المصدر - الغربية ـ حالد اليوسف :
صعدت أمس الخميس جماعة الحوثي المسلحة خلافاتها ضد الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي وتوعدته، عبر ممثلها في الرئاسة اليمنية صالح الصماد بإسقاط حكمه واللحاق به سابقيه مما أطاحت بهم كـ»اللواء علي محسن الاحمر» ومراكز القوى لحزب الإصلاح. فيما جددت قيادة الجماعة رفضها الانسحاب من العاصمة والالتزام بتنفيذ اتفاق السلم والشراكة الوطنية الذي يقضي بإخلاء صنعاء من المظاهر المسلحة ومن مسلحي الحوثيين بمجرد تشكيل الحكومة. بينما دعا القيادي الجنوبي العائد مؤخراً من الخارج، عبد الرحمن علي بن محمد الجفري، الرئيس هادي وكافة موظفي السلك الحكومي من أبناء المحافظة الجنوبية إلى مغادرة صنعاء وكل المحافظات الشمالية والعودة إلى الجنوب قبل 30 نوفمبر، مؤكدا في كلمة له امام فعالية للحراك بمدينة المكلا، عاصمة محافظة حضرموت، أن المرحلة المقبلة هي مرحلة الحسم الثوري، مؤكداً على طرد المواطنين الشماليين من الجنوب باعتبارهم «دولة احتلال».
من جهة اخرى، أكدت مصادر محلية واخرى قبلية ان مسلحي جماعة الحوثي بدأت يوم أمس الخميس الانسحاب فعليا من مواقع تمركزهم في بلدة " قيفة "الضواحي الشرقية لمدينة رداع بمحافظة البيضاء، اثر تعرض مقاتليها لهجمات من وقت لآخر من قبل المسلحين القبليين ومسلحي انصار الشريعة في المنطقة. وجاء انسحاب مسلحي الحوثي من مناطق قيفة، عقب مقتل 4 مسلحين حوثيين وإصابة آخرين في انفجار ناسفة بمدينة رداع مساء الأربعاء، فيما قتل منهم 14 آخرين في عملية أخرى ليل الثلاثاء الماضي، يُعتقد أن مسلحي تنظيم القاعدة نفذوها.*
وفي تفاصيل تهديدات جماعة الحوثي للرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، خاطب ممثل جماعة الحوثيين في الرئاسة اليمنية، الرئيس هادي بالقول «كان احد مطالب الثورة الشعبية هو تنفيذ مخرجات الحوار الوطني التي أصرت بعض القوی علی عدم تنفيذها حتى كانت سببا في سقوط تلك القوی وإزاحتها عن المشهد السياسي في اليمن .
وأضاف صالح الصماد في منشور على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» اعتقد أن هذا الدرس يكفي لكل القوی كي تسارع في تنفيذ بنود اتفاق السلم والشراكة التي بدأنا نلمس أن هناك من يحاول ان يكرر نفس تجربة القوی السابقة ومن شأن هذه التصرفات ان تؤدي بهذه القوی الی نفس المصير -في اشارة واضحة الى تهديد الرئيس هادي-».*
وطالب الصماد، الرئيس هادي بضرورة تنفيذ بنود اتفاق السلم والشراكة على وجه السرعة لما فيه مصلحة اليمن -حد وصفه-. ودعا مستشار الرئاسة عن جماعة الحوثيين، الرئيس هادي بأن يوضح للشعب اليمني سبب تأخره إصدار قرار توسيع الهيئة الوطنية وتعديل مهامها وفق مخرجات الحوار الوطني كما نص علی ذلك اتفاق السلم والشراكة، وقال «هل تريدون من خلال تأخيركم أن تمضوا منفردين بحرف مسار مخرجات الحوار الوطني بعيدا عما نصت عليه مضامين وثيقة الحوار الوطني». ووجه ممثل الحوثيين أسئلة للرئيس هادي عن سبب تأخره في إشراك المكونات في إعداد السجل الانتخابي الجديد كما نص علی ذلك اتفاق السلم والشراكة، مضيفا «هل تريدون تزوير هذا السجل وتكرروا نفس أخطاء الماضي؟».
وتأتي تهديدات جماعة الحوثيين للرئيس هادي، بالتزامن مع انتشار لمسلحي الجماعة في شوارع واحياء العاصمة صنعاء بكثافة غير مسبوقة، حيث استحدثت الجماعة نقاط وحواجز تفتيش جديدة في كافة مداخل الأحياء الشعبية، في خطوة أثارت المزيد من السخط الشعبي، وتزامنت مع تجديد قيادة الجماعة رفضها الانسحاب من العاصمة والالتزام بتنفيذ اتفاق السلم والشراكة الوطنية الذي يقضي بإخلاء صنعاء من المظاهر المسلحة ومن مسلحي الحوثيين بمجرد تشكيل الحكومة.