المؤسس

رأسلنا

المبوبة

الخصوصية

عـن غـــــرب

فريق التحرير

  • ×
الخميس 26 ديسمبر 2024
بواسطة : 25-01-2015 09:46 صباحاً 8.3K
المصدر -  

*

ونوهت مجمل الصحف هذا الأحـد بعملية الانتقال السلس للسلطة في المملكة العربية السعودية، فتحت عنوان (ترتيب البيت السعودي)، كتبت صحيفة "الشرق" ... يُثبت السعوديون، يوماً بعد آخر أنهم على قدر تحمّل المسؤوليات الجسام مهما كان الحدث جللاً وعظيماً. يؤكدون ـ عملياً ـ أنهم قادرون على ترتيب بيتهم الوطني على النحو الذي يضمن استمرار سلامة البلاد والعباد. ومنذ زمن الملك المؤسس، طيب الله ثراه، سارت وتيرة العمل السياسي عبر إيقاعٍ تتناغم فيه مؤسسات الدولة وأفراد الشعب. وقالت: صحيح أن وفاة رأس الهرم السياسي حدثٌ كبيرٌ ومؤثر وله تداعياته وتبعاته العاطفية في كلّ مواطن ومسؤول. صحيح أن وفاة ملكٍ من ملوك هذه البلاد يُعدّ صدمةً لكل قلبٍ ينبض على هذه الأرض. لكن استتباب الأمور هي الضامن للأمن والأمان الذي أحاط بهذا الوطن الكبير بفضل من الله وأمنه. وهكذا لم تكد تمضي ساعاتٌ قليلة على رحيل خادم الحرمين الشريفين، الملك عبدالله بن عبدالعزيز، رحمه الله، حتى انتقلت السلطة السياسية إلى نُظرائه في إدارة البيت السعودي. انتقلت مقاليد الأمور إلى كفاءاتٍ أخرى في ذرية الملك عبدالعزيز. وعبرت: الحكمة السعودية تعرف طريقها جيداً، والملتزمون بها يُدركون حجم المسؤولية ويتعاطون مع الحقيقة من منطلق فهمهم الواعي لمتطلبات الظرف الحساس. السعوديون يعرفون طريقهم جيداً، والبيت السعودي مرتّبٌ منذ عقود طويلة، والآليات الضامنة مؤسسة في التركيبة السياسية لإدارة الحكم في هذه البلاد الطيبة.

*

وتحت عنوان (انتقال السلطة السلس .. رسالة للعالم)، عبرت هذا الصباح صحيفة "عكاظ" ... كانت المملكة، اليومين الماضيين، في عيون العالم من خلال وسائل الإعلام وشبكات التواصل.. كانت اسما مترددا في حوارات المعلقين والمحللين المعنيين بالقضايا الأمنية والاستراتيجية والشؤون الدولية. وكانت بؤرة التركيز على الخطوات السلسة التي انتقلت بها السلطة من ملك غادر هذه الدنيا -محفوفا بمشاعر مواطنيه واحترام عارفيه من زعماء العالم- إلى ملك يقود البلاد على طريق الاستقرار والاستمرار، محاطا بحب مواطنيه وتقدير أهل الفكر والرأي والسياسة، وهو صاحب التجربة الغنية الطويلة في دائرة صناعة القرار ببلاده. وعلقت: المملكة ليست دولة طرفية ولا كيانا هامشيا فقد منحها العزيز الكريم مكان واسطة العقد في أمتها العربية والإسلامية ووهبها من الخيرات ما جعلها حاضرة فاعلة في اقتصادات العالم بسياستها البترولية المتوازنة المراعية لمصالح المنتجين والمستهلكين، وأكرمها بقيادة من أهلها تعرف أحوال مواطنيها وتتفاعل مع قضاياهم كما تقدر مسؤوليتها ودورها في الاستقرار الإقليمي والدولي. هذه العوامل كلها أسست تقاليد راسخة معتمدة على القيم الموروثة ونظام الحكم، في انتقال السلطة من ملك راحل إلى قائد ترتضيه الأسرة الحاكمة ويؤيده أهل العلم والرأي ويحيطه رضا شعبه الذي زادته الأيام ثقة في رشد الحكم وإخلاص القيادة لوطنها وأهلها.

