المؤسس

رأسلنا

المبوبة

الخصوصية

عـن غـــــرب

فريق التحرير

  • ×
السبت 23 نوفمبر 2024
طهران تشعل المنطقة و«عاصفة الحزم» تلجم الحوثيين وترهب الإيرانيين
بواسطة : 27-03-2015 07:15 صباحاً 7.7K
المصدر -  

متابعة - محمد الياس :

انكشفت خديعة ايران في العالمين العربي والاسلامي، وللمواطن الايراني، وبحسب المعلومات من داخل ايران، فإن الشباب الايراني اصبح يتمنى زوال النظام الحاكم بالقوة، بعدما لم تنجح معه عمليات غسيل الادمغة والمخدرات، وبات يعرف أن رجال الدين في ايران هم أكبر فئة تقوم بسرقة المواطن الايراني، وان 40% من خريجي الجامعات الايرانية عاطلون عن العمل، وان ما نسبته 23% منهم مدمنون على المخدرات، وان 45% من المجتمع الايراني هم من الشباب، الشباب الذي يرى بأم عينيه كيف تهدر ثروات بلاده على تمويل الارهاب، بينما يصل خط الفقر في القرى والأرياف الى 60%، وهي نسبة تكاد تكون مخيفة في دولة نفطية، أهدرت ثرواتها على التسلح وجنون القوة.

وفي 30 مايو 2014 أفاد مركز الإحصاء الإيراني بأن معدل البطالة لدى الشباب بلغ 25%.

وقال وزير العمل علي ربيعي: ان 1.1 مليون من خريجي الجامعات يدخلون سوق العمل الآن، لن يجدوا فرصة عمل خلال السنوات القادمة، إضافة إلى 4.5 مليون طالب جامعي سيتخرّجون قريباً. علينا التحرّك سريعاً، وإلا سيواجه سوق العمل تسونامي من 5.6 مليون متعلّم باحثين عن عمل.

ٍأما على الصعيد الديني وما يسميه الباحث نبيل الحيدري الخديعة الدينية، التي تستخدم لتخدير آلاف الشباب الايراني، خوفا من تحولهم الى قنابل متفجرة في الداخل، ولهذا تبتدع طهران قضايا خارجية، تتعلق بالدور الرسالي المنتظر لها، وان هذا يستحق التضحية، لتجر الآلاف من الايرانيين وتسوقهم الى الموت في مناطق الصراع والنزاع في العراق وسوريا واليمن، وهي تدرك بأن الاوضاع الداخلية والاقتصادية متفجرة، وان رجال الدين يسيطرون على الاقتصاد الايراني، وان المجتمع الايراني يعيش تحولات قيمية صادمة بسبب الفقر، وتجد لها فتاوى دينية تبيحها وتجعلها شرعية.

ونتيجة لمخاوفها الداخلية، رصدت الاستخبارات الايرانية وميليشيات الباسيج انفاس المواطن الايراني، وجعلته فاقدا لاتزانه الفكري والثقافي، يعيش دورة تعبوية دائمة، او دفعه ناحية تعاطي الحشيش والمخدرات، وبسبب مخاوفها تلك، حاولت عزل المواطن الايراني عن العالم وتجهيله، وفرض طوق حوله، يحول دون اتصاله بالعالم الخارجي، وتمثل ذلك في فرض حظر على وسائل التواصل الاجتماعي (فيسبوك وتويتر) منذ عام 2009، بعد الاحتجاجات الواسعة ضد فوز الرئيس السابق محمود أحمدي نجاد بولاية ثانية، والتي نظمت عبر وسائل التواصل الاجتماعي.

حيث تتبع إيران سياسة مراقبة للإنترنت تجعل الدخول إلى مواقع منتشرة مثل فيسبوك وتويتر ويوتيوب صعباً بدون استخدام برامج ممنوعة تمكن من الدخول على الإنترنت. ويرى دعاة حظر الإنترنت انه يحمي المواطنين من المحتوى غير الأخلاقي مثل المواقع الإباحية، إلا ان معارضيه يقولون ان الحظر غير فعال؛ نظراً لتمكن الشباب من الالتفاف عليه.

وفي الوقت الذي تتمدد ايران في الخارج، عبر مجموعة من التنظيمات التابعة والمتخادمة معها، فإنها في ذات الوقت تقوم بعمليات اجتثاث داخلية في ايران، وبخاصة في المناطق العربية الاحوازية، وفي بلوشستان، وفي المناطق التركمانية والاذرية، فالفرس في ايران لا يشكلون عمليا اكثر من 25 %، ويسيطرون على مختلف مفاصل الدولة، وينظرون بخوف منقطع النظير لدول الجوار، ويعيشون حالة من القلق، تدفعهم لتغليب العداء على التعاون مع دول الجوار، لا بل انهم يعملون على التدخل في الشؤون الداخلية اعتقادا منهم بأن اضعاف دول الجوار يساهم في تعزيز ووحدة وقوة ايران، إلا أن الواقع الاجتماعي والسياسي والامني يكشف ان ايران تعيش حالة صراع مريرة في الداخل بين رجال الدين، ورجال الحرس الثوري، في نقد واسع وكبير يطلقه الشباب الايراني اليوم، عبر رفضه التدين الرسمي، ورغبته بالتواصل مع العالم، وعدم ايمانه بكل موروثات الثورة الايرانية، لدرجة دفعت رجال الدين للادعاء والكذب على الشارع الايراني بسبب الازمة الاقتصادية التي يعيشها.

