بواسطة :
09-12-2014 11:07 صباحاً
29.7K
المصدر - الغربية - فوز العواد*
دائماً ما تجد المرأة المبدعة نفسها في حرب تقليدية لإثبات تميزها وتفردها، والإنطلاق لتحطيم أي حدود قد تحيط بها، وتحدّ فنها عن الإنتشار ورؤية النور، وهي الحرب التي نجحت الفنانة السعودية*أمل فلمبان في خوضها، ولم تمنعها نشأتها أو أسرتها من شغفها بالفن، واللإنغماس فيه حتى عنقها، فنمّت موهبتها، واقتطعت جزءاً من يومها لترسم، وخصوصاً التراث السعودي، فتستخرج من أعماقه كل ما هو جميل وأصيل.
*
*لم تعد المملكة العربية السعودية متحيزة ضد إبداع المرأة، رغم أنها تصنف كدولة تهمش دور المرأة أو تحاربه، فالدولة تقدم دعما كبيرا جدا للفن التشكيلي، والتسهيلات التي تقدم إلى الفنانين لعمل المعارض والمسابقات المقدمة من الوزارات، لا حصر لها، وتنتهي دوما باقتناء كل هذه الأعمال الفنية،*ولعل المملكة تدعم الفن بقصد مواجهة التيارات المتشددة، وهي جهود تبشر بالخير.
*
بدأت الفنانة أمل فليبمان بدأت مشوراها الفني برسم البيوت الحجازية القديمة، وطورت في "بالتّة" ألوانها الشيء الكثير، حتى خرجت من الروح القديمة المعتادة إلى الروح العصرية، وقدمت نموذجاً عصرياً جميلاً للفن السعودي الأنثوي.
*
حصدت فلمبان ١٥ جائزة محلية ودولية بعد أن تخرجت من*كلية الفنون الإسلامية، وكانت ممثلة عن بلدها في روسيا وألمانيا وفرنسا وإنجلترا والمغرب.
*
وفي لوحاتها، سترى المصابيح القديمة، والنوافذ التقليدية، وأشرعة المراكب.. رسمت فلمبان أزقة السعودية وشوارعها بروح متناغمة، بسيطة ولطيفة، وتنوعت لوحاتها بين القديم والمعاصر، فتارة تجد إضافات بسيطة لقباب ومآذن،*وتارة أخرى تستعمل ألوان "مودرن" أقرب لما نراه في القرى السياحية.
*
*
أما ألوان العمارة فهي أقرب إلى ألوان مايكل جريفز، الملقب بـ"حسن فتحي الغرب".
*
وفي نهاية العام الماضي، قدمت فلمبان نموذجاً فذّا، فصممت جدارية هي الأضخم في السعودية حتى الآن، ونفذتها، وهي*جدارية مكة التي يبلغ طولها ٧٥ مترا، كجدارية جميلة وحديثة بالغة التميز.
*
ولم تغفل فلمبان روح الحداثة التي ظهرت وسط الجبال بجوار البيت العتيق.
*
*
*