ونجاحه يأتي بتعاون كل القطاعات الأمنية وغيرها، وفي مقدم كل هؤلاء المواطن، الذي لا بدَّ أن يدرك حجم المسؤولية، والمقيم، للحفاظ على أمن الحجاج وسلامتهم وصحتهم.
وأوضح أن المرحلة الثالثة والأخيرة التي ستنطلق في حج العام المقبل ستحمل عنوان: «النضج»، وتنتهي في عام 1440هـ، لتركِّز على المبادرات التنموية من قطاع الحج، «وهي مرحلة يتم فيها درس المرحلتين السابقتين، والنظر في الدراسات والمقترحات التي تبادر فيها القطاعات العاملة في الحج، وخصوصاً معهد خادم الحرمين الشريفين لأبحاث الحج والعمرة، لنصل في نهاية المطاف إلى حج نظامي، خالٍ من المظاهر السلبية التي يخلفها الحاج المخالف».
وتهدف الحملة إلى رفع مستوى الوعي لدى الحجاج، وحفزهم لمراجعة السلوك قبل مباشرة الفريضة، لضمان عدم الوقوع في المحظور، وتستند الحملة إلى محاور عدة، منها احترام المكان والحدث والإنسان، واحترام الأنظمة، وتشمل الحملة جانبين، توعوي وتحذيري، وتنمّي في مضامينها إحساس الحاج والمعتمر بمسؤوليته، وتشجعه على المبادرة لتغيير سلوكياته واستشعار دوره الإنساني المسلم المتحضر، إزاء الحجاج وأداء الفريضة. ولفت الدكتور الفالح إلى أن المرحلة الثانية انطلقت قبل عامين، وتنتهي مع حج هذا العام، بعنوان: «مرحلة النمو»، وتم التركيز فيها على التعريف بعقوبات المخالفين، وخصوصاً أن مستوى الوعي ارتفع في المرحلة التي سبقتها، وبدأت الرسائل التوعوية في هذه المرحلة ممنهجة على التعريف بالعقوبات التي قد يقع فيها المخالفون لأنظمة الحج، والتي تستهدف إرساء بيئة حج سليمة خالية من المظاهر السلبية، ومن أهمها الحج المخالف، وما يترتب عليه من افتراش وازدحامات تضيق الخناق على الحجاج النظاميين.
وقال الفالح: «إن المراحل الثلاث وضعت لها مدة زمنية، فالأولى بدأت مع حج 1429هـ، كانت بعنوان: «المرحلة التأسيسية»، انتهت في حج عام 1433هـ، وتم التركيز فيها على قيم الحج والظواهر السلبية، والتوعية بأهمية تصريح الحج، مشيراً إلى أن الحملة منذ انطلاقها عام 1429 هـ حققت نجاحات كبيرة»، مستدلاً بما سجلته الإحصاءات في خفض المخالفات والمخالفين أثناء موسم الحج.
بدوره، أوضح الأمين العام الدكتور هشام العباس أن الوزارة تسعد كل عام بالتقاء نخبة من ضيوف الرحمن في ندوتها السنوية، لتدارس متطلبات الحج وشؤونه، لتخرج من الملتقيات بأفكار طيبة بناءة، واتجاهات مباركة لترشيد السلوك العام أثناء تأدية المناسك لأجل مزيد من التيسير للحجاج، ومن هنا ظهرت الحاجة إلى اختيار عنوان: «الحج عبادة وسلوك حضاري» موضوعاً للندوة هذا العام، إذ يتدارس المشاركون مفهوم وأبعاد العبادة والسلوك الحضاري في الحج، ويقفون عن كثب على جهود المملكة في هذا المجال، ليكون الحج دائماً وأبداً مدرسة يقتدى بها لتنمية السلوك الحضاري وترسيخه والالتزام به أثناء أداء فريضة الحج، وفي شتى مراحل الحياة الإنسانية ووجوهها ومجالاتها.
وخلال الأعوام الثلاثة الماضية كانت أعداد الحجاج تتزايد بشكل كبير، مواكبة تخصيص الأعداد، تيسيراً للعمل المؤسسي، وتمهيداً لإنهاء المشاريع العملاقة والكبيرة التي عززت موقع السعودية عالمياً في استضافتها للحشود والأعداد الكبيرة.