بواسطة :
03-06-2014 04:57 صباحاً
6.6K
المصدر - جدة:
* *
بعد نجاح تطبيق استراتيجية الجودة الشاملة بمنطقة نجران يعتزم الأمير مشعل بن عبد الله بن عبد العزيز أمير منطقة مكة المكرمة، تطبيق الاستراتيجية التي أسّس لها عن مفاهيم وأُسس ومعايير الجودة والتميّز في الإدارات الحكومية والقطاع الخاص، وفق رؤية مختلفة تنسجم مع توجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز - حفظه الله - القاضية بضرورة تطبيق الجودة الشاملة على جميع الوزارات والإدارات الحكومية.
وسيتولى أمير منطقة مكة المكرمة شخصياً رئاسة مجلس الجودة، على أن يضم في عضويته مديري الإدارات الحكومية ومن يراه الأمير مشعل مناسباً لهذه المهمة الكبيرة، إضافة إلى تشكيل فريق*عمل*يمثّل المستوى القيادي الأعلى للتخطيط والإشراف والمتابعة، لتطبيق نظام إدارة الجودة الشاملة في جميع الإدارات الحكومية.
تركز الاستراتيجية على ضرورة الارتباط بخطط وأنشطة وأعمال القطاعين، الحكومي والأهلي، مع الحرص على التطوير والتحسين المستمر، لتحقيق الجودة والإتقان في القطاعات الإنتاجية والخدمية، وفق رؤية طموحة لمستقبل منطقة مكة المكرمة. ولتؤكد على أن الجودة وإتقان العمل وحسن إدارته مبدأ إسلامي بنصوص الكتاب والسنة، ولترسيخ مفاهيم الجودة الشاملة القائمة على الفاعلية تحت شعارها الدائم "أن نعمل الأشياء بطريقة صحيحة من أول مرة وفي كل مرة".
تهدف الاستراتيجية إلى تحقيق نقله نوعية في أعمال الإدارات الحكومية، واتخاذ كافة الإجراءات الوقائية لتلافي الأخطاء قبل وقوعها، إضافة إلى الوقوف على المشكلات ودراستها وتحليلها بالأساليب والطرق العلمية، واقتراح الحلول المناسبة لها. وكذلك الاهتمام بمستوى أداء الموظفين من خلال المتابعة الفاعلة، وإيجاد الإجراءات التصحيحية اللازمة.
أسباب الدراسة:
نبعت الدراسة من الحاجة إلى وضع خطة استراتيجية لتطبيق نظام الجودة في جميع الوزارات والإدارات الحكومية، لضبط وتطوير النظام الإداري، والارتقاء بمستوى أداء العاملين في الإدارات الحكومية، وضبط شكاوى المستفيدين والإقلال منها، ووضع الحلول المناسبة لها، مع الوفاء بمتطلبات المستفيدين والمجتمع، والوصول لرضاهم وفق الأنظمة واللوائح. كذلك تهدف الدراسة إلى توفير جو من التفاهم والتعاون والعلاقات الإنسانية السليمة بين جميع العاملين، وتمكين مديري الإدارات من تحليل المشكلات بالطرق العلمية الصحيحة والتعامل معها من خلال الإجراءات، وتحقيق الترابط والتكامل بين جميع العاملين والعمل بروح الفريق الواحد.
أما مبادئ الجودة وفق هذه الاستراتيجية، فهو تحقيق أهداف الإدارات الحكومية، وتطبيق مبدأ الإتقان في العمل، ومبادئ العمل الجماعي والعمل بروح الفريق الواحد، وتحقيق التطوير والإبداع والتميز في الأعمال، وتقدير النظام وتسييره وفق اتجاهاته، وتحقيق اتصال فاعل في التعامل مع الآخرين، وبذل كل الجهود المتاحة لمساعدة الآخرين، وتقديم المصلحة العامة في كافة جوانب العمل. وتطبق الاستراتيجية وفق متطلبات، أهمها من هو المسؤول عن إقامة الجودة وإدارتها، وكيف تتم مراقبة ومراجعة النظام من جانب الإدارة، وما هي المهام التي يجب أن تتم الإجراءات المحددة لها، مع كيفية مراقبة تلك الإجراءات.
