المصدر -
الغربية _ متابعة- *محمد الياس :
**
"أردوغان" يرقص على أنقاض علمانية "أتاتورك"
*
انتهت العملية الانتخابية التى تشهدها تركيا اليوم بانتخابات الرئاسة من خلال مشاركة 52 مليون مواطن تركى، بحسم المرشح الرئاسى رجب طيب أردوغان، رئيس وزراء تركيا السابق للانتخابات، عقب تقدمه على جميع منافسيه وحصوله على 52,3% من الأصوات عقب فرز أكثر من 87% من بطاقات الاقتراع، ليأتى تقدم أردوغان إلى طريق السلطة على الرغم من تعرض حكومته الشهور الماضية لأكبر فضيحة فساد تورط فيها عدد من وزراء حكومته، بالإضافة إلى وجود دلائل تشير إلى تورط نجله فى عدد من قضايا الفساد المالى.
وأشار محللون سياسيون في الشأن التركى أن حزب العدالة والتنمية التركى الذى ترأس الحكومة التركية من خلال رجب طيب أردوغان طوال الـ11 عامًا الماضية، نجح فى الإعداد والتحضير لهذه اللحظة التى يجتاح ويهمن فيها على الحكم في تركيا، وتم ذلك من خلال عمل حكومة أردوغان طول السنوات الماضية على تصفية العلمانية الفجة التى حكمت تركيا عقودًا طويلة منذ عهد مصطفى كمال أتاتورك الذى أسس دولة تركيا عام 1923 عقب انهيار الإمبراطورية العثمانية القديمة التى حكمت أوروبا ودولًا عديدة في الشرق لمدة 4 قرون متواصلة، مما أدى إلى منع الأذان ومنع ارتداء الحجاب في تركيا بأوامر أتاتورك، وإلغاء الاحتفال بعيد الفطر والأضحى، وجعل يوم الأحد الإجازة الرسمية للدولة بدلا من يوم الجمعة.
وأكد مراقبون أن رئيس الوزراء التركى وحزبه بعدما نجح في القضاء خلال الأعوام الـ11 الماضية على العلمانية، ونجح أيضا في تحجيم المؤسسة العسكرية في تركيا التى نفذت العقود الأخيرة عددًا من أبشع الانقلابات الدموية ضد السلطة التركية الحاكمة، سيكون طريق أردوغان ممهدًا تمامًا لتأسيس دولة تركية إسلامية قوية مثلما وعد أنصاره، وسيحصل على ولايتين متواصلتين في الحكم حتى عام 2023، كما أنه سيعيد صياغة الدستور التركى ليحصل لنفسه على سلطات رئاسية غير مسبوقة في تاريخ الرؤساء الأتراك.
مرشحي الرئاسة التركية