*

وبعنوان (انتقال السلطة في المملكة والدروس المجانية)، كتبت صحيفة "اليوم" ... الساحة التي يروق لأعداء الوطن العبث واللهو فيها، وتلفيق الأكاذيب وصناعة الأفلام الهزلية من خلالها كانت هي ساحة انتقال السلطة في المملكة من جيل الأبناء إلى جيل الأحفاد، وإثارة الزوابع حول هذه القضية في محاولة بائسة ويائسة للنيل من استقرار هذا الوطن، والتشكيك في استمرار رخائه. وقالت: عندما حان الوقت الطبيعي صدر الأمر الملكي الكريم من لدن مهندس السياسة السعودية، ومستشار الملوك، وملك البلاد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز - حفظه الله - والذي اقتضى مبايعة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف وتسميته وليا لولي العهد، كأول أحفاد الملك المؤسس وصولا إلى هذا الموقع، ليُخرس بذلك كل تلك الأفواه التي تنبعث منها أبخرة العفن والحقد، وليقطع تلك الألسن البلهاء التي ظلت تعزف على وتر مقطوع من الأساس بحكمة قيادات هذه الأمة، وانحيازها دوما إلى بناء مستقبل وطنها في أجواء هادئة، هي بالتأكيد الوسم الثابت والمعروف لكل عملية تداول للسلطة في هذا الوطن. وشددت: لعل أجمل ما في هذه المشهدية الحاسمة، أنها أهملت تلك الأبواق، وتركت لها الساحة كلها لتسمع أصداء أصواتها، وتُصدّق أضاليلها، وتُمعن في تسويق تلك المسرحيات والأباطيل، لتغتنم اللحظة المناسبة لتأخذ قرارها الطبيعي في مكانه وزمانه، ولتدفع أولئك دون خيار منهم لأن يظهروا أمام متابعيهم بكل عُريهم وقبح مقاصدهم، وهشاشة أكاذيبهم، وليس أجمل ولا أبلغ ولا أنبغ من أن يأتي الرد الحاسم بشكل عملي، وبهذه الصورة المشرفة التي سجلتْ أمام العالم.

*

وفي نفس الشأن.. كتبت صحيفة "المدينة" بعنوان (وتمضي القافلة.. وتتواصل المسيرة)... تظل التجربة السعودية في الاستمرارية والثبات مصدر فخر واعتزاز للمواطن السعودي. ويكفي القول بهذا الصدد، إنه رغم ما تعرضت له المملكة من مكائد من قبل المارقين والحاقدين والحاسدين منذ الإعلان عن انطلاقة مسيرتها المباركة تحت قيادة القائد الموحد والباني العظيم جلالة الملك عبدالعزيز -رحمه الله- عام 1932 فإنها حافظت بعون الله، ثم بحكمة وشجاعة وبعد نظر قادتها، على تماسكها ووحدتها واستقلالها وثبات نظام حكمها دون التفريط بثوابتها العقدية وقيمها المتوارثة المستمدة من العقيدة السمحة، في الوقت الذي تعرضت العديد من الدول -بما فيها دول كبرى- إلى التفكك والثورات والحروب وتغيير أنظمتها الحاكمة من اليمين إلى اليسار، وبالعكس. وأشارت: انتقال السلطة في بلادنا الغالية بالسهولة والسلاسة التي تمت عليها، أكدت على حالة الاستقرار السياسي والأمن الاجتماعي الذي تعيشه المملكة والذي عبر عن نفسه أصدق تعبير من خلال توحد مشاعر الحزن العميق التي جسدتها مشاعر الشعب السعودي النبيل وهو يودع خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -يرحمه الله- إلى مثواه الأخير، فيما تظل ذكراه خالدة في الذاكرة السعودية كملك الإنسانية الذي كرس حياته وجهده من أجل تحقيق الأمن والاستقرار والعلو لوطنه، والرفاهية والازدهار لشعبه، وخدمة قضايا الأمن والسلام في المنطقة والعالم. وفندت: الانتقال السلس للحكم يعني الانتقال إلى مرحلة جديدة في المسيرة السعودية المباركة تحت قيادة الملك سلمان بن عبدالعزيز، رجل الدولة والإدارة، رجل الدراية والخبرة، والحنكة والحكمة، المؤرخ الذي يعي تاريخ بلاده بكل تفاصيله ودقائقه، صديق الإعلاميين والمفكرين والمثقفين في بلاده وفي العالم، صاحب الرؤى الإستراتيجية القادرة على تحليل الحدث واستشراف المستقبل بمنظار الواقع، يعاونه في أداء هذه المهمة الصعبة ولي العهد وولي ولي العهد بما يبعث على الاطمئنان بأن القافلة لم تضل الطريق بإذن الله طالما ظلت العقيدة بوصلتها.

