بواسطة :
03-04-2015 04:53 مساءً
9.7K
المصدر -
محمد سعيد الغامدي -جدة
ألقى فضيلة الشيخ*الشيخ الدكتور رائد بن فواد باجوري عضو هيئة التدريس جامعة أم القرى وامام وخطيب جامع الفيصلية بجدة - حفظه الله - خطبة الجمعة بعنوان:*الحوثيون الورقة المحروقة للدولة الصفوية تحدث فيها عن نشأتهم وخطورتهم على الاسلام والمسلمين *قال فيها :
مقدمة:
أما بعد عباد الله : خنجر جديد في جنب الأمة المسلمة المنهكة بالجراح القاتلة يضع الخطط، ويرسم المؤامرات، ويحيك الفتن، لتحقيق مآربه، وتحت شعارات براقة، وأساليب ملتوية تلكم الفرقة والطائفة في بلاد اليمن والتي تسمى بالحوثية و الحُوثِيُّونَ فِي الأَصْلِ قَبِيلَةٌ يَمَنِيَةٌ، وَكَانُوا عَلَى مَذْهَبِ الزَّيْدِيَةِ الذِيْ كَانَ قَرِيباً إِلَى حَدٍّ مَا مِنْ أَهْلِ السُنَّة، وَالخِلَافُ بَيْنَهُمْ فِي بَعْضِ الْمَسَائِلِ بِخِلَافِ بَقِيَّةِ فِرْقِ الشِّيَعَة، ثُمَّ إِنَّهُ فِي بِدَايَةِ التِّسْعِينِيَّات و في محافظة صعدة بالتحديد، حيث خرجت للوجود حركة تنظيمية أطلقت على نفسها (الشباب المؤمن) كان من أبرز مؤسِّسيها بدر الدين الحوثي، ثم تولى رئاستها ابنه حسين بدر الدين الحوثي، كان نشاط هذا التنظيم في بداياته فكريًّا يهدف إلى تدريس المذهب الزيدي.
* * *في تلك الفترة حصل انشقاق ومنافَرة بين علماء الزيدية من جهة وبين بدر الدين الحوثي من جهة أخرى؛ بسبب آراء الحوثي المخالفة للزيدية؛ ومنها: دفاعه المستميت ومَيْله الواضح لمذهب الشيعة الإمامية الاثني عشرية وتصحيحه لبعض معتقداتهم، فأصدر حينها علماء الزيدية بيانًا تبرَّؤوا فيه من الحوثي وآرائه.
* * *عندها اضطرَّ الحوثي للهجرة إلى إيران، وعاش هناك عِدَّة سنوات تغذَّى فيها من المعتقد الصفوي وازدادت قناعته بالمذهب الإمامي الاثني عشري، وفي عام 1424ه عاد الحوثي إلى بلاده، وعاد لتدريس أفكاره الجديدة والتي منها: لعن الصحابة وتكفيرهم، ووجوب أخذ الخُمُس، وغيرها من المسائل التي وافق فيها مذهب الشيعة الأمامية، وفي تلك الأثناء -أيضًا- كانت الحركة الحوثية ترسل أبناء صعدة للدراسة في الحوزات العلمية في قم والنجف؛ لتعبِّئهم العمائم الصفوية هناك أنَّ كل حكومةٍ غير ولاية الفقية النائبة عن الإمام المنتظَر هي حكومة غير شرعية ولا معترف بها، ولهذا كان للحركة الحوثية النفَس الثوري الناقم على الحكومة هناك؛ فاندلعت حروب خمسة بين الفريقين كلَّفت بلاد اليمن آلاف الأرواح وخسائر مالية كبرى.
