المؤسس

رأسلنا

المبوبة

الخصوصية

عـن غـــــرب

فريق التحرير

  • ×
الأحد 24 نوفمبر 2024
بواسطة : 24-01-2015 07:58 مساءً 7.4K
المصدر -  

الغربية :

رجل المناقب، زعيم المواقف، وملك المسؤولية الكبرى، لم يهن، ولم يستكن، حمل هموم أمته قبل بلده، مقدما مصالح الإسلام والمسلمين فوق كل اعتبار، إنه الصادق الشجاع، والمؤتمن على المصائر وحامي عرين العرب والإسلام، فماذا بوسعنا أن نقول، وأي كلمات تشفينا ونحن نودع أعزّهم وأنجبهم خادم الحرمين الشريفين عبدالله بن عبدالعزيز، الذي ستسكن روحه الجنة بإذن الله، معانقا الفقيد الغالي فهد بن عبدالعزيز وأشقاءه في رحابها الأثيرة، بعد رحلة طويلة من العمل والمثابرة والاجتهاد في بناء المملكة وإرساء معالم تطورها الحديث، وتشهد لمنجزاته القلوب قبل الأرقام والإحصاءات.

لقد بنيت في عهد الراحل الكبير 28 جامعة و32 مستشفى عاما و6 مدن طبية و11 مستشفى تخصصيا و11 مدينة رياضية، بينما كان عدد المبتعثين السعوديين للدراسة في الولايات المتحدة 10 آلاف طالب في 2007، ارتفع الى 111 الفاً في عام 2014 وفق وزارة التجارة الاميركية.. وهذه الأرقام تدل على مدى اهتمام المغفور له بأهم عناصر بناء الدول والأمم: التعليم، الصحة والشباب.

وبقيادته، كانت فضائل المملكة تنعم بها أقاصي بقاع الأرض، مقدما الأقربين بالمعروف، فتراه يرمم الأزهر بميزانية مفتوحة، ويكسو اللاجئين، يشيد المنابر هنا، ويقيم الجسور هناك، يطلق مبادرة الحوار والتآخي والتسامح، ويقرّب العلماء ويكرّم الباحثين..

إنها سيرة عطاء مفتوحة الآفاق، مزدانة بحسه الوطني والقومي الغيور، فتجده يشعر ويمد اليد بمبادرة تلو أخرى، يقرّب الأشقاء إن ابتعدوا، ويعيد الصفاء لو شابته شائبة، بقلب مفتوح بحكمة أب ولسان شقيق وحرص الكبار حينما يتسامون على الصغائر لو طالت قومهم النوائب.

وهو الجسور الشجاع في مواجهة الارهاب ومن تطاول وانحرف عن جادة الصواب، وهو المنصف برفضه احتلال العراق، والعادل في تسوية النزاعات المحلية التي طحنت بعض البلدان العربية بعد سلسلة الثورات، متوجا مواقفه باحتضان مصر والمبادرة في اليمن واحتواء الفوضى العراقية.

انه بلا ادنى شك، صاحب التجربة الطويلة في العمل السياسي، التي مكنته من وضع المملكة في مكانها الصحيح بين الشرق والغرب، ونجح سادس ملوكها حتى آخر يوم من حياته في إعداد كل شيء، وتنظيم شؤون الأسرة لكي يكون انتقال السلطة هادئا وسريعا، وهذا ما حصل طالما هناك رجال مثل الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمير مقرن بن عبدالعزيز.

لتحتضنك رحمة العزيز الجليل، ولتتغمد روحك السكينة والرفعة، ونردد ما قلته في أيامك الأخيرة «يعلم الله أنكم في قلبي أحملكم وأستمد قوتي من الله ثم منكم، فلا تنسوني من دعواتكم».. فكيف ننساك يا أصلح الملوك، وأوفى رفاق الدرب؟!

أبا متعب: ستبقى في قلوبنا وعقولنا، في تاريخنا وضمائرنا، ورجال مثلك، لا يمكن أن يحيد عنهم قلب، أو تمحوهم ذاكرة.

لك منا نبض أفئدة مخلصة، وأكف تلوّح في وداعك راضية عما سبق ولحق، فيا أيها العليّ المقتدر، ضمّ أبانا وأخانا في حناياك أيها البارئ، وعطّر مثواه واسقه من لدنك رحمة، انك السميع المجيب.