بواسطة :
16-07-2014 11:36 مساءً
6.3K
المصدر -
الغربية- دمشق (رويترز) :
*تعهد الرئيس السوري بشار الأسد يوم الاربعاء بمحاربة المسلحين الاسلاميين حتى يعود "الأمان لكل بقعة في سوريا"** وقال بعد ادائه اليمين الدستورية لفترة ولاية جديدة من سبع سنوات إن الدول العربية والغربية التي دعمت الإرهاب ستدفع "ثمنا غاليا".
الرئيس الاسد الذي بدا هادئا وواثقا ركز مرارا على دول الخليج العربية متهما اياها بدعم المقاتلين الذين سيطروا على مناطق في شمال وشرق البلاد ووصفها بأنها دول "التخلف العربي".
وقال أمام مؤيديه في قصر الرئاسة في كلمة أذيعت على شاشة التلفزيون الرسمي السوري "قريبا سنرى الدول العربية والإقليمية والغربية التي دعمت الإرهاب ستدفع هي الأخرى ثمنا غاليا وسيتفهم الكثيرون منهم متأخرين ربما بعد فوات الأوان."
وكان الاسد يشير الى المخاوف من توسع الاسلاميين السنة المتشددين من سوريا الى البلدان العربية وخارجها. وكان تنظيم الدولة الإسلامية الذي كان يعرف سابقا باسم الدولة الإسلامية في العراق والشام قد سيطر مؤخرا على أجزاء كبيرة من العراق المجاور.
وتحولت الحرب السورية الى ساحة للصراع الطائفي بين جماعات تدعمها دول سنية مثل السعودية وقطر وحكومة الأسد التي تدعمها ايران الشيعية.
وكان الاسد قد حقق انتصارا ساحقا في الانتخابات التي جرت الشهر الماضي مؤكدا سيطرته على السلطة على الرغم من رفض معارضيه لهذه الانتخابات.
وعزز الاسد قبضته على شريط استراتيجي يمتد من العاصمة دمشق شمالا واستعاد السيطرة على مدن كبرى منها حمص. وبمساندة مقاتلي حزب الله اللبناني تحاصر قواته الان مقاتلي المعارضة في حلب. لكن الى الشرق والشمال الشرقي يسيطر مقاتلو المعارضة على مناطق شاسعة. ووسعت الدولة الاسلامية سيطرتها خلال الاسابيع القليلة الماضية وهزمت فصائل اسلامية اخرى باسلحة جلبتها من العراق.
واعلن ابو بكر البغدادي نفسه خليفة للمسلمين وقيام دولة الخلافة في الأراضي التي تسيطر عليها الدولة الإسلامية في سوريا والعراق.
وأعلن الاسد برنامجه لفترة ولايته الجديدة التي تستمر سبعة أعوام بعد فوزه في الانتخابات الرئاسية التي عززت قبضته على السلطة بعد أكثر من ثلاثة أعوام من الصراع في البلاد.
وجاء في اليمين "اقسم بالله العظيم ان احترم دستور البلاد وقوانينها ونظامها الجمهوري وان ارعى مصالح الشعب وحرياته واحافظ على سيادة الوطن واستقلاله وحريته والدفاع عن سلامة ارضه وان اعمل على تحقيق العدالة الاجتماعية ووحدة الامة العربية"
وقال الاسد وسط تصفيق مؤيديه من برلمانيين ورجال دين ووزراء وفنانين واهالي قتلى كانوا يحملون صور ابنائهم "انطلاقا من الرؤية السابقة للمخطط المرسوم ضد سوريا منذ الايام الاولى للعدوان قررنا السير في مسارين متوازيين ضرب الارهاب من دون هوادة والقيام بمصالحات محلية لمن يريد العودة عن الطريق الخاطىء. وكنا منذ البداية على قناعة تامة ان الحلول الناجعة هي حلول سورية بحتة لا دور لغريب فيها الا اذا داعما وصادقا."
وكرر الاسد دعوته الى "من غرر بهم الى ان يلقوا السلاح لاننا لن نتوقف عن محاربة الارهاب وضربه اينما كان حتى نعيد الامان الى كل بقعة من سوريا."