* * *عباد الله:
الظروف الاقتصادية والاجتماعية التي يعاني منها اليمن، والدعم الصفوي العسكري والمالي - كان من أهم الأسباب التي جعلت هذه الحركة تبرز على الساحة في سنوات قلائل، فضلاً عن الشعارات الرنَّانة التي كان يرفعها الحوثيون؛ كشعار*"الموت لأمريكا"، وشعار*"اللعنة لإسرائيل"، وغيرها من الشعارات الخدَّاعة والتي أكسبتهم تعاطفًا كبيرًا بين أبناء اليمن، وهذه إحدى الحِيَل الرافضية في كسب تعاطف الشعوب الإسلامية المقهورة.
* * إخوة الإيمان:
*وحين نقترب من العقيدة الحوثيَّة نرى الانحراف الفكري والضلال العقدي في أجلى صُوَره؛ فالحركة الحوثية تنتحل في أصلها إلى الفرقة الجارودية وهي أشد الفرق الزيدية غُلُوًّا وشطَطَا. والتي من عقيدتها أنَّ النبي -صلى الله عليه وسلم- نصَّ على إمامة عليٍّ بعده بالوصف لا بالاسم، وأن الصحابة كفروا بتركهم بيعة علي بن أبي طالب رضي الله عنه وغير ذلك من عقائدهم الفاسدةِ أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ: إِنَّ هَذِهِ الْفِرْقَةَ الْخَبِيثَةَ لَيَسْتَ أَوَّلَ فِرْقَةٍ شِيعِيَّةٍ أَقْلَقَتِ الْمُسْلِمِينَ شُعُوبَاً وَحُكُّامَاً، بَلْ إِنَّهَا سَبَقَتْهَا فِرَقٌ ضَالَّةٌ مُنْحَرِفَةٌ عَانَى مِنْهَا الْمُسْلِمُونَ عَبْرَ تَارِيخِهِمْ؛ كَحَرَكَةِ الْقَرَامِطَةِ، وَالْحَرَكَةِ الْعُبَيْدِيَّةِ، وَالصَّفَوِيَّةِ، وَغَيْرِهَا مِنَ الْحَرَكَاتِ التِي أَذَاقَتِ الْمُسْلِمِينَ الْوَيْلاتِ، وَأَدْخَلَتْ أَهْلَ الإِسْلَامِ فِي صِرَاعَاتٍ دَاخِلِيَّةٍ مَرِيرَةٍ، فَمَا هَذِهِ الْحَرَكَةُ إِلَّا امْتِدَادٌ لِتِلْكَ الْحَرَكَاتِ الْبَاطِنِيَّةِ جَاءَتْ اسْتِجَابَةً لِلصَّوْتِ الصَّفَوِيِّ الذِي دَعَا لِتَصْدِيرِ الثَّوْرَةِ الْمَزْعُومَةِ فِي مَشَارِقِ الأَرْضِ وَمَغَارِبِهَا.*
* * أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ: إِنَّ دَوْلَةَ إِيَرَان هِيَ الدَّاعِمُ الرَّئِيسِيُّ لِهَذِهِ الْحَرَكَةِ التِي سَعَتْ لِاحْتِلَالِ الْيَمَنِ وَالتَّمَدُّدِ إِلَى مَا حَوْلَهُ، حَتَّى مَكَّةَ وَالْمَدِينَةِ وَيَزْعُمُونَ أَنَّهُا مُحْتَلَّةٌ مِنَ أَهْلِ السُّنَّةِ وهم أحق بها وأهلها ثم القنوات الفضائية الشيعية تقف وراء الحركة الحوثية وتظهرهم بمظهر المظلوم والواقع يشهد بأنهم يمكرون .
* * أيها المسلمون جنودنا من أبناء هذا البلد المبارك جنود مرابطون لحماية الحدود والدفاع عن المظلومين فنحن كذلك ينبغي أن نكون جنوداً معهم نشد من عزائمهم وندعو لهم بالنصر والتمكين وعلينا أن نتثبت في نقل الخبر عنهم دون قلق أو ارجاف فالمرحلة حساسة والأمور تؤخذ بالروية والتعاون على البر والتقوى أمر مطلوب بل وواجب في مثل هذه الظروف"وتعاونوا على البر والتقوى ولاتعاونوا على الإثم والعدوان. "