بواسطة :
05-08-2014 04:06 مساءً
7.1K
المصدر - الغربية - متابعة - نواف العتيبي *:
* *هناك عادة لا يمكن التخلي عنها لنيل العضوية في أحزاب أو مجموعات أو تنظيمات وهذه العادة هي اشتراك العضوية. لكن في التنظيمات السرية فإن العضوية في هذه المجموعات لا تكون ببطاقة اشتراك او شهادة عضوية ولكن تكون عبر «كلمة سر» لمعرفة مدى ولاء الفرد للتنظيم واذا عرفها الشخص يصبح بعدها عضوا فاعلا في التنظيم ويتحصل على حمايته وامتيازاته.
عبارات نفسها رددها المقاتلون اعتبرت «شيفرة» الولاء لتنظيم «الدولة الإسلامية»
ومن أشهر التنظيمات السرية العربية في الماضي برز تنظيم (جماعة الاخوان المسلمين) حيث كانت العضوية في الجماعة تتم عبر «كلمة سر» أو بالأحرى عبر «قسم البيعة» لكون التنظيم اسلاميا وليس علمانيا. وبعد تنظيم (الاخوان المسلمين) نشأت في العصر الحديث خصوصا في العقدين الماضيين نزعة لتأسيس تنظيمات وجماعات اسلامية جهادية مسلحة متعددة الجنسيات أهمها تنظيم القاعدة، جبهة النصرة، وتنظيم الدولة الاسلامية (داعش)، وكل هذه التنظيمات الاسلامية ذات الطابع المتشدد الداعية للجهاد في أي مكان، لديها «كلمات سر» أو «بيعة مميزة» خاصة بها لكي تقبل عضوية اي فرد فيها. ولكل تنظيم شعار وكلمة السر الذي تميزه عن اي تنظيم اسلامي جهادي آخر.
ولعل اكثر ما راج في الآونة الأخيرة تنظيم الدولة الاسلامية (داعش سابقا) الذي بدوره لا يقبل عضوية أي كان إلا بقول كلمة «السر» و«قسم البيعة» الذي يؤكد على السمع والطاعة لأبي بكر البغدادي « المدعي بخليفة المسلمين» كما يراه أنصاره في التنظيم.
كلمة السر التي اذا قالها شخص تعامل معه عناصر التنظيم بلطف واذا أخطأ عفوا عنه واذا ترجمها واقعا أدخلوه في صفوفهم هي كلمات ترددت في أشرطة فيديو مسربة من «داعش» تظهر قيادات من عناصر التنظيم وهي تلقن أسرى عراقيين وسوريين كلمات نفسها لأجل العفو عنهم وهي «دولة الاسلام باقية». واعتبر هذا الشعار بمثابة «كلمة السر» التي اذا رددها احد فان أبواب التنظيم تفتح له وهي شهادة على ولائه مباشرة لتنظيم الدولة.
وقد نشرت فيديوهات على مواقع التواصل الاجتماعي وأهمها «يوتيوب» تظهر مقاطع مختلفة لاستجوابات «داعش» لأسرى عراقيين وسوريين، وبعد تحليل مضمون الخطابات التي جاءت في أكثر من مقطع فيديو لحوارات بين عناصر من التنظيم والأسرى والمعتقلين تبين أن عبارات نفسها تكررت في أكثر من مقطع خصوصا أثناء دعوات استرحام من الأسرى للعفو عنهم، فظهر بعض الرجال وهم يؤنبونهم على استهداف تنظيم الدولة ويقولون لهم قولوا «تنظيم الدولة باقٍ» فما كان على الأسرى الا ترديد هذا الشعار الذي تكرر مرارا في دلالة رمزية واضحة على اهتمام «داعش» بهذا الشعار وكأنه الشعار الرسمي «المشفر». هذه العبارات قالها بعض الأسرى مرغمين ولكنهم قتلوا على الرغم من ذلك، الا ان تقارير اخرى رجحت ان «داعش» عفى عن بعض المعتقلين والأسرى لديه بعد قول «كلمة السر» - الشعار - واعلان التوبة وقسم البيعة لأبي بكر البغدادي وانضم الى التنظيم او تعاون معه وبذلك فإنه يحظى بالأمان وعدم التعرض اليه في مناطق سيطرة «داعش».
تقارير مختلفة منها ما نشر على مواقع اخبارية مثل «وول ستريت جورنال» ذكرت ان «ابو بكر البغدادي أصدر عفوا عن 100 اسير او سجين في سورية على ان يبايعوا خلافة «داعش». ويبدو ان المبايعة لن تخلو من ترديد كلمة السر «دولة التنظيم باقية» أو «تنظيم الدولة باقٍ».
