يحلم الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح، الذي قاد اليمن إلى الفقر والأمية، بالعودة إلى كرسي الرئاسة ليورثه لأبنائه، حلم قد يكلف اليمن والمنطقة خسائر لا يعرف حجمها.

أنقذ الخليجيون رقبته بمبادرتهم، وعالج السعوديون حروقه، وعاد ليهدد سلم بلاده واستقرارهم.

علي عبدالله صالح، بعد 34 عاماً من الحكم، لم يجد نفسه قادراً على الابتعاد عن كرسي الرئاسة، تحالف مع ألد أعدائه السابقين أي جماعة الحوثي، وبدأ العمل للانقلاب على الشرعية، تمهيداً لعودته رئيساً لليمن من جديد.

صالح الذي أبعدته انتفاضة شعبية قبل ثلاثة أعوام.. لم يترك الكرسي قبل أن يحصل على حصانة تمنع عنه المحاكمة بمقتضى المبادرة الخليجية.

عهد صالح عرف بالفساد والمحسوبية والديمقراطية الزائفة، كما وصفته مجلة "فورين بوليسي" الأميركية، فاليمن صُنِّف من أكثر دول العالم فساداً في كل تقارير منظمة الشفافية الدولية لسنوات طويلة.

ربط صالح شبكة الفاسدين بنفسه، وتضم أبناءه وأشقاءه وأبناءهم والمقربين إليه.. شبكة ممتدة تسيطر على القطاعات العسكرية والمالية في اليمن حتى اليوم.

خلال 34 عاماً من حكمه نصف اليمنيين صاروا تحت خط الفقر، والأمية ارتفعت لتشمل أكثر من ثلث الشعب، والنظام الصحي ليس فاشلاً لأنه غير موجود أصلاً.

وفي عهد صالح تراجعت الزراعة الغذائية في اليمن لصالح زراعة القات، وهي مادة مخدرة.

وقبل أشهر قليلة فرض مجلس الأمن الدولي عقوبات على صالح واثنين من كبار القادة العسكريين للحوثيين، لاتهامهم بتهديد السلام والاستقرار في اليمن.

تحالف صالح مع الإيرانيين عبر الحوثيين، وأدخل اليمن في متاهة الحروب، الحوثيون الذين أشعل ضدهم ست حروب خلال سنوات حكمه.. عاد للتحالف معهم واستعمالهم كحصان طروادة للعودة إلى كرسي الحكم وتوريثه لأبنائه.