من شأن تطبيق الجودة حفظ ما يقارب من 45 % من تكاليف الخدمات التي تضيع هدراً بسبب غياب التركيز على الجودة الشاملة. وأصبح تطبيقها ضرورة حتمية تفرضها المشكلات المترتبة على النظام البيروقراطي، والمنافسة الشديدة الحالية والمتوقعة في ظل العولمة. ومتطلبات وتوقعات العملاء التي نجد بأنها في ازدياد مستمر، مع متطلبات الإدارة لخفض المصروفات، والاستثمار الأمثل للموارد البشرية والمادية، وإيجاد ثقافة تنظيمية تتوافق مع مفاهيمها.
يعتمد أسلوب إدارة الجودة الشاملة بوجه عام على حل المشكلات من خلال الأخذ بآراء المجموعات. وتهدف مرحلة تأسيس الاستراتيجية إلى إيجاد البنية الأساسية لتطبيق إدارة الجودة الشاملة، وبناء المنهجية والإطار العام لتطبيق إدارة الجودة الشاملة، وإيجاد التنظيم اللازم لتطبيقها، من خلال إنشاء إدارة الجودة الشاملة، وتشكيل مجلس أعلى لها، وتحديد الرؤية المستقبلية للإدارة ورسالتها، وتحديد مؤشرات نجاح تطبيقها في المؤسسات الحكومية، ومشاريع تحسين الجودة المستمرة في المؤسسات الحكومية. وهذه المرحلة تعتبر منطلقاً لتهيئة الإدارة العليا ومديري الإدارات والعاملين للتطبيق، وتعريف العاملين بمفهوم الجودة ومتطلبات تطبيقه، مع التغلب على مقاومة التغير. ويمكن تطبيقها من خلال تقييم ذاتي لجودة الأعمال والأنشطة المنفّذة وبيئة العمل، وتشكيل فرق العمل، وتدريب العاملين في المؤسسات الحكومية على مفاهيم وتطبيقات الجودة.
التوصيات والمقترحات:
أوصت هذه الاستراتيجية الطموحة، بتحليل وقياس تكلفة الجودة في كل مشروع، من خلال تبني ثقافة الجودة الشاملة في جميع الإدارات الحكومية بدءاً من الإدارات العليا، ومروراً بجميع العاملين، وتشكيل مجلس أعلى للجودة برئاسة الأمير مشعل بن عبد الله بن عبد العزيز أمير منطقة مكة المكرمة، وعضوية مديري الإدارات الحكومية، وتشكيل فريق*عمليمثل المستوى القيادي الأعلى للتخطيط والإشراف والمتابعة لتطبيق نظام إدارة الجودة الشاملة في جميع الإدارات الحكومية.
من أعمال المجلس الإشراف على تطبيق نظام إدارة الجودة الشاملة في جميع الإدارات الحكومية، ورسم السياسات اللازمة لتحقيق أهدافها، وتحديد واعتماد الأهداف الأساسية والإجرائية والرسالة والرؤية المستقبلية، والطرق المثلى لنشر مفهوم الجودة، ومتابعة آليات التوعية بالجودة، وتوجيه ومتابعة التطبيق، مع قيادة جهود التخطيط للجودة، وتشجيع التعاون بين القطاعين الحكومي والأهلي، وتسليم الحوافز وشهادات التقدير لتحسين الجودة.
ومن أهم الأهداف المقترحة للاستراتيجية، التأكيد على مفهوم الجودة كمبدأ إسلامي ومطلب وظيفي، والتوافق التام مع متطلبات خطط الوزارات في مجال الجودة الشاملة، والتعاقد مع شركات استشارية في التخطيط والجودة لوضع آليات التنفيذ، وتدريب العاملين في جميع الإدارات، وتصميم شعار للجودة ينبثق من تراث منطقة مكة المكرمة، عن طريق المسابقة، ومن ثم اختيار الشعار المناسب. وإيجاد شركاء داعمين للجودة من الشركات ورجال الأعمال في المنطقة، وإقامة ملتقيات ولقاءات وورش*عمل*ومعارض متخصصة في مجال الجودة الشاملة. والتأكيد على التواصل مع وسائل الإعلام المقروءة والمرئية والمسموعة لنشر ثقافة الجودة الشاملة.
