سالم المري ( عرب اونلاين _ الدوحه كشف مصدر مسؤول بمستشفى حمد العام عن أن قسم جراحة الأطفال سيبدأ في تنفيذ برنامج للتوسع في جراحات الروبوت لعلاج العيوب الخلقية للأطفال وحديثي الولادة. وأوضح لـ الراية أن القسم شهد خلال العام الجاري إجراء 11 عملية شديدة التعقيد باستخدام الروبوت، لافتا إلى انه ولأول مرة سيتم إجراء عمليات استئصال الطحال وعلاج أمراض المسالك البولية للأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين سنة وثلاث سنوات، حيث اقتصرت العمليات الأولى التي تم إجراؤها بالروبوت على الأطفال الذين تزيد أعمارهم عن ثلاث سنوات. وأشار إلى أنه سيتم كذلك استخدام الروبوت لإجراء عمليات استئصال المرارة وحصوات الكلى وعلاج مشاكل ارتجاع عصارة المعدة لدى حديثي الولادة، معتبرا أن اللجوء لهذه النوعية من الجراحات يتوقف على عدة عوامل طبية، من بينها وزن الطفل والوقت المستغرق لإجراء العملية وطبيعة الحالة المرضية، مؤكدا أنه يتم حاليا تدريب فرق متخصصة من أطباء جراحة الأطفال بمستشفى حمد العام والكوادر التمريضية على إجراء الجراحات الروبوتية ضمن استراتيجية مؤسسة حمد الطبية للتوسع في هذه النوعية من الجراحات، مبينا أن 15% من العمليات بقسم الجراحة ترجع إلى المشاكل والعيوب الخلقية بسبب الوراثة وبعض الأمراض التي تصيب الأمهات خلال الحمل. وأضاف إن القسم يجري قرابة 2500 عملية جراحة سنويا، من بينها 500 جراحة كبرى تتصدرها عمليات انفجار المعدة والعيوب الخلقية وإزالة المياه من الصدر والزائدة الدودية، إضافة إلى جراحات الطوارئ، مشيرا إلى أن قسم جراحة الأطفال من الأقسام التي لا توجد بها قوائم انتظار بل مجرد إعطاء أولوية للحالات المرضية الخطيرة. ويؤكد بعض الأطباء أن من أهم فوائد الجراحة باستخدام الروبوتات التقليل من عدد الأشخاص الضروريين لإنجاز العمل الجراحي، وبالتالي تخفيض التكلفة..فضلا عن الدقة المتناهية في إنجاز العمل الجراحي، وتخفيض الأذى على المريض، كما أن هذه الروبوتات تقلل من الإرهاق وتعب الأعصاب الذي يصيب الجراحين عادة خلال العمليات الجراحية التي تستغرق وقتًا طويلًا، والتي قد تسبب مع الزمن حصول رجفان في اليد، إلا أن استخدام الروبوت في الجراحة لا يتم بمعزل عن إرادة الطبيب، فالروبوت غير قادر على إجراء العمليات الجراحية بشكل مستقل لأن وظيفته الأساسية تقديم المساعدة والتسهيلات للجراح خلال مراحل العملية، كما يخضع بشكل كامل للأوامر الصادرة عن الجراح. وقد شهدت مؤسسة حمد الطبية في السنوات القليلة الماضية توسعًا في استخدام الروبوت في إجراء العمليات الجراحية في مختلف التخصصات، وبالرغم من حداثة التجربة في قطر إلا أنها حققت نجاحا ملموسا عبر إجراء العديد من الجراحات الدقيقة باستخدام تلك التقنية المتقدمة. تجدر الإشارة إلى أن فريقا طبيا قطريا قد نجح منذ عامين في إجراء أول عملية إزالة ورم كلية بواسطة الروبوت الجراحي لتصبح مؤسسة حمد الطبية أول مؤسسة طبية بالشرق الأوسط تجري مثل هذه العمليات الجراحية الكبيرة، وتعد هذه العملية نقلة نوعية في استخدام الروبوت الجراحي على صعيد منطقة الشرق الأوسط واستغرقت ساعتين، وقد كللت بالنجاح بعد أن استطاع الفريق الطبي إزالة ورم حجمه 9×15 سم من خلال فتحة بالبطن لا تتجاوز 3 إنشات. وقد حّول إدخال الروبوت في العمليات الجراحية إلى عملية بسيطة وسهلة يخرج بعدها المريض من المستشفى خلال فترة زمنية قياسية مقارنة مع المدة التي يمكثها المريض عند إجرائه العملية بالطرق التقليدية، ويسمح إجراء العملية بالروبوت بتحديد مكان وجوب عمل الجرح بدقة، وبالتالي يقلل من حجم الجرح نفسه، وهو ما يساعد بالشفاء بطريقة سريعة، وبالتالي تقليل فترة بقاء المريض داخل المستشفى، وهو أيضا ما ينعكس إيجابا على نفسية الأهل والمريض، كذلك يساعد في تخفيف الزحام بالأسّرة نتيجة لتقليص مدة بقاء المريض بالمستشفى. ومن ميزات استخدام الروبوت في العمليات الجراحية تقليل عدد الأشخاص داخل غرفة العمليات.
المصدر -