المصدر - الإرشاد الثاني: ـ
**************************** د. حياة الهندي
الزواج حصن للمرأة والرجل من الانحرافات *وصون لهما من الرذائل ، و من خلاله يتحقق الشعور بالرضا والسعادة والتفاعل الزواجي. والزواج السعيد يوفر للأزواج القوة على مواجهة ضغوطات الحياة و ينقص من آثارها السيئة على الصحة الجسمية.
والزواج في المجتمع السعودي بصفة عامة *له قيمة* كبيرة فالزواج بالنسبة للمرأة السعودية ضرورة حتمية فهو ليس مجرد وسيلة بل هو هدف *في حد ذاته ، ولكن بشرط أن يتحقق للزواج الخلو من المهددات التي تضعف هذه العلاقة وتهدد استقرارها ، وينعكس اضطراب هذه العلاقة على الأبناء ومن ثمّ على المجتمع فلا ترجيح لزواج مهدد *بالفشل أو الانتكاس بحجة القيمة الاجتماعية.
وحرصاُ على هذه العلاقة نتابع معكم إرشادات أسرية لإذكاء روح الحياة الزوجية :_
الإرشاد الثاني: _
لكي يحقق الفرد الزواج الناجح لابد أن يتعرف على فوائد الزواج ، ولايقدم على هذه الخطوة* إلا وقد استعد لها جيدًا ، فللزواج فوائد قد لاتخطر على باله ولم يفكر بها : _
وكما قال د/ وين داير الكاتب الأمريكى الشهير....غير أفكارك تغير حياتك.
نذكر* في هذا الإرشاد فوائد الزواج التي حث الإسلام عليها : -
أــ فيه تحقيق للعبودية لله تعالى وهذه هي *الغاية لكلا الزوجين فهذا *أساس مهم في قيام الأسرة على أساس تقوى الله عز وجل. وفيه تنافس لكلا الزوجين لتحقيق الأجر، وتحصيل الثواب ، والتقرب إلى الله في خدمة الأسرة ، وتحقيق أحلامها* فيعود الخير على الزوجين ، والأسرة ، والمجتمع.
ب ـــ الحفاظ على الأخلاق من الانحلال والحفاظ على *المجتمع من الفساد.
ج- الزواج آية من آيات الله:
يعتبر الزواج عاملاً لإيجاد السكن والاطمئنان النفسي لدى كل من الرجل والمرأة فالمرأة هي موطن سكن الرجل واستقراره وهو كذلك بالنسبة إليها
قال الله تعالى:﴿وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً...﴾(الروم:21).
د ـ تأسيس أسرة كريمة:
إذا رجعنا للتاريخ نعرف أن الإنسان منذ أن وجد على الأرض كانت له أسرة، ففي البداية كانت أسرة آدم وحواء وما زالت هذه الظاهرة الفطرية قائمة ، وقد وعد الإسلام بالثواب العظيم للأسرة التي تستطيع تقديم جيل صالح سليم .
هـ- يتحقق بالزواج المتعة والزينة للآخر:
ومثلما يوضح القرآن أنّ كُلاًّ من الرجل والمرأة عامل استقرار للآخر يؤكد كذلك أنَّ كلاًّ منهما زينة للآخر، يقول تعالى:﴿... هُنَّ لِبَاسٌ لَّكُمْ وَأَنتُمْ لِبَاسٌ لَّهُنَّ...﴾(البقرة:187).
ول"لباس" هنا ثلاثة معان، أحدها هو "الزينة" فيكون المعنى هو أن المرأة زينة للرجل مثلما اللباس زينة له.
والمعنى الآخر للآية هو أن الزواج يحصن الرجل والمرأة من الانحراف.
والمعنى الثالث هو أن كلاٍّ من الرجل والمرأة ستر للآخر.
فالآية الكريمة تؤكد أن الرجل والمرأة كل منهما زينة للآخر.
و- سر من أسرار لسعادة والسرور والسلوى:-
إضافةً إلى كون كل من الزوجين سكناً وزينة للآخر، فإن كلا منهما سلوى وعامل للترفيه عن شريكه، وقضاء على الوحدة والانفراد ، وأفضل عامل في هذا المجال إذا كان البيت هو حقاً كما يريده الإسلام وكان سلوك كل منهما على وفق تعاليمه.
فلا صلاح للفرد والأسرة* والمجتمع إلا بصلاح الدين والثوابت والقيم والأخلاق
قال عليه الصلاة والسلام (<<تركت فيكم ماإن تمسكتم به لن تضلوا بعدي أبداً ، كتاب الله وسنتي>> ()
ز- الزواج سبب لتحصيل *الرزق يقول تعالى:﴿ وَأَنكِحُوا الْأَيَامَى مِنكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِن يَكُونُوا فُقَرَاء يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ﴾ (النور:32).
نفعنا الله وإياكم بالقرآن الكريم وجعله لنا قائدا ودليل وصلى الله على الهادي البشير عليه أفضل الصلاة والتسليم. واستغفر الله العظيم لي ولكم ولجميع المسلمين .
*مدربة ومستشارة أسرية
(3) حياة الصحابة ، لمحمد يوسف الكاندهلوي، 4/246ـ247، دار القلم ، بيروت وراجع السيرة النبوية لابن هشام ، بتحقيق مصطفى السقا وآخرين ، 4/ 191، ط1، دار الخبر ، دمشق 1417هـ ـ 1996م