بواسطة :
17-01-2015 07:38 صباحاً
7.0K
المصدر - محمد الياس*ـ*متابعات*
السفير السعودي في لبنان علي عسيري، وفي لقاء مع إذاعة الشرق اللبنانية، قدم نصيحة للرئيس الإيراني حسن روحاني، وذكر العالم بتنبيه خام الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز من الإرهاب قبل نحو أربعة أشهر.
نصيحة عسيري لروحاني نصت على " إذ كانت إيران تعاني من وضع اقتصادي سيء فلتنظر إلى الداخل وليس إلى الخارج، فالحلول داخلية".
هذه النصيحة أتت في سياق رده على سؤال أسباب الضائقة الاقتصادية في إيران وسبب محاولتها التدخل في الشأن الداخلي للمنطقة، إذ بدأ إجابته بالتأكيد على أن " لغة الحكمة مطلوبة اليوم والحوار البناء ايضا وفق آلية وجدول اعمال مفيد بدلا من الظهور الى الاعلام وتوجيه اصابع الاتهام هنا وهناك".
بينما ذكر عسيري بتنبيه الملك عبدالله بن عبدالعزيز للعالم وذلك في سياق تعليقه على ما شهدته باريس أخيراً، إذ أوضح أن " المملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الذي عند لقاءه بعض السفراء الغربيين قبل 4 أشهر من هذا اليوم قال كلمة وشهدناها بالأمس في باريس قال انه اذا لم يتحرك العالم للقضاء على ظاهرة الارهاب أينما كان سينتقل الى ديارهم وهو كان تحدث للسفراء الغربيين الملك لم يخطئ في استشعاره لهذا الامر".
الإنقسام المسيحي لا يفيد لبنان
من جهة أخرى أكد عسيري أن "المملكة العربية السعودية لا تتدخل بالوضع الداخلي اللبناني كما الحال مع اي دولة اخرى" لافتا إلى أن: "المشكلة في لبنان هي الجغرافيا السياسية للأسف اعتقد انها اثرت تأثير مباشر على لبنان " متمنيا "في ظل الظروف الحالية والتطورات الاقليمية والدولية ان يبتعد اللبنانيين عن تأثير الجغرافيا السياسية ويركزوا على ما هو في مصلحتهم ومصلحة بلدهم".
وأوضح* "الانقسام المسيحي المسيحي ليس مفيدا للبنان فوحدة الصف المسيحي وترميم العلاقة المسيحية هما امران اساسيان وهذا ما نأمل ان يصل اليه الحوار الذي يجري بين القوى السياسية المسيحية وحتى لو لم يتفقوا في السياسة الا انه يجب ان يصلوا الى اتفاق على الثوابت ونأمل ان يصلوا عبر هذا الحوار الى اختيار رئيس للجمهورية فالاختيار الاول هو للمسيحيين و للبنانيين كافة".
وفيما يخص الحوار بين "تيار المستقبل" و"حزب الله " أمل السفير عسيري أن: "يكون جادا وان تكون الارادة السياسية صادقة في هذه الحوارات البناءة التي في مقدمتها مصلحة الوطن والبلد والامن والاستقرار وعندها سينهض لبنان نهضة اقتصادية بسرعة خاصة وانه محبوب لدى كل دول المنطقة فهو مميز باهله وجوه وموقعه الجغرافي خاصة اذا نجح الحوارين ونتج رئيس ووجدت خطة امنية فعالة في كل انحاء لبنان تحمي لبنان ومن يأتي الى لبنان ".
ونوه بجهود رئيس مجلس النواب نبيه بري قائلا: "أبارك الخطوات التي يبذلها لمصلحة لبنان خاصة وقد سمعت من قبله حرصا على ان يكون هناك اتفاق وحوار جاد يكون له نتائج ملموسة" مشددا على "وجوب استمرار الحوار بأي شكل من الاشكال دائما وان يكون هناك فرق عمل تعالج الامور أو اي مستجدات قد تؤذي لبنان ما رايته وسمعته من تصريحات ومن مسؤولين من كل الجهات يقودني ان يكون لدي امل نتمنى ان يتبلور" لافتا إلى أن ما يسمعه "من زوار السفارة السعودية يؤكد ان الناس تعبت ولبنان تعب اقتصاديا خاصة وان لبنان يعتمد على قطاع السياحة وعلى الاعلام اللبناني ان يواكب ايجابيا ما يحدث على الارض ويجب عليه ان يتعقل وان يدعو من هو عاقل على الشاشة وليتحدث من هو محب للبنان فليس من المفيد أن تستضيف اي محطة او اذاعة اناسا لديهم اجندة معينة يبرز وجهة نظر معينة لجهة معينة يؤذي فيها بلده".
وأشار إلى أن المملكة العربية السعودية تقول للبنانيين "اختاروا رئيسكم ونحن نبارك لكم ونرى ان هذه المسؤولية مسؤولية اللبنانيين .. الجهود الفرنسية تشكر ونحن لمسنا ونلمس حرصا من الفرنسيين على الاستقرار في لبنان ولكن هذه المسؤولية هي مسؤولية اللبنانيين بالدرجة الاولى في اختيار رئيسهم وحكومتهم ومستقبلهم".
وردا عن سؤال حول سبب تمديد ولايته كسفير لخادم الحرمين الشريفين لدى لبنان أكد عسيري أن "لا احد يستطيع ان يقول انه لا يحب لبنان واي انسان يعيش في لبنان لعدة سنوات يصبح عنده ادمان على حب لبنان لان هذا البلد يتميز عن غيره بالنسيج الاجتماعي وتعدد الثقافات وتركيبته السكانية ارجو ان يعود التآخي المميز بين اللبنانيين وان نسمع لغة من قبل السياسيين تنسجم مع الوضع الاجتماعي الذي يعيشونه مع بعضهم البعض .. فعندما ارى الرئيس سعد الحريري اشعر ان قلبه وعقله مع اهله في لبنان وحريص كل الحرص على لبنان وهو يتمنى ان يعود في اي لحظة هو يراها مناسبة وارجو ان لا تكون بعيدة ".
