المصدر -
*دكتوره / صباح أبو زنادة
*
** رغم ان العمل في المستشفى لعلاج الناس الا انه من المؤسف ان العاملين في المستشفى يتعرضون الى اخطار كثيرة تهدد سلامتهم الجسدية. حيث تنتقل الملوثات الحيوية إلى العاملين عبر الجهاز التنفسي من خلال استنشاقهم للهواء الملوث في بيئة العمل أو عبر الجهاز الهضمي عند شرب المياه و تناول المأكولات الملوثة* بالإضافة إلى طرق أخرى كالتماس الجلدي، الحقن، الوخزات والجروح الملوثة.
*تتعلق الإصابة بالعدوى في المستشفيات بعدة عوامل منها عدد وكثافة العضويات الملوثة الموجودة في البيئة، درجة مقاومتها، نوعيتها ودرجة مقاومة الفرد الجسدية لها. كما ان هناك عوامل مساعدة لانتشار ونمو هذه الملوثات كالعوامل الفيزيائية (الطبيعية) من حرارة ورطوبة ونور أو ظلمة في البيئة التي تتواجد فيها. كما يساهم التلوث البيئي الكيميائي والفيزيائي في اشتداد نمو ونشاط الملوثات الحيوية، بالإضافة إلى تأثيراته المباشرة الضارة بالصحة العامة والمسببة للأمراض المهنية.
أوضح تقرير أمريكي لوكالة حماية البيئة أن طاقم التمريض هم أكثر التخصصات التي تتعرض لمخاطر صحية مهنية لحالات الجروح الناتجة بسبب الأدوات الحادة. وأن هنالك حوالي 17 – 22 ألف ممرضة بالمستشفيات يتعرضن كل سنة لحوادث الجرح (الوخز) من مواد حادة، والعدد يفوق ذلك بالنسبة للممرضات العاملات خارج المستشفيات مثل المنازل وبيوت الرعاية وغيرها، حيث تصل الإصابة بهذه الشريحة إلى 28 – 48 ألف إصابة.
الأخطر من ذلك هو احتمال الإصابة بفيروس العوز المناعي HIV المسبب لمرض الإيدز، وتتراوح نسبة خطورة العدوى بالفيروس ما بين 3-4 حالات من كل 1000 حالة وخزت بإبرة ملوثة بالفيروس، و تصل عدد الحالات إلى 200 – 400 من كل 1000 حالة وخزت بإبرة ملوثة بفيروس الالتهاب الكبدي ب، وفى الولايات المتحدة الأمريكية وحدها تحدث 10000 عدوى سنويا نتيجة التعرض لفيروس الالتهاب الكبدي* يموت منهم حوالي 200 سنويا نتيجة لمضاعفات المرض. وقد تم الاعتراف بخطورة انتقال الالتهاب الكبدي الي العاملين في المستشفيات منذ عام 1950، وقد أظهرت العديد من الدراسات أن العاملين في المستشفيات يعانون من التهاب الكبد ( ب) بمعدلات أعلي بكثير من باقي السكان***
وأشارت الدراسة إلى أن شريحة الممرضات أكثر فئة تتعرض لعمليات الجرح بالصحة مقارنة بالأطباء والفنيين وغيرهم من التخصصات الصحية الأخرى بسبب احتكاكهن المباشر مع المريض واستعمال الحقن والمواد الحادة بكثرة،*فلماذا يتم اقصاء الكوادر التمريضية من بدل العدوى وبدل الخطر في وطننا الحبيب؟
*د صباح أبوزنادة ،استشارية تمريض
مؤسسة المجلس العلمي للتمريض
مشرفة حملة تنظيم التمريض السعودي