* الاحساء - زهير الغزال
أكملت وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع استعداداتها لإطلاق مهرجان تراث الإمارات الذي يقام هذا العام بقلعة الجاهلي بمدينة العين تحت شعار "العادات والتقاليد" برعاية معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير الثقافة والشباب وتنمية المجتمع بداية من الأربعاء المقبل ولمدة أربعة أيام بمناسبة الاحتفال بيوم التراث العالمي، وستشارك الفرقة الوطنية للفنون الشعبية التابعة لوزارة الثقافة إلى جوار أكثر من 14 فرق للفنون الشعبية في تقديم عروضها للجمهور على مدى أيام المهرجان، لتقدم كافة الفنون الشعبية الإماراتية التي توارثتها الأجيال عبر الحقب المختلفة والتي تعبر عن ظروف وبيئات متعددة، ولعل أشهرها فن العيالة والحربية واليولا، إضافة إلى الفنون الأخرى كالوهابي، والهبان، والرواح، وفن الأنديما، وستتاح الفرصة لزوار المهرجان الذي يفتتحه معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان ويحضر جانبا كبيرا من عروضه، لممارسة هذه الفنون، والتعرف على اسباب نشأتها، وتطورها حتى وصولها إلينا في الوقت الراهن كمعبر عن التراث غير المادي للدولة.
* وقال سعادة حكم الهاشمي وكيل وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع المساعد للثقافة والفنون أن معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وجه بأن يكون مهرجان تراث الإمارات فرصة لتعريف الأجيال الجديدة بعادات وتقاليد وأخلاقيات الأجداد الذين توارثوها جيلا بعد جيل، وتعد أحد ركائز الهوية الوطنية، وأن يُتاح للجمهور الفرصة للممارسة الفعلية لهذه الفنون بصحبة الفرق المشاركة في المهرجان، ومن هذا المنطلق تم اختيار "العادات والتقاليد" لتكون شعاراً للمهرجان هذا العام، مؤكداً أن وزارة الثقافة حرصت على تجميع كافة ألوان الفنون الشعبية الإماراتية لتقدم في مكان واحد، حتى يسهل على الشباب وزوار المهرجان التعرف على كل منها على حدا، والتعرف أيضا على الفروق فيما بينها، وممارستها على مدى 4 أيام بنفس الأساليب التي اتبعها أجدادنا في كافة مناسباتهم الاجتماعية.
* وأضاف الهاشمي أن اختيار قلعة الجاهلي بمدينة العين لتحتضن مهرجان تراث الإمارات هذا العام تحمل دلالة مهمة، تتمثل في قيمة هذه القلعة في التاريخ الإماراتي بشكل عام وتاريخ أبو ظبي والعين على وجه التحديد، باعتبارها شاهدا على طبيعة الحياة الاجتماعية، وتطور الهندسة المعمارية في وقت إنشائها، كما أنها شاهد على عظمة وقدرات الإنسان الإماراتي قبل حوالي 120 عاما، مؤكداً أن مهرجان تراث الإمارات الذي تنظمه وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع سنويا بمناسبة اليوم العالمي للتراث يحتفي هذا العام بالتراث الغير مادي متمثلاً في الفنون الشعبية والحرف اليدوية، والتراثية وغيرها، وكذلك يحتفي بالتراث المادي متمثلا بهذا النموذج المعماري الفريد لقلعة الجاهلي.
وأوضح الهاشمي أن المهرجان سيحضره عدد كبير من خبراء التراث والفرق الشعبية من كافة إمارات الدولة، الذين يملكون من الخبرة والمعرفة بالتراث التي تمكنهم من إيصاله إلى الجمهور بأسلوب سهل وميسر، سواء من خلال العروض التي تستمر على مدار أيام المهرجان أو عبر الورش، واللقاءات التي تقدم كافة تفاصيل كل فن من الفنون الشعبية، وكيف بدأ، وفي أي مناسبة، والمناطق التي شهدت انطلاقه، وتطوره حتى وصل إلينا بالصورة التي هو عليها اليوم، مشيرا إلى حرص وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع على إعلاء قيمة التراث وحفظه، ليس فقط من خلال مهرجان الإمارات للتراث، وإنما في الكثير من الفعاليات والمبادرات التي تنظمها الوزارة على مدار العام في افة مراكزها الثقافية، وأنشطتها المختلفة، باعتباره مكونا رئيسيا للشخصية الإماراتية.
* وعن الفرق المشاركة في المهرجان هذا العام أكد سعادة حكم الهاشمي، أن الفرقة الوطنية للفنون الشعبية ستشارك بعروضها المميزة في حفل الافتتاح وبقية أيام المهرجان إلى جوار أعداد كبيرة من فرق جمعيات الفنون الشعبية التي ترعاها الوزارة بكافة إمارات الدولة، ومنها جمعية الرمس للفنون الشعبية والتجديف، وجمعية الفنون الشعبية بأم القيوين، وجمعية التراث الشعبي بأم القيوين، وجمعية الشارقة للفنون الشعبية والمسرح، وجمعية خور فكان للثقافة والفنون الشعبية والتراث، وجمعية الشحوح للثقافة والتراث برأس الخيمة، وجمعية رأس الخيمة للفنون والتراث الشعبي، *وجمعية عيال ناصر للفنون والتراث الشعبي بدبي، وجمعية دبا للثقافة والفنون والمسرح بدبا الفجيرة وجمعية شمل للفنون الشعبية والتراث الشعبي والمسرح، وجمعية بن ماجد، وجمعية دبا الحصن للثقافة والتراث والمسرح، وجمعية الشحوح للتراث الوطني بأبوظبي وغيرها، موضحا أن المشاركين سيزيدون على أكثر من 500 فنان شعبي في مختلف الفنون والصناعات اليدوية.
* وأكد الهاشمي أن المهرجان سيقدم العديد من الهدايا والجوائز لزواره من خلال البرامج والمسابقات المختلفة التي تركز في معظمها على التراث الإماراتي، كما يضم أيضا الحرف التراثية الرجالية، والحرف التراثية النسائية إضافة إلى الألعاب الشعبية والأكلات التراثية والمعرض التراثي لتجتمع كافة هذه الفنون التراثية في مكان واحد، وتشكل تكاملا لمفردات التراث الإماراتي، داعيا الأسر الإماراتية وطلاب المدارس والجامعات لزيارة المهرجان بقلعة الجاهلي ليتعرفوا على تراثهم وحضارتهم، وعادات الجدود وتقاليدهم الأصيلة التي هي جزأ لا يتجزأ من كل إماراتي.