ويقول الباحث نبيل الحيدري، والذي امضى سنوات في ايران: انهم ضعفاء من الداخل، وان كل المؤشرات تؤكد ان طهران على ابواب انفجار كبير، الا انهم يستغلون ثروات ايران والعراق ويسخرونها لخدمة اهدافهم في ضرب اساسات الدولة والمجتمع العربي، وان ايران الفارسية اكثر من اساء للشيعة العرب، وانها لا تحترمهم ولا تقيم لهم وزنا، وان ايران ترغب بتابعين ليس لهم قرار أو ارادة.

ولعل البعض يشير الى التحالف المريب بين تل ابيب وطهران، وكيف ان طهران مستفيدة من العداء الشكلي وليس الفعلي، بحجة العداء لاسرائيل والدفاع عن فلسطين والقدس وباسم المقاومة، وكيف تستفيد من مد نفوذها في العالم العربي، والذي انكشفت خديعته في سوريا والعراق، وان تل ابيب على علاقة قوية مع ايران اقتصاديا وسياسيا وعسكريا، وكيف ان اسرائيل تستفيد من الحصول على الدعم الغربي والامريكي بحجة مواجهة ايران، فقد كشفت صحيفة هارتس الاسرائيلية هذا التعاون، وذلك بعدما تعقدت العلاقات الاسرائيلية الامريكية، وبعد ان حاولت تل ابيب وبالتعاون مع طهران الاستفادة من حزب الله لتجميع الاسرائيليين خلف رئيس الوزراء الاسرائيلي في الانتخابات الاخيرة التي فاز بها نتنياهو.

وتشير المعلومات الى ان ايران تحاول هذه الفترة الحصول على موافقة غربية امريكية واعتراف بمكانتها ودورها الاقليمي، وفقا لصفقة شاملة تشمل مناطق ازمات الشرق الاوسط، وتشير الدراسات الى ان ايران ضالعة في انشاء التنظيمات المتطرفة في العراق وسوريا، وعندما اشتد ساعد داعش، وتضخيمها، هي التي لا تقاتل النظام السوري ، ولم تتقدم باتجاه بغداد او المناطق الشيعية، جاءت الاشارة الامريكية بضرورة الاعتماد على ايران لطرد داعش، فالطرفان لديهما تفاهمات، وهما من صنع داعش وغيرها في المنطقة، وكان المخطط الايراني يمضي باتجاه نقل داعش الى ليبيا لتخريب الامن المصري وكذلك اليمن. في كل الاتجاهات كانت ايران عنصر عدم استقرار في المنطقة، ودولة مخالفة لكل ابجديات التعاون الاسلامي، سواء كان ذلك في افغانستان او في العراق او لبنان وسوريا، لكن هذا الاستنزاف والذي تزامن مع هبوط حاد في اسعار النفط يجعل ايران امام انفجارين، انفجار داخلي متوقع، وانفجار خارجي، حيث باتت دول العالم تنتقد ايران، وتصفها بأنها دولة راعية للارهاب، وتعمل على التدخل في الشؤون الداخلية للدول وتخريب المجتمعات.

ففي العراق وفي جنوب العراق على الخصوص، وهي المنطقة الشيعية التي تعتبر الملاذ الآمن لها، فإن الرؤية الفارسية هي المحك، فهي تنظر للشيعة العرب على انهم غير موالين لها، ولهذا عمدت الى تنصيب شخصيات من اصول فارسية؛ كونها لا تثق بالعرب منهم، ومن لا يتعاون معها، فإنها تعمل على اجتثاثه بأساليب مختلفة ليس اقلها تخريب المجتمع الجنوبي بالمخدرات، والتي اصبحت تشكل ما نسبته 62% في الجنوب وبخاصة في النجف وكربلاء، والتي تأتي عبر الحجاج الايرانيين واحيانا عبر المطارات الرسمية، في وقت كانت المخدرات فترة حكم النظام السابق لا تصل نسبة التعاطي او الاتجار فيها الى 1%.

ان التدخل الايراني في العراق وسوريا هو جزء من مخطط فارسي، حاقد على الامة، وهو مخطط تدميري للدولة والهوية العربية، ويعمل على انشاء دولة الميليشيات الطائفية، ومع ذلك فإنه ليس كل ما تخطط له ايران يمكنها تحقيقه او تنفيذه، ففي العام 2011 خططت طهران للتدخل العسكري في البحرين عبر الاستعانة بالبعض، الا ان قوات درع الجزيرة احبطت مخططاتهم، واليوم كانت وحدات الحرس الثوري الايراني تستعد لدخول عدن دعما لحركة التمرد الحوثي، الا ان "عاصفة الحزم" قضت على الامل الايراني، عبر تحالف دولي وعربي كبير، ودعم واسناد خليجي غير معهودين ليلجم بذلك الحوثيين ومن خلفهم.