انتشر مقطع مصور على موقع “يوتيوب” لرجل ستيني، أجرى معه مجموعة من الشباب حوارًا في الصحراء حول سبب وجوده في هذه المنطقة القاحلة وارتدائه “الخيش”، ولحيته الكثّة.

وقال الرجل خلال الفيديو إن هويته الدائمة أنه “تراب من تراب” والمؤقتة على حد وصفه “القحطاني”، وجنسيته “لا إله إلا الله محمد رسول الله” لأنه من أمة محمد صلى الله عليه وسلم.

وأخبر الرجل الشباب أنه يعمل في رعي الأغنام، وأوصاهم بكثرة الذكر والاستغفار، والبعد عما حرّم الله.

إلا أن التعليقات على الفيديو ألمحت إلى الشخصية الحقيقة لهذا الرجل، فقال البعض إنه ضابط متقاعد، وقال آخرون إنه يعمل بمجال البترول والمعادن وأنه رجل أعمال عرف عنه البذل والدعوة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

“تواصل” نجحت بعد بحث جهيد، في الوصول إلى الرجل الذي يدعى “سعيد بن جلاله القحطاني”، حيث نفى علمه بالمقطع المصور

وقال: “سامحه الله لم يستأذنني بالتصوير ولا النشر ولم أكن أعلم عن ذلك”، مشيراً إلى أن المقطع قد تم التقاطه قبل فترة إبان تواجده بالطائف على طريق الرياض.

اقتربنا أكثر من “القحطاني” لنعرف سره ومدى صحة المعلومات المنشورة عنه، فقال إنه تخرج من كلية الملك فهد للبترول والمعادن عام 1397هـ، واتجه بعدها لوزارة الدفاع بضع سنوات قبل أن يتم ابتعاثه لإكمال الماجستير بكاليفورنيا في الولايات المتحدة الأمريكية وحصل بالفعل على الدرجة العلمية في علوم المحيطات “Ocean Sciences”.

وأضاف القحطاني حسب تواصل*عدت إلى المملكة، وبعدها بسنوات ابتعثت لإكمال*دراسة*الدكتوراه في أمريكا وكان برفقتي والدي وزوجته (عمتي)، وفي أحد الأيام وكنت بالمكتب للدراسة والاطلاع مرت سحابة تحجب عني رؤية الكتاب كنت أتخيل فيها صورة والدي, فتوقفت وصليت ركعتي الضُحى، ولما أعدت عادت السحاب ثانية بذات ما عليها من صورة والدي, وبعدها اتجهت للمسجد واستخرت الله فصرفني رب العزة والجلالة عن استكمال الدراسة”.

وتابع: “اتجهت بعدها إلى والدي وسلمت عليه وقلت له بعد أن كنا قضينا هناك سنة وأربعة أشهر تقريبًا نحن راجعين للسعودية، فقال لي: الله يوفقك يوم أنقذتنا من ذي الغربة والحفرة، ولم يكن لدي خبر من قبل بعدم رغبة والدي بالبقاء”.

وأضاف القحطاني أنه رفض طلبات وزارة الدفاع والجامعة بعودته لاستكمال الدراسة، ليبقى في عمله العسكري بوزارة الدفاع حتى فضل التقاعد المبكر في عام 1416ه على رتبة مقدم وكان حينها مؤهلا لرتبة عقيد، وتفرّغ بعدها للعمل بمجال العقارات والتجارة ومتابعة الماشية في مسقط رأسه بخميس مشيط.

وقال إنه مارس العمل الدعوي في أنحاء متفرقة بأمريكا وتعاون مع عدة مراكز إسلامية هناك.