بواسطة :
21-09-2014 07:58 مساءً
26.6K
المصدر -
**
أبت الكلمات الا أن تخرج لتعبر عن مكنون ذالك الحب للوطن ومن هذا المنطلق خص سعادة *العميد/ دكتور صالح بن إبراهيم الطاسان صحيفة *ليعبر عن مكنون فؤاده تجاه وطننا الحبيب في ذكراه الــ84 وقال :
بادي ذي بدء نهنئ أنفسنا بهذا اليوم المجيد الذي غير مسار الأحداث في*العالم أجمع، ففي هذا اليوم تكونت المملكة العربية السعودية*,وأصبحت من الدول*الرائدة عالميا خاصة في العالمين العربي والإسلامي، وهي تعيش حتى الآن في موجة تطور لا تنتهي*منذ إعلان المملكة، حيث تسير الحياة فيها بجهود قادة هم امتداد للمؤسس*الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود رحمه الله* متمثلة بقائدنا وخادم الحرمين الشريفين وملك القلوب وفخر*العرب الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله. دولة تمتلك مثل هؤلاء القادة الأبطال لابد لها أن تكون دولة رائدة، ولهذا*فاليوم*الوطني*للمملكة يجب*أن يحتفل به العرب والمسلمين جميعا لأن في هذا اليوم كان الأمان في بداية خدمة الحرمين الشريفين وتحمل شرف خدمة المسلمين بكل أمانة وترحاب مما أعادت نشر ورفعت الإسلام عاليا.
ويجب أن نشيد بهذا البناء الراسخ الذي ارتفع عاليا بوجود هذه المملكة التي*أصبحت معلما أساسيا من معالم الحضارة الإسلامية الحديثة الحاسم في إعلاء كلمة المسلمين وفي تأكيد الصلة الإسلامية بين أبناء الأمة*الإسلامية على اختلاف جنسهم جنسياتهم.
ولا تعنى هذه الذكرى المتميزة مجرد مناسبة وطنية عابرة فحسب وإنما وقفة تأمل وإعجاب فى قدرة الملك*عبد العزيز على التحدي والبناء وتخطي العوائق والصعاب والتغلب على كل التحديات بفضل وتوفيق من الله أولا ثم بالإيمان القوى والوعي التام بوحدة الهدف وصدق التوجه فى ظل تحكيم شرع الله والعدل في انفاذ أحكامه لتشمل كل أمور الحياة.
من الصعب ان نتحدث هنا عن رجل في قامة وعظمة الملك المؤسس عبدالعزيز آل سعود رحمه الله وذكراه العظيمة، في ذكرى يومنا الوطني، حيث تحتاج الكثير من الوقت.. ولا يكفي؟ لأن مسيرة وسيرة هذا الرجل القائد يندر أن توجز بلقاء. فمهما كتب عن الملك عبدالعزيز فهو لم يعط حقه كاملا، مهما بلغ من الثقافة والإنصاف والدراية بشخصية مؤسس هذا الكيان العظيم
وقد كان الملك عبدالعزيز يرحمه الله على علم ودراية بالحالة العامة في الجزيرة العربية في معظم أجزائها فلم تكن هناك أي هوية أو وحدة سياسية مع عزلة اجتماعية مهلكة وفقر وفاقة شديدين وغياب تام للأمن وشعور مطلق بالخوف بمعنى أدق كان يتخبط الجزيرة الثالوث الرهيب (الجوع والخوف والمرض).
وما سمعناه من الآباء والأجداد لا يتسع المقام لحصره ويكفي أن أضرب مثلاً واحداً، وهو معروف في كل أجزاء الجزيرة العربية قبل توحيدها، وهو أن "الخارج من داره لأي غرض مفقود والعائد إليها مولود" فالغارات على المدن والقرى وبين القرى والقرى والبادية وعلى عابري السبيل هي الحدث المتصل، حتى غدت بعض الجرائم مثل (قطع الطريق، السرقات، الغزو) من الأعمال المقبولة والمبررة عند كثير من الناس.
ففي عام 1351هـ أعلن الملك عبدالعزيز رحمه الله توحيد أجزاء هذه البلاد الطاهرة تحت اسم المملكة العربية السعودية بعد جهاد استمر 32 عاما أرسى خلالها قواعد هذا البنيان على هدى كتاب الله الكريم وسنة رسوله لتنشأ فى ذلك اليوم دولة فتية تزهو بتطبيق شرع الإسلام وتصدح بتعاليمه السمحة وقيمه الإنسانية فى كل أصقاع الدنيا ناشرة السلام والخير والدعوة المباركة باحثة عن العلم والتطور سائرة بخطى حثيثة نحو غد أفضل لها ولجميع المجتمعات البشرية .