للأسف هناك تبرير للأحداث الإرهابية
ولفت إلى أن: "المملكة هي أكثر الدول التي انكوت بنار الارهاب ولحسن الحظ أن المملكة تمكنت بحسن قيادتها وبجهد المخلصين أن تكافح الارهاب بكافة الطرق" معتبرا أن"الحل هو مكافحة الارهاب فكراً ومكافحة تمويل الارهاب وتجفيف منابع الارهابيين وللأسف هناك تبرير للأحداث الارهابية وهذا شر بحد ذاته.. هناك ناس قد يستاؤون جدا مما نشرته الصحيفة الصحيفة لكن لو فكر المجرمون الذين كانوا ضحية عملهم في ان يشجعوا 20 أو 30 شخص ويقفون أمام مبنى هذه الصحيفة ألا يكون ذلك إحراجاً للصحفيين بدل أن ينالوا تعاطف الرأي العام؟".
وأكد أن "ما هو مطلوب اليوم هو إجماع دولي على معالجة هذه الظاهرة التي نالت كثير من البلدان ولبنان عانى من ظاهرة الإرهاب فهل حوسب من ارتكب أعمالا إجرامية في لبنان؟ ..سنة 2014 م كان اسوء سنة يمنية في اليمن مثلا ولا زال الارهاب ينتشر في بؤر تعتبر مناخ وبيئة حاضنة للإرهاب بسبب عدم وجود الاستقرار فتفرخ الارهاب وتصدر هذه الآفة الى غيرها من الدول هذا الامر يحتاج إلى علاج سياسي".
وأضاف "كل الدول التي فيها عدم استقرار سياسي تحتاج إلى وقفة لأن وجود طرفين في دولة وكل واحد منهما يدعم جهة معينة يعزز الارهاب فتجميع الارهابيين في السجون ليس حلا ناجحاً لانهم استطاعوا تشكيل خلايا لهم داخل السجون واستطاعوا ترسيخ ثقافة التطرف والكراهية وهناك مساجين تأثروا بهم".
متابعة للمساجين السعوديين
وأشاد عسيري بـ "القرار الحكيم بشأن سجن رومية" مهنئا "وزير الداخلية والقوى الامنية كاملة على هذا الإنجاز" مشيرا إلى أن "السجن الانفرادي هو الافضل للارهابيين فهناك حقوق للسجين ولكن عليه أيضاً حقوق عليه ان يحرم الحقوق والأنظمة وأن ينال الرعاية الصحية والعيش بكرامة لكن لا يجب أن يكون مصدرا للإرهاب هذا الامر يتماشى مع حقوق الانسان السجن يجب أن يكون لإشعار هؤلاء ان الحرية لها ثمن".
وأشار إلى أنه يتابع "وضوع المساجين السعوديين في لبنان والتقيت وزير العدل السابق ووزير العدل الحالي ورئيس هيئة القضاء ورئيس الوزراء وناقشنا هذا الامر وعندما نتواجه مع الجهات القضائية نقول أن ضمن الأنظمة والآليات القضائية يجب إجراء محاكمة جماعية لمن اتهموا بالجريمة نفسها ولم يجدوا مكانا يتسع لـ 400 من المتهمين".
مسؤولية دولية تجاه اليمن
أما في الشأن اليمني شدد السفير عسيري على أن: "اليمن بلد جار وعزيز على المملكة العربية السعودية وتربطنا به حسن علاقة جوار وهم يعتمدون على المملكة في كثير من الامور" لافتا إلى أن "ما يحدث في اليمن هو شأن داخلي أولا وارجو أن لا ننغر فالحوثيين لا يتجاوزون الـ 4 في المئة باليمن وبالتالي هناك خلاف داخلي بين قيادات سياسية معروفة داخليا قادت بلدها للاسف إلى ما نراه اليوم ونحن في المملكة العربية السعودية نتمنى أن نرى وحدة في الصف اليمني بين القيادات اليمنية ونتمنى أن يعود اليمن إلى استقراره".
وقال أن "هناك مسؤولية دولية تجاه مثل هذه القضايا سواء كانت في سوريا أو اليمن المملكة العربية السعودية لم ولن تقصر بحق اليمن في يوم من الايام وهذا ما يؤكد عليه تاريخ المملكة فالمملكة ودول الخليج لم تغفل اليمن وقد وصلت إلى إتفاق يحفظ وحدة اليمن وينقل السلطة ويهدئ الاحتقان الذي كان موجود ولكن للاسف هذه الاتفاقية لم تنفذ وتركت واليمن يعاني ما يعانيه اليمن بسبب عدم الالتزام ببنود الاتفاقية التي تبنتها دول مجلس التعاون الخليجي".
وأضاف "المملكة العربية السعودية هي احدى الدول الرائدة في محاولة تحديد السلام والسلم الاهلي في اي مكان ودعم الدول الفقيرة حتى اليوم ومساعدات المملكة لليمن مستمرة حتى هذه اللحظة وانا احمل المسؤولية للدول العظمى التي تستطيع ان تفرض قرارات الامم المتحدة فكم قرار مثلا صدر في الموضوع الفلسطيني؟ هل نفذ شيء من هذه القرارات؟ العالم اليوم مقبل على نقطة تحول بسبب الاحداث الاقليمية والارتباك الامني الذي نشهده ووجود بؤر صراع اقليمية وهذه مسؤولية العالم كله".