نجاح تجربة الجودة الشاملة في نجران:
تأتي رغبة الأمير مشعل بن عبد الله أمير منطقة مكة المكرمة تطبيق استراتيجية الجودة الشاملة على الإدارات الحكومية في المنطقة، بعد النجاح الذي حققته هذه الاستراتيجية بمنطقة نجران، والتي كان سموّه وجّه بتطبيقها في جميع الإدارات الحكومية في المنطقة، وتشكيل لجنة برئاسة مدير عام التربية والتعليم، وعضوية أمين المنطقة، ومدير عام الشؤون الصحية، ومدير التطوير الإداري بالإمارة، ومدير التنمية والتنسيق بخدمات المنطقة، لدراسة مشروع تطبيق الجودة، بهدف توفير الخدمات العامة ذات الجودة العالية لدعم التنمية في المنطقة، خاصة خدمات التعليم والصحة والأمن والترفيه والثقافة والبريد والاتصالات والطرق، والعمل على التطوير الإداري لجميع المنشآت الحكومية خاصة الخدمية منها.
وقد تولّت اللجنة المشكلة مهمة وضع خطة استراتيجية لتطبيق نظام الجودة في المنشآت الحكومية، والعمل على إيجاد فرق*عملبالمنطقة متخصصة في الجودة، وتأهيلها لمتابعة تطبيق نظم الجودة.
وكانت أولى إيجابيات هذه الاستراتيجية أن قامت إدارة تعليم نجران بالعمل على تطبيق الجودة الشاملة من خلال توقيع الإدارة العامة للتربية والتعليم بمنطقة نجران، ممثلة في الشؤون المدرسية، عقداً مع أحد المكاتب الإستشارية لتأهيل جميع الإدارات التابعة للشؤون المدرسية للحصول على شهادة "الأيزو" العالمية. وذلك تنفيذاً للتوصيات التي خرج بها مجلس منطقة نجران في جلسته الأولى من دورة الانعقاد الثالثة التي أقيمت برئاسة أمير منطقة نجران ورئيس مجلس المنطقة، أنذاك، صاحب السمو الملكي الأمير مشعل بن عبد الله بن عبد العزيز، الذي اطّلع فيما بعد على شهادة الجودة العالمية لنظم الجودة "الايزو" التي حصلت عليها ثانوية الملك فهد بنجران، لمشروع الملك عبد الله بن عبد العزيز لتطوير التعليم على مستوى المناطق الجنوبية، والمركز الرابع على مستوى المملكة، وحصول المدرسة على وسامي شرف من الولايات المتحدة الأمريكية لمشروع قلوب البيئي العالمي.
كما أن إدارة التربية والتعليم بالمنطقة، هي الإدارة الأولى على مستوى الإدارات التعليمية، التي يحصل فيها جميع مشرفي ومشرفات إدارة الجودة ومنسقي الجودة على شهادة استشاري جودة معتمد.
وبمناسبة اليوم العالمي للجودة العام الفائت (2013)، كرمت إدارة تعليم نجران الإدارات والمدارس الحاصلة على الجودة، والمدارس الحاصلة على شهادة الجودة العالمية "الايزو"، وهي: الشؤون التعليمة للبنين، والشؤون المدرسية، وإدارة الخدمات المساندة، والشؤون التعليمية للبنات، والإدارات المرتبطة بمكتب مدير عام التربية والتعليم، والبالغ عددها 13 إدارة، وثانوية الملك فهد، وثانوية نجران، وثانوية بن عثيمين، لحصولهم على العديد من شهادات "الآيزو" العالمية في الجودة والسلامة، وثانوية الأحنف بن قيس، لنشرها ثقافة الجودة. والمعلمة حصة الرشيد، والمشرفة فاطمة القحطاني، والمعلمة نورة آل سرور، والمعلمة فريال آل قريشة، ومديرة المدرسة ردفة آل جالي، والمعلمة ليلى الزهراني لتميزهم وتمزيهن في الجودة الشاملة في التعليم.
إن استراتيجية الجودة الشاملة التي تبنّاها الأمير مشعل بن عبد الله وتمّ تطبيقها في منطقة نجران، وما حقّقته من إنجازات، هي الاستراتيجية نفسها التي يعتزم تطبيقها في منطقة مكة المكرمة، مع حرصه واهتمامه بتطوير المناطق العشوائية والمشاريع القائمة في مكة وجدة، بالإضافة إلى تعليماته بربط مركز إدارة الأزمات والكوارث به شخصياً. وكذلك تطبق أعلى معايير الجودة الشاملة في خدمة المسجد الحرام وضيوف الرحمن من معتمرين وحجاج، وحرصه على تطبيق هذه المعايير على كافة الخدمات المقدّمة للمواطنين والمقيمين والزوار لبوابة الحرمين الشريفين من قبل الوزارات والإدارات الحكومية والقطاع الأهلي.