* * علم الفطرة ، رغم عسر القراءة وتأخر التعليم ، أينع ابنها محافظاً للتحلية، وآخرين من أبنائها ممن تقلدوا مناصب أخرى بقطاعات مختلفة.وأصبحوا نجوما في سماء الوطن .
هذه قصّة مؤلفة اختصرت تاريخا من العلم والمعرفة قبل ثلاثين عاماً ، ومنه التهمت العلم والمعرفة حتى سن السبعين الذي شهد باكورة ثمارها ، هذه نتائج صبرها وما قطفته من عبر التأريخ والتجربة، وبه عنونة مؤلفها الأول "الصير جنّة المؤمن" * *فالحكمة العربية تقول : العلم بالكبر كالنقش على الماء ، وقيل كذلك أن العلم بالصغر كالنقش على الحجر ، هذا ما تقوله الحكمة ، في حين أن للتجربة كلامٌ آخر ، من منّا لا يعرف جهابذة العلم أمثال ابن حزم و ابن العربي و يحيى النحوي رحمهم الله تعالى ، فهؤلاء مضوا في مسلك العلم في عمرٍ متأخر ، حين يتسلل في نفوس البشر أن الوقت مضى وحان وقت التقاعس والانكفاء، غير أن الهمم هي من تستوطن القمم، وتثبت أن العلم بالكبر ليس كالنقش على الحجر فقط وإنما له بالتأريخ أثر ..
* فهؤلاء علمهم يمضي عقولنا وتستأنس به أفئدتنا ويقتدي بهم سلوكنا . فالتاريخ يسوق لنا قوافل من أصحاب الإرادة والهمّة الذي عطّروا التأريخ وأوقدوا فتيل الاصرار والطموح ، وكانوا مصدر إلهام وتحدي للمتأخرين ..
* *وفي معرض الكتاب بزغ نجم تدعى هيا الراشد، امرأة مسنّة بإصدارها الأول "الصبر جنّة المؤمن"، يحتوي على قصص واقعية ومشوقة للنجاحات التي تحققت لكن بصبر وهو إصدار يشابهها ويشبه تجربتها، ليؤثر على قريناتها المقبلات على الحياة، فكانت بطرحها شابةٌ بالطموح ، متّقدة بالعلم، مثابرة تمتطي صهوة الطموح بالتجربة ، وماضية نحو بساتين الفرح بمركب الأمل. شارفت على السبعين ربيعاً ، أطلت بالأمل حين أفل من هم بعمرها وركنوا إلى التشبّع من المعرفة والعلم، متمسكة بعروة الإيمان ، وماضية نحو تهذيب الفتيات بمشط التجربة، فهي أقرب للناشطة ، أثارت الإعجاب ولفتت الانتباه وبسطت أكف التجربة فكانت مآل النفوس التائهة .. مضغت سور القرآن كحلوى وهي في سن متأخر ،فقد بدأت حفظ القرآن قبل ٣٠ عاماً حفظت خلاله أكثر من ١٥ جزاء، ولازالت عزيمتها مستمرة في حفظ كتاب الله كاملاً فكانت قبل البدء في حفظ القرآن، تنظر لزميلتها وأقرانها يقرأن القرآن بسهولة، ويقرأن القصص والروايات، وهي تعاني من صعوبة في القراءة يعوقها عن التمتع بها ، فعلمت أن القرآن معجم البلاغة، ووقود الأدب ومنبع السعادة والطمأنينة ، فكسرت الحاجز بتحفيظ القرآن ، وجعلها تقرأ وتسترسل، وتعد الكلمات، وتلقي الكلمات الافتتاحية في الملتقيات وتتجاوز هيبة المكان ، فاجأت أبناءها بطموحاتها ، بل وتفوّقت على كثير منهم ، وكانت المرأة العظيمة خلف زوجها وأبنائها الذين أنجبتهم. لا تسمع عن مسابقة في الحفظ إلا واشتركت فيه ليس الهدف هو الفوز ولكن رغبة في استمرار عزيمتها في تحقيق المراد قبل ٣ سنوات التحقت بمكتب للدعوة في شمال الرياض، وكانت هناك مجموعة برامج تعليمية مصاحبة مثل تصحيح الكتابة والإملاء وتطوير المهارات، لم يتوقّف طموحها عند ذلك ، بل فاجأتهم بأن لها رغبة في الدخول في برنامج لتعلم الكمبيوتر واستخدامه ولأنها ثمينة لم تختر سوى الثمين منه لتضع بصمتها فيه فتزيد ثمنه مما احتوى عليه. وحين بدأت رفع سعره بما تضيف إليه من جواهر وحُليّ ، مضى بها الطموح إلى أن تمضي أكثر في فضاء النجاح ، فكانت الخطوة الجديدة تعلم الإنجليزي، فدخلت دورة إنجليزي فأصبح يومها صباحاً يشتمل على مراجعة وحفظ القرآن وتعلم مهارات التواصل، وفي العصر مشتركة في دار أخرى، فهي تسقي زهور النساء بالأمل ، وترعاها بالعمل ، وتحيطها بأشعة الصبر ، صاحبة موقف إيجابي، ذات عزيمة وإصرار، محبة للقرآن وأهله فكان أول ثمراتها عنقود " الصبر جنّة المؤمن " في معرض الكتاب ، وشهد وسمها في موقع التواصل الاجتماعي ، هيا_الراشد ، رواجاً بين المتوترين لما احتوى الكتاب من قصص ومواقف سُطّرت بالـتأريخ الماضي والمعاصر .