بواسطة :
15-10-2014 01:59 صباحاً
7.8K
المصدر -
الغربية - بندر أخضر:
أستأ نفت*أمسفي محكمة «ساوث ورك» بالعاصمة البريطانية لندن جلسات المحاكمة في قضية الاعتداء على الشقيقات الإماراتيات الثلاث، التي اشتهرت في الشارع البريطاني باسم «قضية المطرقة»؛ نظراً للاعتداء الوحشي الذي تعرّضت له الشقيقات الثلاث.
وحاولت «الاتحاد» التواصل مع أسرة الضحايا، لكنهم فضلوا عدم الحديث لوسائل الإعلام.
وبحسب صحيفة «ذا ناشيونال»، فقد قال المدعي العام سيمون مايو في الجلسة السابقة، إن «الهدف من الهجوم على الشقيقات الإماراتيات كان القتل، لكن الشقيقات الثلاث نجون من الموت بأعجوبة بعد تلقيهن العلاج الطبي سريعاً».
وأضاف مايو أن «المشهد الذي وقعت عليه أعين أجهزة الشرطة والطوارئ لدى وصولهم إلى مكان الحادث كان مروعاً، بحسب وصفهم، ويكاد يكون من المستحيل أن نتخيل الرعب الذي عاشته الشقيقات لدى مواجهة الجاني فيليب سينس (32 عاماً) في ظلام غرفتهن»، مشيراً إلى أن «وحشية الهجوم بدت على عهود أكبر الشقيقات، التي تحطمت جمجمتها بشدة».
غدر
كما أدلى الطبيب الشرعي «آشلي فيجان إيرل» بشهادته أمام المحكمة في الجلسة السابقة، التي أوضح فيها أنه لم يكن هناك في جسد عهود أي أثر للعنف الجسدي، ما يدل على أنها كانت إما نائمة عندما رفع سبنس مطرقته أو أنها فقدت وعيها منذ الضربة الأولى.
وقال إيرل، إن الهجوم كان وحشياً بدرجة كبيرة، حيث نتج عنه ثقب في رأس الضحية.
وقال الطبيب الشرعي، إن الشقيقات الثلاث قد تلقين عدداً هائلاً من ضربات المطرقة، حيث أصابت فاطمة ثلاث ضربات على الأقل، بينما تلقت خلود 6 ضربات وعانت عهود 4 ضربات على الأقل.
وأضاف أن عهود كانت أكثر الشقيقات الثلاث تضرراً من هذا الاعتداء الوحشي، حيث أصيبت بجروح بالغة الخطورة في الرأس والوجه، أدت لاستئصال جزء من المخ، ونتيجة لذلك أصبحت وظائفها الدماغية لا تعمل سوى بـ5% فقط من قدرتها.
وأضاف أن عهود كانت «فاقدة للوعي تماماً عند نقلها إلى مستشفى سانت ماري في بادينغتون، غرب لندن.
وقد حطم الاعتداء جمجمتها وتسبب في كسر أسنانها وفكها إضافة إلى كسر تجويف العين»، مشيراً إلى أنه «ليس من المتوقع أن تعود (عهود) صحياً كما كانت قبل الحادث».
وأوضح الطبيب، بحسب «ذا ناشيونال»، أن شقيقتها فاطمة عانت 3 كسور في الجمجمة، بما في ذلك الجزء الخلفي من رأسها وكسر في الجانب الأيسر.
وهي الآن تعاني تشوهاً في الأنف.
أما خلود، فقد أدى الهجوم إلى كسور في الجبهة والفك والعينين، إضافة إلى كسر في ذراعها الأيسر عندما حاولت حماية نفسها.
وكان المتهم الأول فيليب سينس من ضاحية هاونسلو غرب العاصمة البريطانية اعترف أمس بارتكابه جريمة السرقة، نافياً رغبته في قتلهن.
أما المتهم الثاني جيمس موس (33 عاماً)، فاعترف بأنه يتجر في البضائع المسروقة، بما في ذلك الهواتف النقالة، وحقائب اليد والمجوهرات.