*

بدورها أشادت صحيفة "الوطن" تحت عنوان (رسالة الملك سلمان: النهج ثابت والوطن بخير)... في كلمته التي نعى فيها أول من أمس خادمُ الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز الملكَ الراحل عبدالله بن عبدالعزيز ـ يرحمه الله ـ أوضح أن سياسة المملكة لن تتغير، واستعان بالله تعالى على أداء الأمانة العظمى التي حملها كي يرضي ربه وشعبه، ويكون على مستوى طموحات العالمين العربي والإسلامي اللذين يضعان آمالهما في المملكة من أجل مستقبل خالٍ من الأزمات. فالمملكة منذ تأسست على يد الملك المؤسس عبدالعزيز آل سعود ـ يرحمه الله ـ اعتمدت نهجا واضحا وثابتا لم يحد عنه أبناؤه الملوك من بعده، هو نهج يستند على كتاب الله سبحانه وسنة الرسول صلى الله عليه وسلم الشريفة، نهج يمثل الإسلام في سماحته وجوهره ودعوته إلى السلام، ولذلك كانت المملكة عبر تاريخها موطنا لكثير من دعوات السلام والحوار من أجله، وكم جمعتْ بين دول، وبين فرق ومجموعات وتيارات داخل بعض الدول، لإزالة الخصومة والعداوة، وبدء مرحلة جديدة عنوانها المصالحة والسعي نحو الاستقرار! ولفتت: أصاب خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز حين قال "إن أمتنا العربية والإسلامية هي أحوج ما تكون اليوم إلى وحدتها وتضامنها"، فما تشهده الأمة من اضطرابات وأزمات في أكثر من مكان يحتاج تعاونا وتضامنا للخروج إلى أوضاع أفضل، ولطالما قدمت المملكة دعمها المادي والمعنوي لكثير من الدول والشعوب، وهي لن تقصر أبدا في مقبل الأيام في أداء واجبها الذي تمليه مكانتها الدينية والسياسية، وهذا ما أكده خادم الحرمين الشريفين بقوله "سنواصل في هذه البلاد التي شرفها الله بأن اختارها منطلقا لرسالته وقبلة للمسلمين مسيرتنا في الأخذ بكل ما من شأنه وحدة الصف وجمع الكلمة والدفاع عن قضايا أمتنا". وخلصت: باختصار.. كلمة خادم الحرمين الشريفين حملت رسالة بليغة إلى القاصي والداني أن النهج ثابت، والوطن بخير.

*

ختاما.. طالعتنا صحيفة "الرياض" تحت عنوان (ثقل المملكة في الرؤية الدولية)... وزن المملكة إقليمياً ودولياً يتأكد ثقله كل يوم، فهي محور أمتها العربية وعالمها الإسلامي وقد اتضح ذلك حين رأينا كيف تقاطر زعماء من كل أنحاء العالم أو من ينوب عنهم معزين في فقد الملك الجليل عبدالله بن عبدالعزيز غفر الله له، ومهنئين بقدوم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، حتى إن الرئيس الأمريكي قلص مهمته للهند ليصل الرياض يوم الثلاثاء القادم ليقوم بالعزاء في فقيد الوطن والأمة.. أيضاً لا ننسى كيف غطت وسائل الإعلام العالمية الحدث وتفاعلت معه، وإبرازه كأهم خبر، والمعنى أن المملكة بثقلها الروحي والاقتصادي ودورها السياسي تثبت أنها في القوائم الأولى العالمية، ولعل مسارها السلمي وضربها للإرهاب والتأكيد دائماً على أن الحوار هو طريق الحلول لأزمات العالم المعاصر وضعها كدولة وشعب في مركزها المؤثر والطبيعي في مختلف شؤون وقضايا العالم.. وأبرزت: إسلامياً نحن من أول من أعطى وقدم ورعى شؤون هذا العالم الكبير، وعندما أصيب في عاهة الإرهاب كنا أول أهدافه، غير أن التفاعل السريع الأمني في مواجهته، كان حاسماً وحازماً، ووضعنا مختلف إمكاناتنا مع قوى العالم في مكافحته في كل مكان من المعمورة؛ لأن منطلقاتنا وأهدافنا لا تضيقان أو تتقلصان أمام حالة حرب خطيرة يقودها إرهابيون لا يفرقون بين مسلم وغيره، ولا نزال نؤمن أن عدالة وروح الإسلام لا تشوههما جماعات لا يمثلونه أو يرعون حرماته ومبادئه.. وأوضحت: ثقل المملكة لم يأت منحة من أحد، بل جاء من ثراء طبيعتها وأصالة شعبها ونظرة دولتها إلى الرؤى البعيدة التي تحقق مصلحتها بمفهوم الأخوة والصداقات البعيدة عن الأسباب التي توترها أو تنحرف عن مسارها.. وفي العموم لم تكن نظرتنا لوزن بلدنا الكبير في كل شيء تنسينا هموم الآخرين الذين نتبادل معهم المحبة وإشاعة السلام وتثبيت الحق لكل الأمم والشعوب.

