خطف المنتخب الغيني التأهل لنصف نهائي كأس أمم إفريقيا بشكل دراماتيكي أمام المنتخب التونسي في اللقاء الذي لُعب على أرضية ملعب باتا لحساب ربع نهائي الكان.
المنتخب التونسي دخل اللقاء وهو يعلم أنه سيلعب ضد عامل الأرض والجمهور دون نسيان الظروف الصعبة في الأدغال الإفريقية، إلا أنه عمل على نسيان كل ذلك من أجل إدخال السعادة في قلوب شعبهم.
الشوط الأول عرف ندرة كبيرة في الفرص السامحة للتسجيل، كما أنه شهد صراعًا كبيرًا على الكرة في منتصف الميدان، بالإضافة إلى نهج الطرفين للكرات الطولية العقيمة التي جعلت الحارسين معًا في راحة كبيرة طيلة الدقائق الـ45 الأولى.
أبرز فرص نسور قرطاج كانت في الدقيقة 27 عن طريق الخزري الذي نهج التسديد من بعيد، إلا أن كرته ارتطمت بأحد مدافع غينيا وتحولت لركلة ركنية، فيما حاول ساسي تحويل عرضية الشيخاوي للمرمى برأسه، إلا أنه افتقد للدقة لتمر كرته محادية للمرمى.
تواصل اللقاء على هذا النسق، علمًا أن إينسوي وبالبوا حاولا مغالطة المثلوثي في أكثر من مناسبة لكنها اصطدما بدفاع منظم نسبيًا لينتهي الشوط الأول بتعادل حتمي نظرًا للأداء الذي عايناه في أول 45 دقيقة.
الشوط الثاني كان مغايرًا نسبيًا، إذ أن نسور قرطاج كشروا عن مخالبهم وحاولوا الانقضاض على خصمهم، فكانوا قاب قوسين أو أدنى من افتتاح التسجيل خلال الدقيقة عن طريق العكايشي الذي تلقى تمريرة ذكية من الشيخاوي ليحولها في اتجاه المرمى بتسديدة قوية جدًا لم يحل بينها وبين الشباك سوى الحارس الغيني أوفوندو.
استمر اللقاء وسط تفوق تونسي واضح، فتوالت المرتدات التي قادها الشيخاوي، الساسي والعكايشي وبدا واضحًا أنهم في الطريق لتحقيق مرادهم وهز الشباك لأول مرة في اللقاء، فلم تصل الدقيقة 70 حتى تمكن المتألق العكايشي من تحويل عرضية رائعة من حمزة المثلوثي لللشباك بلمسة فنية مميزة قربت فريقه من نصف نهائي أهم بطولة في إفريقيا.
تونس اعتمدت على الهجمات المرتدة السريعة من أجل قتل اللقاء، إلا أنه تلقى بعض الهجمات الخطيرة عن طريق إينسوي خاصة، والذي ما فتئ يحاول حتى تمكن من الحصول على ركلة جزاء مشكوك جدًا في صحتها، حيث اعتبر الحكم تدخل المثلوثي في حقه غير قانونيًا ليُعلن عن ركلة جزاء حولها بالبوا للمرمى بعد أن وضعها على يمين المثلوثي الذي ارتمى لليسار، لتذهب المباراة للأشواط الإضافية.
نسور قرطاج بدوا مكسوري الجناح في الشوط الإضافي الأول، خاصة بعد الصدمة النفسية التي تعرضوا لها في آخر لحظات الشوط الثاني، وفي الدقيقة 99، منح الحكم ركلة حرة مباشرة للغينين على مشارف منطقة الجزاء، فتكفل بالبوا بتحويلها للشباك بطريقة رائعة بعد أن وضعها في زاوية صعبة جدًا على المثلوثي حتى لا نقول مستحيلة.
الشوط الإضافي الثاني لم يعرف أي تغيير في النتيجة رغم أن المنتخب التونسي كان قريبًا جدًا من التعديل، ليتأهل الغينيون لنصف النهائي وسط حسرة كبيرة من تونس التي صبت جام غضبها على الأداء التحكيمي.*