واشارت دراسات كثيرة الى ان اهتمام اي تنظيم بشعار مشترك يزيد من تعزيز الولاء للتنظيم ومن تحفيز الرغبة لخدمة مصالحه، وبقدر ما كان ترديد الشعار كثيرا فإن حماسة عناصر التنظيم تكون في مستويات عالية. وقد كان ترديد انصار تنظيم القاعدة على سبيل المثال لشعار (الله أكبر، والعزة للإسلام) وهو من أشهر ما ردده اسامة بن لادن في خطاباته واعتبرت هذه الكلمات رمزية ومعبرة ومحفزة لهمم المقاتلين او الراغبين في الانضمام الى التنظيم. ونشرت تقارير في 2013 عن انتشار شعار جديد او كلمة سر لتنظيم القاعدة في المنطقة نقلته على سبيل المثال «فايننشال تايمز» وهو «من ديالى الى بيروت». وهذا الشعار يعتبر هدف التنظيم او الطموح الذي يسعى لتحقيقه، ومعرفة هذه الكلمات واهداف التنظيم تجعل الفرد الذي يهتم بالتنظيمات السرية الجهادية على غرار «القاعدة» و«داعش» يفهم كلمات السر التي تطلبها هذه التنظيمات للمرور اليها.
وقد نشطت التنظيمات الجهادية خصوصا تنظيم الدولة للترويج لشعاراته عبر مواقع «فيسبوك» خصوصا، ويبدو ان «داعش» او الجهاديين يفضلون «فيبسوك» على اي موقع تواصل اخر، حيث يتبين من خلال متابعة ومراجعة صفحات التنظيمات الجهادية او الموحية لتبني الفكر الجهادي او «القاعدي» و«الداعشي» ان الكثير من الحسابات الشخصية الموجودة على «فايسبوك» لأشخاص ينشرون صورا شخصية لهم او صورا لتنظيم «داعش» او رموزه مثل العلم وصورة خارطة الخلافة وصورا لأبي بكر البغدادي. كما ذكر بعض مستخدمي «فايسبوك» ان عددا من عناصر تنظيم الدولة يتعمد دخول بعض الصفحات على الموقع لينشر تعليقا مثيرا على بعض المواضيع او المسائل التي يتشاركها المستخدمون، ويكون الهدف اثارة بعض المشاركين على «فايسبوك» حول تعليقات لمحبي «داعش» حول الأزمات الاقتصادية والاجتماعية التي يعيشها العرب وينسبون ذلك الى ظلم وفساد الأنظمة وان الحل في دولة اسلامية كالتي أسسها «داعش». كما يعمد انصار تنظيم الدولة الى فتح مجالات كثيرة للدردشة عبر التعليقات او الدردشة الخاصة عبر الرسائل لمحاولة محاورة بعض الشباب الذين تتوفر لديهم عاطفة دينية او شباب غاضب من تردي اوضاعه في بلده ويحاول البعض اقناعه بأن افضل الخيار هو الالتحاق بالتنظيم لغاية بناء دولة الخلافة التي ستكون الحل الوحيد لمشاكله. وبحسب بعض المستخدمين ثمة من تكون لديه شخصية ضعيفة وتستميله شعارات «داعش» على «فيسبوك» اثناء الدردشة ويصبح مهتما بأخبارها. فالبعض ينشر صوره الشخصية على حسابه لتشجيع شباب اخرين على الالتحاق بالتنظيم ويظهر في الصور انه بخير وانه سعيد بالتحاقه في سورية او العراق بالعمل «الجهادي» على انه العمل الأمثل للمسلم او انه فرض عين وكل فرد من عناصر تنظيم الدولة الناشطين على الانترنت على «فيسبوك» وغيره لديهم اطروحاته الخاصة لاقناع شباب بالانضمام الى التنظيم.
لكن وان تغيرت اطروحات عناصر تنظيم الدولة بهدف تعزيز عناصره المقاتلة من الدول العربية والاسلامية والأجنبية فيبقى شعار واحد يجمعه هؤلاء، وهو كلمة السر التي يحفظها المنضم الى التنظيم السري على شاكلة «داعش». وهذه الكلمات بفضل وسائل الاعلام لم تعد سرية بل اصبحت علنية حيث يتشاركها اكثر من فرد عبر اكثر من منبر في ارض القتال وفي غرف الاستجوابات السرية وفي المساجد، وكل يردد الشعار لكن فهمه يختلف من فرد الى آخر. فقد لا يهم بالنسبة لـ «داعش» التمعن في اختلاف فهمه بل الأهم هو ان يكون الشعار او كلمة السر موحدة لدى الجميع مــــثل النــــشيد الرسمي لأي دولة.