بواسطة :
16-09-2014 07:38 مساءً
6.8K
المصدر -
الغربية ـ أبو ظبي ـبندر أخضر :
عبر بيان يوضح بأن حمل السلاح يجلب للأمة مزيداً من التشرذم والضياع
منتدى تعزيز السلم في المجتمعات المسلمة يحذر الشباب من أن يكونوا وقوداً لنيران الفتنة
*
أصدر منتدى تعزيز السلم في المجتمعات المسلمة التي تستضيفه مدينة أبو ظبي بياناً شرعياً يحذر فيه شباب الأمة من سلوك طريق حمل السلاح الذي لم يجلب للأمة إلا مزيداً من التشرذم والضياع وإهدار القيم.
وحث حاملي السلاح على الأرض إلى وقفة إصغاء وإستجابة للنصح, وقد جاء البيان على شكل محطتين, حيث تمحورت الأولى حول مخاطبة الشباب ونصحهم من خلال أربع نقاط قدمت في صورة نصوص شرعية من القرآن و السنة وكلام الأئمة والمراجع, وختم البيان بالقول: "نرجوكم من موقع الشفقة أن تتأملوا في هذه الكلمات وأن تراجعوا أنفسكم".
وذكر البيان حاملي السلاح قائلاً: "إننا لا نتجاهل المظالم و ندعوا بإلحاح لإزالتها إلا أننا نعتقد أن فرض العدالة مع السلم أفضل من فرضها مع الحرب".
أما القسم الثاني فتم توجيه الكلام فيه الى عموم الأمة الاسلامية والنخب بشكل خاص حيث ذكر البيان أنه من دواعي انعقاد المنتدى الأول لتعزيز السلم في المجتمعات المسلمة بأبوظبي هذا العام بمشاركة ما يزيد عن (250) عالماً ومفكراً إسلامياً من مختلف أنحاء العالم الاجتماعُ على موقف موحد من أوضاع في غاية الخطورة تعيشها الأمة الإسلامية في هذه الفترة العصيبة من حياتها.
وعدد البيان خمسة أبعاد للخطر المحدق أولاً: البعد النوعي المتمثل في درجة العنف غير المسبوق الذي لم يستثن أي نوع من الأسجحة بما فيذلك أسجحة الدمار الشامل الذي يستعمله أبناء الوطن الواحد بعضهم ضد بعض، ثانياً: البعد المكاني المتمثل في الاتساع والانتشار الجغرافي الذي شمل رقعة واسعة من البلادالعربية والإسلامية والمرشح لشمول مناطق أخرى، ثالثاً: البعد الزمني؛ حيث إن هذه النزاعات أصبحت في استمرارها وديمومتها وكأنها أمر معتاد لاتلوح له نهاية في الأفق، رابعاً: البعد الفكري والنفسي؛ وهو بعد يغذي الأبعاد الثلاثة السالفة حيث أفرزت هذه الفتنة أشد الأفكار تطرفا وأكثر الفتاوى شذوذا وأشد الآراء تعصبا وتحريضا. فاشتعلت الساحة بكم هائل من فتاوى التكفير والتضليل والتفسيق والتبديع، واستبيحت الدماء ولم يعد للشرعية في الطاعة واحترام الدماء وتجنب شق عصا الأوطان مكان، واستبدلت بدعوى الجهاد في غير محله والنهي عن منكر بغير ضوابطه مما يؤدي إلى ما هو أنكر، خامساً: البعد الدولي كلما سبق شوه صورة الإسلام عالميا وكاد يوصف بأنه دين إرهاب وربما يُحاكم الإسلامُ وأهله تحت البند السابع من ميثاق الأمم المتحدة، كما كان من توصيات المنتدى التشديد على إعادة ترتيب البيت الإسلامي و تقوية مناعته ضد التطرف و الغلو مركزا على مسؤولية المرجعيات الدينية في خطاب الحفاظ على مظاهر الرحمة الربانية التي حولها البعض إلى عذاب للأمة اكتوى به المذنب والبريء واستوى فيه العالم والجاهل مرجعا ذلك إلى نقاط في مجملها تدول حول الإلتباس في الخطاب الديني.
ويقول البيان إن المجتمعات المسلمة في أمس الحاجة إلى ترسيخ مقصدية السلم من خلال قيم إسلامية واضحة هي القيم الروحية الإنسانية من خلال توضيح فقه السلم والمصالحة بدل خطاب التكفير والتشهير والخصام, مجدداً الدعوة للعلماء والفلاسفة والأدباء ووسائل الإعلام ومواقع التواصل الإجتماعي إلى تحمل مسؤولية الكلمة و تقدير آثارها على التعايش والوئام.
وفي الأخير حذر البيان شباب الأمة من أن يكونوا وقوداً لنيران الفتنة والفساد في الأرض وحثهم على التشبث بالمحكمات من دين الله وشرعه وأن لا يفتنوا بالمتشابهات التي تجر لإشاعة التطفير والقتل بجهالة.