أمام الأطفال
من جهة أخرى، اهتم الإعلام البريطاني بالحادثة التي وصفها بـ«البشعة»، ونشرت صحيفة «دايلي ميل» البريطانية صفحة كاملة سردت فيها أحداث الواقعة بالتفصيل، مؤكدين أن المجرم انهال على الشقيقات بالمطرقة، ولم يترك عهود إلا وقد حطم جمجمتها، بينما كان يطالبها بمعرفة مكان النقود.
وقالت الصحيفة، إن أطفال الضحايا قد شاهدوا الهجوم بصورته الوحشية لوجودهم في الغرفة نفسها أثناء الاعتداء.
فيما أشارت صحيفة «تليجراف» البريطانية إلى أن جلسة المحكمة شهدت إدلاء الشقيقة الرابعة، وهي الوحيدة التي نجت من الحادث «شيخة المهيري»، لذهابها قبل الاعتداء بدقائق لشراء حلوى من أحد المتاجر المجاورة للفندق.
وسردت شيخة الوقائع المؤثرة لهيئة القضاة، فيما حاول دفاع المتهمين إنكار تهمة القتل عن الجناة، واصفين الغرض الوحيد من الهجوم عليهن بواسطة المتهم هو أن يفقدهن الوعي لسرقتهن.
بلا تبرير
وعلق سامي الرمضاني أستاذ علم الاجتماع بجامعة «ميتروبوليتان لندن» على الحادثة قائلاً، إنه اعتداء وحشي، وجريمة من الجرائم العنيفة، وهناك عوامل عدة قد تكون سبباً، مثل الإدمان على المخدرات، أو زيادة في درجة الوحشية والقساوة عند بعض الرجال، وقد يكون السبب نفسياً.
أو تكون العنصرية الشديدة والتلذذ في إرهاب الآخرين هما السبب، وقد يكون عنفاً موجهاً ضد النساء خصيصاً.
وأوضح الرمضاني أن العنف المفرط والوحشي المصاحب للسرقة غير مبرر، وكان من الممكن أن يسرق المتهم دون هذا المشهد الوحشي.
قسوة
وعن أسباب القسوة الشديدة، أشار إلى أن حالات القسوة الشديدة تجاه النساء والأطفال قد بدأت في الظهور في المجتمع البريطاني، وهناك «حالات مرعبة من القسوة تجاه النساء، كان أغلبها في طي الكتمان من قبل، لكنها بدأت تطفو على السطح»، وبشكل عام، «تتجه حالات الاعتداء الوحشي إلى الازدياد في بريطانيا»، حسبما قال الرمضاني، مؤكداً أنها ظاهرة اجتماعية خاصة، يجب على المجتمع البريطاني الانتباه إليها وتداركها حتى لا تتفاقم مستقبلاً في مجتمع معروف بالديمقراطية والمساواة.
عنصريةأما بخصوص العنصرية في المجتمع البريطاني، فهناك بشكل عام اتجاه لاضطهاد للأقليات في المجتمع البريطاني، والأمر لا يقتصر على المسلمين، بل العنصرية تجاه السود والأقليات الأخرى التي بدأت تزداد أيضاً مؤخـراً بسبـب التيار اليمـيني المـتطرف.
وحسـب الرمضـاني، فقـد ازداد تـيار العـنف في المجتمع بنسبة كبيرة في المدارس، بيـن المراهقين خاصة الطبقات الفقيرة، فانتشرت حالات القتل بكثافة بـآلات حـادة بين طـلاب المدارس الثانوي.
كما زادت نسبة إدمان المخدرات.
جريمة كراهية
وقال سامي الرمضاني أستاذ علم الاجتماع في «جامعة ميتروبوليتان لندن»: «لا أحد يمكنه الجزم حتى الآن بأسباب إقدام المتهم على الاعتداء على الشقيقات الثلاث بهذا العنف»، مضيفاً أن «الأقرب للتوقعات هو أن هذه القضية يمكن إدراجها تحت جرائم الكراهية»، وقد يكون السبب فقط بدافع الحصول على النقود، فلا أحد يمكنه معرفة الدافع الحقيقي للاستخدام المفرط المصاحب للسرقة في هذه المرحلة من المحاكمة.