المصدر -
نيويورك، الولايات المتحدة الأمريكية - وكالات :
خمسة ملايين دولار من أموال وكالة المخابرات المركزية الأمريكية، CIA، قد تكون استخدمت من قبل تنظيم القاعدة لتمويل عملياته في أفغانستان قبل مقتل زعيمه الراحل، أسامة بن لادن، وذلك بعدما حولتها كابول لقاء الإفراج عن أحد مسؤوليها، هذه هي الواقعة التي تشغل المحللين بأمريكا بعد افتضاحها مؤخرا.
القضية كُشف النقاب عنها للمرة الأولى بصحيفة "نيويورك تايمز" وهي تشرح كيفية حصول تنظيم القاعدة على ملايين الدولارات من وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية CIA عن طريق فدى كانت واشنطن تدفعها للحكومة الأفغانية التي تسلمها بدورها للقاعدة من أجل الإفراج عن رهائن.
وبحسب إحدى القضايا التي أشارت إليها الصحيفة، فقد قامت الحكومة الأفغانية عام 2010 بعقد صفقة مع القاعدة من أجل تحرير أحد الدبلوماسيين الأفغان الذين كانوا بقبضة التنظيم، ولكن القاعدة رفعت من قيمة الفدية في اللحظة الأخيرة إلى خمسة ملايين دولار، وقد طلب الأفغان من CIA التدخل، فما كان من الأخيرة إلا أن أرسلت الأموال في أكياس إلى كابول التي سلمتها لاحقا للقاعدة وزعيمها آنذاك، أسامة بن لادن.
ولم تتمكن CNN من الحصول على رد من CIA حتى لحظة إعداد التقرير، ولكن بوب باير، محلل الشؤون الأمنية لدى CNN والعميل السابق لدى CIA: هذه الأمور تحصل بالطريقة التالية: البيت الأبيض يطلب من CIA التدخل وتوفر كافة أشكال الدعم للحكومة الأفغانية والرئيس حميد كرزاي، ثم تقوم الوكالة بتحويل المال إلى الأفغان بعد أن تكون قد حصلت عليه من الميزانية التي يتيحها لها الكونغرس."
ويؤكد باير أن CIA تُخطر البيت الأبيض بأنه ما من طريقة لديها لضمان تتبع تلك الأموال، ما يتيح لكرزاي إنفاقها بالطريقة التي يراها مناسبة، وهو يقوم لاحقا باستغلالها، إما في تجارة المخدرات أو دفع الفدى وتقديم الأموال للقاعدة، أي أن بوسعه القيام بما يرغب به، فيرد البيت الأبيض بأن دعم كرزاي أمر ضروري ولا بد من القيام به."
وتابع المحلل الأمني الأمريكي بالقول: "المبلغ وصل لصالح القاعدة التي استخدمته لتمويل عملياتها لفترة من الزمن، وهذا أمر لا يفاجئني، ولا أظن أنه يفاجئ CIA التي تدرك جيدا كيف تسير الأمور في تلك الدول."
وختم بالقول: "الفساد أمر معروف وعلني في أفغانستان، وقد غزونا تلك الدولة عام 2001، ودخلناها بنية حسنة، ولكن الجميع كان يدرك بأن البلاد غارقة في الفوضى وما من طريقة للسيطرة عليها، وهذا الأمر حصل أيضا في باكستان والعراق وقد سبق أن أخبرت البيت الأبيض بنفسي أنه ما من طريقة للسيطرة على تلك الأموال التي ننفقها وقلت للمسؤولين سننفق هذه الأموال، ولكننا لن نعرف كيف."