بواسطة :
20-02-2014 06:39 صباحاً
8.7K
المصدر - أخبار التعليم :
* * *
«ندى الشهري» الجامعية التي حملت حقيبتها فجراً باتجاه العلم حاملة أحلاماً بيضاء بمستقبل مشرق ليفاجئها الموت في سيناريو يتكرر في كل مناطق المملكة، ويعيدها إلى أسرتها داخل كفن أبيض، بعدما كانت أولى المتوفيات في حادثة «طالبات ضرما».
وندى ثالث شقيقاتها اللائي يعانين رحلة الصباح من العاصمة باتجاه إحدى المحافظات المجاورة طلباً للعلم، إذ يبدأ يومهن فجراً من الرياض إلى ضرما برفقة ابنة عمهن هدى، وفيما تذهب إحدى أخواتها باتجاه حريملاء تخالفهن الثالثة إلى المزاحمية، لينقضي يوم الارتحال الثامنة مساء في لقاء يجمعهن مع بقية أفراد العائلة.
والد ندى وأخواتها الثلاث خلوفة الشهري يقول وفقا لصحيفة الحياة : «تقدمن بناتي إضافة إلى ابنة عمهن التي ترقد في مجمع الملك سعود الطبي بالرياض بطلب قبول دراسي إلى إحدى الجامعات في مدينة الرياض ليستغنين عن وجع السفر ومفاجآت الطريق، ولكن الأقدار ساقت خطواتهن العلمية خارج العاصمة وجميعهن يحملن أحلاماً ماتت على قارعة الطريق».
فيما تحدث ياسر الشهري أخو الطالبة المتوفاة ندى، عن شقيقته ويصفها أنها هادئة الطباع، غير متسرعة في قراراتها ودائماً تشارك إخوتها في الرأي، فيما كانت تحلم أن تكمل تخصصها الدراسي في القانون الذي أحبته وأمضت فيه ما يقرب من العام ونصف العام.
ويضيف: «أن شقيقته اشتكت من تهور السائق، إلا أن ضغط الطالبات عليه للوصول قبل بدء المحاضرة الأولى يدفعه إلى القيادة السريعة»، مشيراً إلى أن «الكلية تحاسبهن على التأخر على رغم علمها بظروف سفرهن اليومي من الرياض إلى ضرما».
أما والد هدى التي ترقد في مجمع الملك سعود الطبي أبوياسر، يقول: «طرقت جميع أبواب جامعات الرياض «نورة» و«الإمام» و«الملك سعود»، إلا أن المسؤولين لم يصغوا لمعاناتهن اليومية مع وعثاء السفر، مضيفاً أن ابنته تعاني من إصابات مختلفة، وهي الآن تعاني من آلام شديدة في الظهر، وبحسب التقارير الطبية فإن هدى تحتاج إلى فتره من العلاج من دون ذكر لتاريخ محدد لخروجها.
والد هدى، ثمّن زيارة أمير الرياض خالد بن بندر ونائبه الأمير تركي بن عبدالله إلى المستشفى للاطمئنان على ابنته، وكذلك الاتصال الهاتفي من مدير الأمن العام اللواء عثمان المحرج به والذي تمنى للجميع الشفاء العاجل.
يقول والد هدى، في معرض حديثه عن كيفية تلقيه خبر الحادثة، أنه تلقى اتصالاً هاتفياً من صديقتها ذكرت له أن الحافلة التي تقل الطالبات كانت تسير أمام المركبة الخاصة التي تنقلها إلى كلية ضرما انقلبت أمامها، وأن ابنته هدى بخير، وعند سؤاله عن ابنة أخيه ندى جاوبت بأنها لا تعلم عن حالها، ليستقل مركبته ويصل إلى موقع الحادثة متأخراً بعد أن تم إسعافهن إلى مستشفى ضرما، ما جعله يقود خطواته إلى المستشفى ليطمئن على ابنته ليجدها متضررة من الحادثة، أما ابنة أخيه فقد فاضت روحها إلى بارئها، ليستعجل بإبلاغ والدها بالحادثة ووجوب حضوره.