هذه المرأة التي تنتظر حكم الإعدام تعيش أسوأ أيام حياتها كما قالت في اعترافاتها أمام النيابة بعد أن تم القبض عليها بتهمة قتل ابن زوجها، فلم تكن تتخيل في يوم من الأيام أن يكون السجن مصيرها، لكن قسوة زوجها معها وضربه لها وابنتها جعلتها تكرهه وتكره الحياة معه، ما أجبرها على الانتقام منه بقتل ابنه حتى ترى الدموع في عينيه، تفاصيل مأساة هذه المتهمة ولماذا قتلت البراءة؟ سنعرفها في السطور القادمة.
غائبة عن الوعي
وقفت الزوجة «مي أحمد ظاظا» أمام مدير نيابة مدينة نصر تحكي له تفاصيل ارتكابها جريمة قتل ابن زوجها الطفل البريء الذي لا يعرف الغدر والخيانة، قائلة: «لم أدر جرم ما فعلت إلا بعد أن قتلت هذا الطفل، كنت غائبة عن الوعي، الشيطان سيطر على كل جزء في جسدي»، مضيفة: «لا تسألني لماذا قتلته أو كيف لأني لن أرد على هذه الأسئلة التي لا أجد إجابة عنها، لكن ما يمكنني قوله إنني قتلت «طفل زوجي» عبدالرحمن بدر الذي يبلغ من العمر خمس سنوات، لا أعرف كيف قتلته لكن دائماً كانت صورة زوجي أمام عيني ولا تفارقني وهو يضربني أنا وابنتي، وعندما كنت أحاول حمايتها منه يضربني ويدفعني بعيداً بحجة أنه يقوم بتربيتها رغم إنها ليست ابنته بل ابنتي من رجل اخر، كان سوء معاملته لابنتي سبب المشكلات والخلافات بيننا، وأدى الأمر إلى طلاقي بالفعل، لكنه أعادني إلى عصمته مرة أخرى».
أحرق قلبه
وقالت «مي» بنظرات حائرة وصوت منخفض: «لم أخطط لقتله لكن الظروف هي التي شاءت، إذ إنني فوجئت بخروج زوجي إلى عمله وكان الطفل يلعب أثناء ذلك أمام المنزل، وهنا بدأ الشيطان يلعب بعقلي ويعيد لي شريط الذكريات مع زوجي وضربه لابنتي وزيّن لي قتل هذا الطفل حتى أحرق قلب زوجي عليه مثلما كان يفعل بي ويضرب ابنتي، فاستدرجت الطفل إلى داخل الشقة بحجة إعطائه ألعاباً وحلوى وبالفعل استجاب لي، إذ إنه يعرفني ولم أكن غريبة عنه ولم يدر في عقله أنني سأقتله، وفور دخوله أمسكت به وكممت فمه وخنقته لكنه كان يحاول الهرب وبالفعل استطاع الإفلات مني لكني كنت أغلقت الباب بالمفتاح، وقف الطفل متكئاً على الباب وعلامات الخوف والذعر تسيطر عليه الرعب يكاد يخرج من عينيه الصغيرتين، وكلما اقتربت دفع الباب بظهره في محاولة منه للرجوع إلى الخلف».
صراخ مكتوم
وتكمل «مي»: «هنا انقضضت عليه وأمسكت به، ظل يصرخ بصوت مكتوم من شدة الخوف وينادي: «الحقوني.. بابا» لكن أحداً لم يسمعه وهنا قمت بخنقه وتكميم فمه حتى سقط فاقداً وعيه، اعتقدت أثناء هذه اللحظات أنه مات، وحتى أتأكد من وفاته أمسكت بيده لأستشعر النبض في عروقه فاكتشفت أنه لم يمت بعد، فحملته إلى المطبخ وملأت «دلواً» بالماء ووضعت رأسه فيه حتى تأكدت أنه فارق الحياة بالفعل».
حرقت بالبنزين
وتتابع «مي»: «لم أكتف بذلك بل أحضرت علبة كبريت وبنزين ووضعت جزءاً منه على جسده وأشعلت فيه النيران حتى أخفي معالم جريمتي ثم وضعته داخل سجادة وألقيته في صندوق قمامة بنهاية شارع مصطفى النحاس بمدينة نصر ووقفت بعيداً لمدة ساعتين أراقب ما يحدث وكان الوقت يمر حتى شاهدت أحد الأشخاص يلقي بالقمامة ويشاهده ويسرع نحوه ويبلغ الشرطة وهنا علمت أن الجريمة اكتشفت وسيتم البحث عن هوية هذا الطفل».
دافع الانتقام
تضيف الزوجة المتهمة: «ما كان يسيطر علي هو الانتقام من زوجي الذي عشت معه أياماً تعيسة بمعنى الكلمة وتمنيت أني لم أتزوجه أو حتى ألتقي به»، على الفور أسرعت الزوجة القاتلة وأبلغت عن اختفاء الطفل حتى تبعد الشبهة عنها. وبتكثيف التحريات وإعداد الأكمنة تم القبض على المتهمة وتمت إحالتها إلى النيابة التي باشرت التحقيق.