بواسطة :
12-10-2014 12:43 صباحاً
7.7K
المصدر -
الغربية - مسفر الخديدي :
أوضح الباحث الفلكي الدكتور خالد الزعاق أن غدا (الأحد) أول يوم في* موسم* الوسم، وبداية نزول الأمطار الطبيعية، وقال إن الأمطار السابقة على دخوله تسمى "قلايد الوسم"، والأمطار التي تهطل في أوله تسمى "الثروي" نسبةً إلى الثريا، فيما الأمطار التي تهطل في آخره تسمى "الولي"، والسحب التي تتشكل قبل دخوله تسمى "عهاداً" واحدها عهدة، أما السحاب المبكر الذي يظهر مع دخول الوسم فيقال له "المرابيع" وواحدها مرباع كمرابيع الإبل، وهي التي تنتج في أول الزمان، ويقال للمكان السريع النبات "مرباع".
وأكد الدكتور "الزعاق" أن جميع فترات أمطار الوسم مفيدة جداً للأرض والبحر، فقد كان السلف يقولون عن مطره: "حص في البحر وفقع بالبر" أي أن مطر الوسم إذا سقط على البحر يخلق اللؤلؤ، وإذا سقط على البحر ينبت الفقع؛ فالبذور المدفونة في باطن الأرض والمحار المختفي في أصدافه تكون متحفزة لمطر الوسم، وهو الموسم اللائق لضخ ماء الحياة في أجسادها، ومدة الوسم النوئية اثنان وخمسين يوماً، والفعلية اثنان وسبعين يوماً، فعشرين يوماً من المربعانية تعتبر من الوسم.
وتابع القول إن للوسم علامات تدل على دخوله، أهمها تكون السحب وظهورها من جهة المغرب، وظهور طير الحباري والكروان والكرك الأصلع، وتلاشي القميري، مشيراً إلى أن الطقس السائد في الأيام الأولى من الوسم رطب، فيما تكون الرياح متقلبة الاتجاه خفيفة السرعة، وقد تهب بين حين وآخر ولفترات وجيزة ريح شمالية غربية لا تدوم طويلاً مع برودة ملحوظة في آخر الليل.
وأشار الباحث الفلكي إلى أن ما شهدته بعض المناطق من أمطار خلال هذه الأيام داخلة في حيز الوسم، وخلال هذه الفترة سنتأثر بمنخفضات جوية تصدرها هضبة البحيرات في شرق أفريقيا، ومن عادة هذه المنخفضات أنها تسبب هطول أمطار بين حين وآخر، ويتمثل ذلك بهبوب رياح جنوبية إلى جنوبية شرقية، تتكاثر معها السحب وتنزل معها الأمطار، ومطر الوسم -حتى لو كان قليلاً- مفيد للأرض؛ لأنه ينبت الكمأة "الفقع" والنفل والروض وجميع الأعشاب البرية المفيدة للرعي.
ويكون أول الوسم موسماً انتقالياً عنيفاً؛ ولهذا يحصل فيه تذبذب حاد في المنظومة المناخية؛ الأمر الذي يجعل الأمراض الخريفية تنتشر بشكل متفشي، وما زالت الشمس تتدحرج ناحية الجهة الجنوبية من خط الاستواء استعداداً لموسم الشتاء القادم، وعلى إثر ذلك تنخفض درجة الحرارة بالتدريج مع مرور الأيام، بخاصة أثناء الليل، وأشعتها لم تنكسر حتى الآن، فما زالت ذات لسع حاد في الظهيرة، ولا يزال الجو حاراً نهاراً بارداً نسبياً في آخر الليل في هذه الفترة الزمنية، ويعتدل الجو بعد عشرين يوماً تقريباً أثناء النهار، وتزداد برودته أثناء الليل، وتكثر فيه العواصف والرياح المحملة بالغبار والأتربة، وقد تكون ماطرة.
وقال الدكتور "الزعاق" إن صغار وكبار السن سيبدؤون بارتداء الشتوي في أول شهر صفر؛ أما الشباب فلن يرتدوا الملابس الشتوية إلا في أواخره.
وأول نجوم الوسم يقال له: "العواء"، ومطره "محمود "، حيث ينبت الشيح والنفل والأعشاب البرية بالإضافة إلى الكمأة (الفقع)، وتقول العرب في هذا النجم: "إذا طلعت العواء طاب الهواء، وضرب الخباء، وكره العراء، وشنن السقاء".