واستذكر في هذه الذكرى المشرقة باعتزاز وتقدير للملك عبد العزيز طيب الله ثراه على ماحقق لهذه البلاد المترامية الأطراف ولمواطنيها من خير كثير نتج عنه وحدة أصيلة حققت الأمن والأمان بفضل من الله سبحانه وتعالى ثم بفضل جهاده وعمله الدؤوب فكانت أمنا وأمانا وبناء ورخاء. حيث شهد توحيد هذه البلاد ملحمة جهادية تمكن فيها الملك عبدالعزيز رحمه الله من جمع قلوب وعقول أبناء وطنه على هدف واعد نبيل جعلهم يسابقون ظروف الزمان والمكان ويسعون لإرساء قواعد وأسس راسخة لهذا البنيان الشامخ فتحقق للملك عبدالعزيز هدفه النبيل الذى استمر فى العمل من أجله سنين طويله .
فلا شك ان الملك عبدالعزيز - طيب الله ثراه - عبقرية سياسية قلّ ان يتمتع بها نظراؤه من أبطال التاريخ فكان صاحب رأي وحكمة وكلمة وعقل، صان البلاد ووحدها وحسن الزراعة والمواصلات والصحة وازدهرت في عهده التجارة واهتم بالحجاج وراحتهم.
ورحل الملك عبدالعزيز رحمه الله بعد أن أرسى منهجا قويما سار عليه أبناؤه من بعده لتكتمل أطر الأمن والسلام وفق المنهج والهدف نفسه المستمدين من شرع الله المطهر كتاب الله وسنة رسوله. وتولى انجاله من بعده مقاليد الأمور في البلاد فتتبعوا خطاه وساروا على نهجه فحققوا الكثير من الإنجازات.
حيث يزداد يوما بعد يوم احترام العالم أجمع وتقديره للدبلوماسية السعودية التي حققت العديد من الإنجازات المشهود بها سواء على الصعيد الإقليمي أو على الساحة الدولية على اتساعها وكثرة الفاعلين فيها.
احترام العالم وتقديره للمملكة ودبلوماسيتها لم يأتِ من فراغ وإنما هو نتاج طبيعي لأسس وثوابت وركائز مميزة قامت عليها الدبلوماسية السعودية منذ تأسيس المملكة على يد الملك المؤسس عبدالعزيز - طيبه الله ثراه - والتزام أبناؤه الميامين من بعده، هذه الركائز والثوابت قائمة على الحكمة والاتزان والموضوعية في التعامل مع الأحداث والمستجدات على الساحة الدولية وتعزيز التضامن العربي ونصرة الحق وإغاثة الملهوف وسلوك الطرق الودية في حل الخلافات مع الغير، وتغليب مصلحة الشعوب على ما عداها. كل هذه الثوابت والمرتكزات التي تقوم عليها الدبلوماسية السعودية.
فالمملكة أصبحت ضمن الدول المتقدمة في شتى المجالات بالإضافة الى ثقلها السياسي عالميا. فقد قدمت الحكومة كل الدعم اللازم للمواطن السعودي في كافة المجالات الصناعية والزراعية والتجارية وان قرب انضمام المملكة الى منظمة التجارة العالمية يأتي تتويجاً لجهودها في مجال التجارة وتنمية الاستثمارات الداخلية، ولا يخفى على القاصي والداني الجهود الحثيثة والجبارة التي تبذلها المملكة في المجالات الأخرى لتطوير علاقاتها مع دول العالم كافة وتنسيق وتقريب وجهات النظر بين الدول العربية ودول العالم ولاتزال المملكة تقدم كل الدعم وتسخر كافة الإمكانات لدعم قضايا الأمتين العربية والإسلامية.
لقد حققت المملكة العربية السعودية من المنجزات ما يستوجب الاعجاب والانبهار، من توفير الرخاء للمواطن السعودي، وتعزيز البنيات الأساسية في مواكبة حثيثة لوتيرة النمو الاقتصادي والحركة العمرانية الهائلة الى جانب وضع أسس جديدة لتنظيم المملكة وترسيخ قواعد الشورى.
واليوم الوطني يجعلنا نعتز بماضينا ونفخر بحاضرنا ونتطلع لمستقبلنا المشرق إن شاء الله. اليوم الوطني هو يوم خالد يحثنا على الدعاء للسواعد التي أرست هذا الكيان الشامخ والسواعد المستمرة في عمليات البناء والتنمية وحفظ الأمن.
ومما مكن الملك عبدالعزيز من تحقيق أهدافه وطموحاته بعد توفيق الله: عبقريته الفذة وحسن خلقه وتعامله مع القريب والغريب. فكل من قدر له مقابلة الملك العزيز من عامة الناس أو الوفود أو القادة، يشهد له بدماِثة الخلق والفراسة وحدة الذكاء وكرم الضيافة وإغاثة الملهوف ونصرة الضعيف والجرأة في الحق والقوة والحزم على الظلم والجور، والهيبة وعلو الهمة في غير تكبر، والتبسط مع العامة في غير تصنع...
رحم الله الملك عبدالعزيز رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته وجميع أبنائه الذين تعاقبوا على الحكم من بعده. وحفظ الله خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله وولي عهده الأمين الامير سلطان والأسرة المالكة الكريمة والشعب السعودي الأبي وأدام على مملكتنا الحبيبة بالمزيد من الرخاء والازدهار وباطراد الأمن والاستقرار والسؤدد والفخار.
* دكتوراة ادارة المستشفيات والتأمين الصحي