المؤسس

رأسلنا

المبوبة

الخصوصية

عـن غـــــرب

فريق التحرير

  • ×
الجمعة 19 أبريل 2024
مدينة جرش الاثرية.. تحيي ليلة الخامس والعشرين من رمضان
بواسطة : 22-07-2014 09:10 صباحاً 5.7K
المصدر -  

جرش-الغربية -*محمد حلمي:

تعود مديرية أوقاف جرش لتخطف الأنظار إليها من جديد بعد قرابة عام مضى كانت فيه المديرية الواعدة بالخير، لا بل الأجمل وهي تخط سفرا جديدا وقراءة جديدة لمدينة الآثار بأثواب مجللة بالوقار والأدب والمعلومة والحيوية والنشاط. نعم، تعود أوقاف جرش لتلفت أنظار الجرشيين خاصة* والأردنيين في مدنهم وقراهم ومخيماتهم في نشاط نوعي هذا وقته، وهذا أوانه، مسرحه مدينة الآثار، تلك المدينة التي ما تزال تواجه كل تحديات التاريخ شامخة واقفة بأعمدتها وبواباتها ومسارحها لترتدي زيها الذي يليق بها وبمن جاءوا إليها وسجلوا على صفحاتها اسم الله منذ ان دخلها القائد العظيم شرحبيل بن حسنة عام 635 هجريا،* فاتحا في‏‎ ‎عهد الخليفة الثاني ‏عمر بن الخطاب ‎ومنذ ان صنعت فيها أول دبابة لرسول الله عليه الصلاة والسلام. إننا ندرك ذلك الجهد الكبير الذي يقف خلفه مفكر اثبت للقاصي والداني بان الخير موجود وان تحريكه سيعم ليس على جرش وحدها وإنما على امتداد رقعة الوطن، فهذه المديرية مضى على إنشائها عقود طويلة ومنذ تأسيس إمارة شرقي الأردن، لكن الأحداث الكبيرة التي أصبحت تزهو بها منذ عام تؤكد المرة تلو الأخرى إن للقيادة معنى، فجاءت النشاطات النوعية فيها تترى بفعل مديرها الشاب المفكر الدكتور مراد الرفاعي بدءا من برنامج تعزيز القيم والذي كان من أعظم ثماره مهرجان جرش وتحلو الحياة الأول ومرورا بالعديد من المبادرات النوعية على امتداد أيام وأشهر العام الفائت. واليوم وفي هذا الشهر الفضيل شهر رمضان وما يحمله من روحانيات عظيمة وفي عشر أواخره المباركة، تطلق أوقاف جرش مرة أخرى بثوب جديد مبادرة إحياء ليلة الخامس والعشرين من الشهر الفضيل في قلب مدينة الآثار حيث الساحة البيضاوية والتي تتسع للآلاف ليقضي فيها الجرشيون أجمل الأوقات مع عالمين كبيرين الأول سماحة الدكتور العلامة محمد راتب النابلسي ومحاضرة بعنوان «يا الله» تستمر لمدة ساعة، تبدأ قبيل منتصف الليل تتلوها مباشرة صلاة القيام والتي سيؤم الناس فيها العالم المقرئ فهد الكندري لمدة ساعة أخرى. إنني على يقين أن الأحداث التي تسود في المنطقة لن تكون بعيدة عن فكر المحاضر النابلسي لاسيما العدوان على أهلنا المحاصرين في قاع غزة ولذلك حين تغدو الأسباب معطلة فان التوجه يكون إلى الله سبحانه وتعالى ليرفع الجميع اكف الضراعة متوجهين إلى الله وبهذه الكلمة « يا الله « والتي تغدو أمام الجميع الملاذ الأخير بعد أن ضلت بالأمة السبل وتاهت عن جادة الصواب لنقول يا الله فرجك، كما لن يغيب عن ذهنية الشيخ الكندري في الركعة الأخيرة وهو يرفع يديه إلى السماء والدموع تبلل الثياب ومن خلفه الآلاف المؤلفة من البشر يؤمنون على دعائه بان يا الله فرجك على امة نبيك محمد عليه الصلاة والسلام. نعم تعود أوقاف جرش إلى الواجهة من جديد لتجمع الناس في صعيد واحد وبدعاء واحد وفي الشهر الأعظم وفي ذات المكان الذي ترنو إليه الأنظار في المدينة الأثرية يلتقون جميعا على رجاء واحد من الله أن يكشف الغمة التي عمت بلاد الإسلام والمسلمين، بلاد الأنبياء ووحي الله، بلاد ارض الحشد والرباط ليفرج رب العباد عن العباد المصائب والويلات التي تكالبت عليهم من كل حدب وصوب. فتحية نسجلها لأوقاف جرش وتحية نطرزها لمديرها الفذ صاحب الفكر النير والمبادرات الكبيرة الدكتور مراد الرفاعي على هذا الجهد الخير والنوعي، فكم نحن بحاجة إلى إطلاق مثل هذه القدرات لتأخذ حيزها الذي تستحق، وكم نحن بحاجة لان نرتقي من خلال مثل هذه البرامج الهادفة للنهوض بفكرنا وثقافتنا ووعينا، وكم نحن بحاجة لان نشد على أيدي مثل هذه النوعيات صاحبة البصيرة في فكرها وانجازاتها وان لا نضع العراقيل أمامها وان لا نثبط من عزائمها.