بواسطة :
26-10-2014 03:33 مساءً
6.9K
المصدر -
الغربية - فوز العواد :
أعادت حادثة انتحار «الحسناء الكردية»، كما وصفتها وسائل الإعلام الدولية، المقاتلة بيريفان ساسون بعد مقتل أفراد مجموعتها، ما دفعها لإنهاء حياتها بآخر طلقة معها خشية الوقوع «أسيرة في أيدي داعش»، مختتمة رسالتها بـ«وداعا» مشهد «المرأة والسلاح» الذي كان لافتا في معارك «كوباني/ عين العرب»، بعد مشاركة فوج نساء كردستان، وهو فوج من البيشمركة النسوية تأسس عام 1996 في محافظة السليمانية، ويتكون من 4 سرايا وهيئة آمر الفوج، حيث يبلغ عدد أفراده بحسب المصادر الرسمية نحو 600 مقاتلة.
بيريفان، وكما تقول عنها صديقتها المقاتلة جوانا رفيقة صديق: «دائما ما كانت توجهنا بضرورة التهيؤ والاستعداد، واختارت ألا تقع فريسة تحت أيدي عصابات (داعش) حفاظا على كرامتها».
قيادية كردية أخرى في وحدات حماية المرأة التابعة لوحدات حماية الشعب الكردي، عمدت إلى تفجير نفسها بقنبلة بعد نجاحها في اقتحام تجمع لعناصر «داعش» والاشتباك معهم عند أطراف مدينة كوباني الكردية، لتفجر ما كان بحوزتها من قنابل، ما تسبب في وقوع عدد من القتلى والجرحى بين صفوف عناصر تنظيم «داعش».
ولم يسع الرقيب جوانا صديق، آمرة سرية في الفوج النسائي التابع لقيادة قوات البيشمركة، سوى أن تحترم قرار رفيقاتها بقتل أنفسهن، قائلة: «لم يرغبن أن تنتهك كرامتهن تحت أيدي عصابات بربرية لا تحترم الإنسانية ولا القوانين العسكرية»، مضيفة: «النساء المقاتلات يفضلن الموت بأيديهن على أن يقعن بأيدي داعش».
المقاتلة جوانا خسرت مؤخرا صديقتها راندين (25 عاما): «متزوجة وأم لطفلتين»، التي تمكنت رغم صغر سنها من أن تتولى منصب «نائب آمر الفوج» الذي عادة ما يتكون من 450 مقاتلا ومقاتلة، خلال مواجهات بالأسلحة الثقيلة في المواقع الأمامية بـ«كازا» محور محافظة كركوك، إثر إصابتها بشظية في رأسها عقب قصف بالهاونات على موقعهن العسكري لتودي بحياتها.
التناقضات التي حملتها الصورة من تحويل جسد المرأة إلى سلاح خلال 4 أعوام من بدء الثورة السورية، ظل لغزا محيرا ما بين صور سيدات «داعش» وهن يتوشحن عباءات سوداء ومتحزمات بالسلاح والأحزمة الناسفة، وبين مجندات البيشمركة اللاتي أنهين تدريبات عسكرية شاقة وحملن الأسلحة الخفيفة والثقيلة مرابطات في الصفوف الأمامية.
العقيد ناهدة أحمد «آمر فوج» وإحدى أوائل سيدات قوات البيشمركة والتي أسهمت في تأسيس القسم النسائي في جيش البيشمركة عام 1996، قالت في حديثها: «لا يوجد فرق بين النساء والرجال، فالمقاتلة تشارك بكل المواقع والمهامات التي يتم تكليف الرجل بها»، ورغم بُعد زوجها عن العمل العسكري، فإن العقيد ناهدة، وهي أم لابنة واحدة، تؤكد ضرورة تعاون الزوج مع المرأة العسكرية، مبيّنة: «لا بد من دعم الزوج للمرأة لتستمر في المشاركة العسكرية».
الروح القتالية والمشاركة في حماية الوطن، بحسب الرقيب جوانا، التي أمضت 9 أعوام في العسكرية، لا تختلف عما هي عليه لدى الرجل، قائلة: «لقد اخترت المشاركة في السلك العسكري بمبادرة مني لخدمة وطني، فما كان من أسرتي سوى أن تحترم رغبتي، فكنت مصرة على خدمة بلدي في السلك السياسي العسكري».
الرقيب جوانا صديق (40 عاما) ومتزوجة من ضابط برتبة عميد لا ترى أي تأثير على البعد العاطفي لدى المرأة ليمنعها من المشاركة العسكرية، قائلة: «قليلا ما تؤثر العاطفة على عملها، وفي النهاية فهي تحارب من أجل وطنها».
وفيما يتعلق بزواج المجندات الكرديات تقول: «عادة ما يتم تخييرهن من قبل المتقدمين للزواج بين الانتقال للعمل المدني والعمل العسكري»، إلا أنها تختار في النهاية «العسكرية على الزواج».
«الشرق الأوسط» تحدثت مع جبار ياور، الأمين العام لوزارة البيشمركة، وأكد أن الشروط المفروضة لانخراط الرجال في السلك العسكري هي نفسها للسيدات، وهي بلوغ المتقدم 18 عاما، وسلامة الحالة الصحية، والخلو من أي عاهات جسدية. واعتبر مشاركة المرأة في القطاع العسكري بإقليم كردستان، ليست مستغربة، فالمجتمع الكردي، بحسبه، لا يفرق بين المرأة والرجل في الأعمال.. «فهناك سائقات تاكسي ومطاعم تديرها نساء، إلى جانب مختلف الأعمال المدنية الأخرى».
وبشأن أعداد المقاتلات الكرديات، أفاد أمين عام وزارة البيشمركة بأن المشاركات في إقليم كردستان هو فوج واحد مكون من 600 مقاتلة، مضيفا: «وجود شهيدات مقاتلات يعني أن مقاتلاتنا في الصفوف الأمامية»، موضحا: «لقد خسرنا 3 مقاتلات في مدينة كوباني، منهن من انتحرت حتى لا تنتهك حرمتها على أيدي (داعش) ويتم سبيها».