كما ونعت صحيفة الغربية ومودعة الملك الراحل الملك عبد الله رحمه الله في كلمة وجهت له *" وداعا أيها الملك الشجاع "

رجل المناقب، زعيم المواقف، وملك المسؤولية الكبرى، لم يهن، ولم يستكن، حمل هموم أمته قبل بلده، مقدما مصالح الإسلام والمسلمين فوق كل اعتبار، إنه الصادق الشجاع، والمؤتمن على المصائر وحامي عرين العرب والإسلام، فماذا بوسعنا أن نقول، وأي كلمات تشفينا ونحن نودع أعزّهم وأنجبهم خادم الحرمين الشريفين عبدالله بن عبدالعزيز، الذي ستسكن روحه الجنة بإذن الله، معانقا الفقيد الغالي فهد بن عبدالعزيز وأشقاءه في رحابها الأثيرة، بعد رحلة طويلة من العمل والمثابرة والاجتهاد في بناء المملكة وإرساء معالم تطورها الحديث، وتشهد لمنجزاته القلوب قبل الأرقام والإحصاءات.

لقد بنيت في عهد الراحل الكبير 28 جامعة و32 مستشفى عاما و6 مدن طبية و11 مستشفى تخصصيا و11 مدينة رياضية، بينما كان عدد المبتعثين السعوديين للدراسة في الولايات المتحدة 10 آلاف طالب في 2007، ارتفع الى 111 الفاً في عام 2014 وفق وزارة التجارة الاميركية.. وهذه الأرقام تدل على مدى اهتمام المغفور له بأهم عناصر بناء الدول والأمم: التعليم، الصحة والشباب.

وبقيادته، كانت فضائل المملكة تنعم بها أقاصي بقاع الأرض، مقدما الأقربين بالمعروف، فتراه يرمم الأزهر بميزانية مفتوحة، ويكسو اللاجئين، يشيد المنابر هنا، ويقيم الجسور هناك، يطلق مبادرة الحوار والتآخي والتسامح، ويقرّب العلماء ويكرّم الباحثين..

إنها سيرة عطاء مفتوحة الآفاق، مزدانة بحسه الوطني والقومي الغيور، فتجده يشعر ويمد اليد بمبادرة تلو أخرى، يقرّب الأشقاء إن ابتعدوا، ويعيد الصفاء لو شابته شائبة، بقلب مفتوح بحكمة أب ولسان شقيق وحرص الكبار حينما يتسامون على الصغائر لو طالت قومهم النوائب.

وهو الجسور الشجاع في مواجهة الارهاب ومن تطاول وانحرف عن جادة الصواب، وهو المنصف برفضه احتلال العراق، والعادل في تسوية النزاعات المحلية التي طحنت بعض البلدان العربية بعد سلسلة الثورات، متوجا مواقفه باحتضان مصر والمبادرة في اليمن واحتواء الفوضى العراقية.

انه بلا ادنى شك، صاحب التجربة الطويلة في العمل السياسي، التي مكنته من وضع المملكة في مكانها الصحيح بين الشرق والغرب، ونجح سادس ملوكها حتى آخر يوم من حياته في إعداد كل شيء، وتنظيم شؤون الأسرة لكي يكون انتقال السلطة هادئا وسريعا، وهذا ما حصل طالما هناك رجال مثل الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمير مقرن بن عبدالعزيز.

لتحتضنك رحمة العزيز الجليل، ولتتغمد روحك السكينة والرفعة، ونردد ما قلته في أيامك الأخيرة «يعلم الله أنكم في قلبي أحملكم وأستمد قوتي من الله ثم منكم، فلا تنسوني من دعواتكم».. فكيف ننساك يا أصلح الملوك، وأوفى رفاق الدرب؟!

أبا متعب: ستبقى في قلوبنا وعقولنا، في تاريخنا وضمائرنا، ورجال مثلك، لا يمكن أن يحيد عنهم قلب، أو تمحوهم ذاكرة.

لك منا نبض أفئدة مخلصة، وأكف تلوّح في وداعك راضية عما سبق ولحق، فيا أيها العليّ المقتدر، ضمّ أبانا وأخانا في حناياك أيها البارئ، وعطّر مثواه واسقه من لدنك رحمة، انك السميع المجيب.

*

*