المؤسس

رأسلنا

المبوبة

الخصوصية

عـن غـــــرب

فريق التحرير

  • ×
السبت 29 يونيو 2024
الفيزا الأمريكية تحرم مبتعثًا سعوديًا 9 سنوات من زيارة بلاده
بواسطة : 08-01-2015 11:17 مساءً 6.4K
المصدر -  

متابعة - نواف العتيبي :

في إقامة أشبه ما تكون بالجبرية لقرابة عقد من الزمان.. ظل المبتعث السعودي أحمد الجريد داخل الأراضي الأمريكية ولم يغادر حدودها منذ ٢٠٠٦، وحافظ أحمد طوال هذه السنين على حمل حقيبة الدراسة على كتفيه ليُتم خلالها برنامج البكالوريوس في أنظمة المعلومات والماجستير في أمن المعلومات وذكاء الأعمال.*وخلال هذه المدة بأفراحها وأتراحها لم يستطع أحمد رؤية واحتضان والديه أو إخوته، وذلك بحسب “العربية نت” والسبب أنه مع أول خطوة يغادر فيها أحمد منطقة دائرة الهجرة في المنافذ الأمريكية فليس هناك أي ضمان بعودته مجددًا، مما يعني عدم قدرته على إكمال برنامجه الدراسي وتحول سنواته الدراسية إلى سنين عجاف خالية من أي شهادة أكاديمية أو حتى إنجاز يباهي به والديه وأهله.

في منتصف العقد الماضي ومع أولى طلائع برنامج الملك عبدالله للابتعاث الخارجي وضعت السلطات الأمريكية معايير صعبة لإصدار التأشيرة الأمريكية للطلبة المبتعثين، فكانت مدتها سنة واحدة فقط والمحظوظ منهم من يحصل على سنتين وهي مدة بالكاد تكفي لإنهاء برنامج اللغة.*ويقول أحمد، واصفا تلك المرحلة: “وصلت للولايات المتحدة في عام 2006، وكانت تأشيرة الدراسة في تلك الأيام صعبة المنال، فلم يكن يوجد حجز للمواعيد عبر موقع السفارة الأمريكية كما هو الحال الآن، فكنت أضطر إلى إرسال طلب الموعد عبر الفاكس لي ولبقية زملائي بحكم وجود الفاكس في منزلي، وكذلك كنت أقوم بعملية الإرسال أكثر من مرة في اليوم، لعدة أيام متتالية، وبعد محاولات طويلة، أتاني وزملائي الاتصال المنتظر من السفارة بموعد المقابلة، حظي نصفنا بالموافقة على تأشيرة الدخول، بينما رُفض طلب بقية زملائي لتأشيرة الدراسة”.

وأضاف: “أما العقبة الصعبة فكانت تجديد التأشيرة الأمريكية، فحينما عاد بعض الطلبة إلى السعودية علقوا ما بين مطرقة السفارة الأمريكية وسندان إكمال الدراسة في دول أخرى”، متابعا: “بعد توجهنا للولايات المتحدة وبدئنا مرحلة الدراسة، فكر البعض بزيارة الأهل في المملكة، وكانت الصدمة بعدم حصول عدد كبير منهم على تجديد للتأشيرة الدراسة مما اضطرهم للتأخر لأشهر وسنوات عن اكمال الدراسة، كما سبب قلقا للكثير من الطلاب المتبقين في الولايات المتحدة، وسبب في تغيير خطط بعضهم للعودة في الإجازة للزيارة، فأنا كنت أحد هؤلاء الذين آثروا البقاء على العودة، وتحملت عناء عدم الحصول على التأشيرة عن البحث عن دولة أخرى لنقل بعثتي لها، والحصول على قبول جامعي جديد، وطلب نقل الساعات الدراسية والتي قد لا يتم احتساب نسبة كبيرة منها”.

وأوضح أنه رغم تحسن إجراءات إصدار التأشيرات الأمريكية خلال السنوات الأخيرة، إلا أن الطلائع الأولى مازالت عالقة ولا يوجد ضمان بتسهيل أمورهم بالعودة لإكمال رحلة الدراسة.*وباعتبارها فرصة العمر، ظل أحمد وكل من في حالته في ركض مستمر ما بين الملحقية الثقافية السعودية بواشنطن لإبقاء بعثتهم الدراسية فعالة ودائرة الهجرة الأمريكية لإبقاء حالتهم الدراسية مستمرة وبدون توقف حتى لا يتعرضوا لمخالفة القوانين الأمريكية، فتنتهي قصتهم بترحيل إجباري فيزداد الطين بلة والأمر علة، لكن ليس هذا كل شيء!.

فشعرة معاوية كادت تقصم ظهر أحمد مع كل مناسبة أو عيد يجتمع فيه الأهل والأحباب، وبرغم أن كرسي أحمد الشاغر بينهم تتوسده شاشة تنقل تعابير الفرح والترح عبر الإنترنت، إلا أنها لا تستطيع أن تصنع حضن أم دافئا أو تكفكف دمع والد مشتاق.. يحكي أحمد بأن أشد اللحظات عليه هي حين توديع زملاءه المسافرين للسعودية في المطار؛ لكن موقف والديه يجبر كسر المغترب المشتاق، ويضيف قائلا: “كان موقفهم في بداية الأمر يحثني على الرجوع للزيارة، وبعد عدم حصول عدد من أقاربي على تجديد تأشيرة الدراسة، وسماعهم المستمر لقصص الذين واجهوا صعوبات ورفض تجديد تأشيرة الدراسة، قاموا بنصحي بإعادة التفكير في الزيارة، وأخبروني أننا لن نجبرك بعدم العودة، ولكن لا نرغب بأن نراك في موقف أقاربك وبقية الزملاء الذين قرر بعضهم قطع مشوارهم الدراسي، أو فقدوا ساعات دراسة عند انتقالهم إلى دولة أخرى تصل إلى أكثر من سنة ونصف السنة”.

ومع قرب انتهاء أحمد من مهمته الدراسية، يبدو أنه غير نادم على اتخاذه قرار البقاء فما جناه من علم ومعرفة وبالذات في المجال الأكاديمي يستحق التضحية، بالإضافة إلى اكتسابه معرفة واطلاعًا أكثر على ثقافتي الغرب والشرق بحسب عاجل.

*