المؤسس

رأسلنا

المبوبة

الخصوصية

عـن غـــــرب

فريق التحرير

  • ×
الإثنين 28 أكتوبر 2024
رغم الامتيازات .. أبناء محافظ الطائف ينافسون المواطنين المحتاجين في المنح الملكية
بواسطة : 15-12-2014 02:42 مساءً 7.3K
المصدر -  

الغربية - متابعة - نواف العتيبي**:

- مَن المسؤول عن إدراج مثل هؤلاء ضمن قائمة المحتاجين ومساواتهم بمواطن عادي لا يملك النفوذ؟

- أبناء "المتنفذين" ينافسون المواطن العادي في منحة صغيرة يبني عليها منزل الأحلام الصغير الذي يلم شتات أسرته.

- الأولى بمسؤولي محافظة الطائف متابعة ضعف التنمية الذي اعتراها ومعالجة الشلل الذي أصاب مختلف أطرافها.

- أين تحقيقات الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد "نزاهة" من تتبع ذلك؟

*

إن لم يكن الاستهتار بالمسؤولية بشكلٍ علني، وتردي الإنجاز الواضح، والعجز عن التطوير التنموي لسنين طويلة، والمحاباة السافرة للمقرّبين رغم امتيازاتهم ومزاياهم في تقديم المنح والمعونات الحكومية لهم؛ مؤشرات سلبية على ضعف الإدارة، وضعف المسؤول، وضعف الأمانة؛ فما إذن الإدارة الفاشلة؟ ومَن هو المسؤول المتخاذل؟! ولماذا تكثر بيننا المشاريع المتعثرة و"المنهوبة"؟

*

إن الملك العادل ورجل الإصلاح خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز - حفظه الله - دائماً ما يُوصي المسؤولين "كائناً مَن كان" بتحمُّل المسؤولية الجسيمة في خدمة الشعب السعودي وتلبية احتياجاته، لما فيه خير واستقرار الوطن والمواطن.

*

ونذكر كلمته الخالدة عندما قال - أيّده الله - للمسؤولين من أمراء ووزراء: "الأمانة من ذمتي في ذمتكم .. وأهم شيء المواطن السعودي ما وجدت إلا للشعب السعودي، ومرضاة ربكم عزّ وجلّ .. وأنا من الشعب السعودي وهو ابني وأخي لا تقولوا هذا ما له قيمة، إياي وإياكم". *وعندما يقول الملك الإنسان هذا الكلام النبيل للمسؤولين "كائناً مَن كان" فهو بذلك يصون حقوق المواطنين من أجل العيش في حياة كريمة في بلد الخير والنماء .. لذا تجد هذه الكلمات صداها في قلوب السعوديين وعقولهم، وتثبت أنه لا مجال للاجتهاد والعشوائية في العمل الحكومي، وحريٌ بالمسؤولين التنفيذ الدقيق للتوجيهات الملكية، والاهتمام بالمواطن وتحقيق تطلعاتهم، ومَن لا يستطع فليتنح جانباً؛ فالدولة - أعزّها الله - لم تقصر في الدعم المالي لمختلف المشاريع التنموية في المناطق والمحافظات السعودية كافة.

*

ولأن الحديث يجر حديثاً .. فإن ما أُثير أخيراً من حصول 4 من أبناء محافظ الطائف فهد بن معمر، على منح أراضٍ، ومنافستهم لـ 534 مواطناً ومواطنة؛ وتداول ذلك بشكلٍ علني حسبما أعلنت ذلك أمانة الطائف، أمس الأحد 22 صفر 1436هـ؛ يدعوننا إلى التساؤل عن آلية عمل أمانات المحافظات في منح الأراضي ومحاباة أبناء المسؤولين و"المتنفذين"؟ ومَن المسؤول عن إدراج مثل هؤلاء ضمن قائمة المحتاجين، ومساواتهم بمواطن عادي لا يملك النفوذ، وينتظر المنحة على أحر من الجمر ليبني عليها منزل الأحلام الصغير الذي يلم شتات أسرته.

*

كما نتساءل عن المسؤول، و"المتنفذ"، والموظف الحكومي الكبير الذي يسمح لأقربائه بمنافسة المواطن في حقوقه البسيطة، في ظل ما يتمتع به - هذا المسؤول وأبناؤه - من حقوق، ومزايا، وامتيازات لا تُتاح للآخرين؟!

*

إن من الأولى لمسؤولي محافظة الطائف متابعة ضعف التنمية الذي اعتراها، ومعالجة الشلل الذي أصاب مختلف أطرافها، وحل بها *من عاصمة السياحة السعودية، والمدينة التاريخية العريقة؛ إلى محافظة ترتفع منها الشكاوى المتزايدة، وتتعالى أصوات المواطنين التي بحت تطالب بالاهتمام بمسارات عمل تنموي أفضل مما يُقدم حالياً، ولا يرقى للطموحات.

*

فما يتداول من منافسة أبناء المسؤولين للمواطنين في حقوقهم البسيطة يعد مأساة في حق الوطن والمواطن، وأمراً يُثير مشاعر الحزن، ويحرّك عديداً من التساؤلات والاستفهامات التي تبحث عمّن يتحمّل المسؤولية، ومَن لم يتحمّل الأمانة، ومن المسؤول الذي لم يرتقِ لمستوى المسؤولية التي كلفه بها ولاة الأمر؟

*

*إن ما حصل من منح 4 من أبناء محافظ الطائف منحاً في المحافظة التي يديرها والدهم منذ أكثر من عقدٍ من الزمن يعد سابقة خطيرة، وتقصيراً كبيراً نحو المجتمع والوطن؛ واستسهالاً للأمور، ومخالفة لتوجيهات خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله- وتهاوناً واضحاً أغضب أهالي الطائف، لأن هناك من المواطنين المحتاجين مَن هم أولى من أبناء المحافظ، وإعلان أسمائهم ضمن القائمة لا يعفي من أن هناك مَن هو أشد استحقاقاً.

*

وهنا نتساءل: مَن المسؤول عن تضمين أسماء أبناء وأقرباء المسؤولين في قوائم المنح السامية، والمعونات الحكومية، واستبعاد المواطنين المحتاجين؟ أين تحقيقات الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد "نزاهة" من تتبع ذلك؟

  عن صحيفة سبق