أضاف "لا يهمنا من خرج خائنا أو عميلا او فاسدا فقد نظفت البلاد نفسها من هؤلاء ولم يعد لهم لا مكان ولا مكانة لدى السوريين...اما من ينتظر انتهاء الحرب من الخارج فهو واهم فالحل السياسي كما يسمى اصطلاحا يبنى على المصالحات الداخلية التي اثبتت فعاليتها في اكثر من مكان."
ووصف الحرب في سوريا بانها "عدوان من الخارج بأدوات داخلية. فاستخدامهم لمصطلح الحرب الاهلية لوصف ما يحصل في سوريا" ما هو الا "محاولة لاعطاء الارهابيين غطاء شرعيا." وقال "لا يمكن ان يكون لدينا حرب اهلية وانقسام حقيقي والجيش موحد والمؤسسات موحدة والشارع موحد والناس مع بعضها في السوق وفي المطاعم.. الاماكن. هذا عبارة عن وهم."
وربط بين الغزو الذي قادته الولايات المتحدة عام 2003 والذي أطاح بصدام حسين وبين احداث المنطقة الراهنة.
وقال "عندما تحدثت عن خط الزلازل الذي يمر بسوريا وقلت ان المساس بهذا الخط سوف يؤدي لزلازل لن تتوقف ارتداداتها في سوريا ولا عند الجوار بل ستذهب الى مناطق بعيدة اعتبروا ان الرئيس السوري يهدد لمجرد التهديد." وأضاف "اليس ما نراه في العراق اليوم وفي لبنان وطبعا في سوريا وفي كل الدول الذي اصابها داء الربيع المزيف من دون استثناء الدليل الحسي والملموس على ما حذرنا منه مرارا وتكرارا. "وقريبا سنرى ان الدول العربية والاقليمية والغربية التي دعمت الارهاب ستدفع هي الاخرى ثمنا غاليا وسيتفهم الكثيرون منهم متأخرين وربما بعد فوات الاوان ان المعركة التي يخوضها الشعب السوري دفاعا عن وطنه تتجاوز ساحاتها حدود الوطن الى الدفاع عن الكثير من الشعوب الاخرى التي ستتعرض عاجلا ام اجلا لنفس الارهاب نتيجة قصور الرؤية لدى سياسييهم وجهلهم المطبق بمصالح بلدانهم."
وكان الأسد المدعوم من روسيا وإيران تحدى دعوات الغرب بالتنحي جراء الصراع الذي أودى بحياة 170 ألفا على الأقل.
ووصفت الولايات المتحدة التي قالت مرارا ان الاسد فقد شرعيته الانتخابات بانها خاوية من اي معنى.
وتقول الامم المتحدة ان هناك نحو 10.8 مليون شخص في سوريا يحتاجون المساعدة من بينهم 4.7 مليون يصعب الوصول اليهم.
الأسد الذي كان يرتدي حلة داكنة وصل الى القصر الرئاسي بسيارة سوداء وسار على السجادة الحمراء حيث عزفت له فرقة الموسيقى العسكرية. ودخل الرئيس القاعة وسط تصفيق من السياسيين ورجال الدين حيث أدى اليمين الدستورية وتعالت هتافات الدعم من الحاضرين.
وأظهرت النتائج الرسمية ان الاسد حصل على 88.7 في المئة من الاصوات. وكانت هذه أول انتخابات رئاسية في سوريا يتنافس فيها أكثر من مرشح. وكانت الانتخابات الرئاسية السابقة تتم من خلال الاستفتاء على بشار أو على والده الراحل حافظ الاسد الذي توفي عام 2000.
وقالت روسيا التي تدعم الاسد دبلوماسيا وبالسلاح ان الانتخابات كانت حرة ونزيهة وشفافة وانتقدت الحكومات التي شجبتها.
ويصور الاسد الصراع منذ البداية على انه معركة ضد المتشددين ويقول دبلوماسيون ومحللون ان الرئيس السوري يرى ان وجهة نظره هذه تعززت بالمكاسب التي حققتها الدولة الاسلامية مؤخرا في العراق.