أكد عضو مجلس الشورى السعودي الدكتور عيسى الغيث على أنه متمسك بمشروع توصيته، الرامي لتشكيل لجنة مختصة لمراجعة خطب الحرمين الشريفين، بدلا من تركها للخطيب فقط كما هو حاصل الآن، وذلك بعد أسبوعين.

وكشف الدكتور الغيث لـ"العربية.نت" أنه سيتقدم بمشروع توصية بتشكيل لجنة لكتابة خطب الحرمين، عند مناقشة التقرير السنوي للرئاسة العامة للحرمين الشريفين، مشدداً على أنه مستغرب من ردة فعل إمام وخطيب الحرم المكي الشريف الشيخ سعود الشريم الذي انتقص - تعريضاً وليس تصريحاً - من أعضاء المجلس عندما علم بالتوصية.

ويقول: "أنا متمسك بمشروع التوصية، وهي ما زالت مشروع توصية لم تقدم بعد، وفي طور التدقيق وسأقدمها مع مناقشة تقرير الرئاسة العامة للحرمين الشريفين قريبا، وهي خاصة بمنبري الحرمين الشريفين فقط، وليس لكل المنابر كون البقية تتبع الشؤون الإسلامية".

وشرح الغيث أن سبب تقدمه بالتوصية يعود لأن "منبر الحرمين يبث على الهواء مباشرة لملايين الناس في مختلف دول العالم، ولهذا لا يناسب أن يكون نص الخطبة وفق اختيار شخص واحد فقط،*فحتى خطب رؤساء الدول لشعوبهم لا تكون وفق اختيار شخص واحد، فكيف بخطب تخاطب العالم ومن أخطر منبر؟ وهذا ما أؤكد عليه في التوصية".

ويشدد عضو مجلس الشورى على أهمية أن تكون هذه الخطب مراجعة من لجنة علمية مؤهلة، ويضيف: "ليس تشكيكاً في الأئمة ولكن جهد شخص واحد ليس كجهد مجموعة من الأشخاص المؤهلين فسيكون هناك من يراجعها من الجانب الشرعي والقانوني واللغوي والسياسي والأمني والفكري وغيرها من التخصصات، وذلك لتجويد الخطبة وتحقيق أكبر قدر منها لصالح الإسلام والمسلمين".

استغراب من رد إمام الحرم

ويستغرب الدكتور الغيث من أسلوب أمام وخطيب الحرم المكي الشريف الشيخ سعود الشريم على مشروع التوصية.. عندما وصف في تغريدة له على صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي المجلس قائلاً "يجلس على أريكته ويشرب شاياً وقهوة".

وأكد على أنه لا يعرف سبب غضب الشيخ الشريم من الاقتراح، ويضيف: "هذا الأسلوب لم يكن لائقاً"، متابعاً: "هو إمام الحرم وهو من يكتب خطبته ولا أحد يراجعها فكيف يكتب في تويتر بهذا الأسلوب المسيء لمجلس الشورى، وهو لم يستمع للرأي الآخر ويريد أن يفرض علينا منبر الجمعة ليقول فيه ما يريد ولا يريد أن نناقشه في ذلك".

وأضاف الغيث "المنبر ليس ملكاً له أو لغيره بل هو لجميع المسلمين ومن حقي أن أقدم رأيي لأصحاب القرار وهم من يقرر اتخاذ ما يرونه مناسباً.. فلماذا ضاق ذرعاً بتوصيتي ولا يريد أن نضيق نحن من رأيه".

ويكشف الدكتور الغيث أنه تعمد الإعلان عن مشروع التوصية قبل تقديمها في المجلس لكي يعرف كيف ستكون ردة الفعل حولها.

ويضيف: "هذه الردود ستكون في صالح التوصية وأستفيد منها.. فردة فعل الشيخ الشريم عززت من فكرتي وجعلتني متمسكاً بتقديمها".

وتابع الغيث "حتى ولو لم أقدمها أو قدمتها وسقطت عند التصويت فما أريد إيصاله من خلالها قد وصل للجميع فالكل بات يعرف أن خطب وقنوت الحرمين الشريفين لا تراجع ولا تدقق من مجموعة، بل يكتبها شخص واحد ويلقيها ثم تحسب علينا جميعاً".

*