المؤسس

رأسلنا

المبوبة

الخصوصية

عـن غـــــرب

فريق التحرير

  • ×
الأربعاء 25 ديسمبر 2024
بواسطة : 27-09-2013 01:09 صباحاً 7.8K
المصدر -  

ما زالت المظاهرات مستمرة لليوم الرابع على التوالي في العاصمة السودانية الخرطوم، حيث نزل آلاف الأشخاص إلى الشوارع منددين بوقف دعم أسعار الوقود، مما ينذر باتساع نطاق الاحتجاجات العنيفة التي أوقعت حتى الآن ما لا يقل عن 29 قتيلا في عدة مناطق من البلاد، بينما تشير أرقام إلى أن عدد الضحايا تجاوز الـ80. وعلى صعيد آخر، سارعت الحكومة السودانية، من جهتها، إلى قطع الإنترنت ومنعت نشر أخبار عن الاحتجاجات وعلقت بعض الصحف. وتعتبر الاحتجاجات التي انطلقت الاثنين الماضي في ود مدني وامتدت إلى الخرطوم ومناطق مختلفة من البلاد، الأعنف من نوعها منذ تسلم الرئيس عمر البشير الرئاسة عام 1989. وأفاد شهود بأن نحو ثلاثة آلاف متظاهر ساروا صباح اليوم الخميس في حي الإنقاذ. وقد يكون الربيع العربي وفق مراقبين انتقل في أوائل الخريف إلى السودان، حيث يردد المتظاهرون الذين يشكل الطلاب القسم الأكبر منهم، شعارات مثل «حرية حرية»، و«الشعب يريد إسقاط النظام»، و«ارحل ارحل» للرئيس البشير. هذا واندلعت المظاهرات بصورة عفوية كما قال ناشطون أمس الأربعاء، ثم اتسع نطاقها في عدد كبير من أحياء الخرطوم وبعض المناطق القريبة من وسط المدينة، مما أصابها والمناطق المجاورة بالشلل، حيث أقفلت المتاجر والمدارس والجامعات. وحسب شهود عيان، أحرق المتظاهرون إطارات السيارات لقطع الطرق، كما رشقوا المركبات بالحجارة، وحاولت الشرطة تفريقهم بالقنابل المسيلة للدموع والرصاص المطاطي. وكانت قوات مكافحة الشغب قد انتشرت منذ الصباح الباكر في أكبر مقاطع طرق الخرطوم، حيث أغلقت معظم المحال التجارية، كما أغلقت محطات البنزين، لا سيما أن المتظاهرين أضرموا النار في الكثير منها يوم أمس الأربعاء. على صعيد آخر، سارعت الحكومة السودانية، من جهتها، إلى قطع الإنترنت محاولة منها لمنع دعوات تنظيم مظاهرات جديدة على شبكات التواصل الاجتماعي، إلا أن الشبكة عادت ولكن لفترات متقطعة. بينما ذكرت مصادر طبية تحدثت إلى «الشرق الأوسط» أن معظم القتلى والمصابين تعرضوا لإصابات مباشرة بالذخيرة الحية وفي مناطق قاتلة، بالقلب والرأس. وأشار موقع «سودان تريبيون»، الناطق باللغة العربية، إلى أن الأنباء تضاربت بشأن العدد الحقيقي للقتلى، إلا أن العدد الأكبر منهم كان في أم درمان، وذكرت المصادر الطبية أن معظم القتلى من طلاب المدارس الثانوية والجامعات. وبدأت تشح المعلومات عن السودان بسبب منع أجهزة الأمن المستشفيات ووسائل الإعلام من الإدلاء بأي تصريحات عن الموضوع إلا بما يتناسب ومصالحها. كذلك، ذكر الموقع أن الحكومة «شنت حملة شرسة» على الأجهزة الإعلامية ومنعتها من نشر أي أخبار عن الاحتجاجات الدامية، مضيفة أن جهاز الأمن والمخابرات علق الليلة الماضية صدور صحيفة «السوداني» إلى أجل غير مسمى، في حين علق عميد الصحافيين السودانيين محجوب محمد صالح صدور صحيفته «الأيام». وصرح صحافيون للموقع بأن جهاز الأمن والمخابرات عقد اجتماعا مع رؤساء تحرير الصحف ومديري الأجهزة الإعلامية المختلفة وطلب منهم الاستعاضة عن استخدام كلمة «متظاهرين» بـ«مخربين». وأمام اتساع نطاق الاضطرابات، دعت سفارة الولايات المتحدة «كل الأطراف إلى عدم اللجوء إلى القوة واحترام الحريات العامة والحق في التجمع سلميا». ومن جانبها، أعلنت السلطات السودانية إغلاق المدارس في الخرطوم حتى الثلاثين من سبتمبر (أيلول). ما يذكر أن السودان تعاني أزمات اقتصادية وترديا للأحوال المعيشية، السبب الذي دفع السودانيين إلى الخروج للشوارع احتجاجا على الغلاء الفاحش الذي تسبب فيه اتخاذ الحكومة القرارات بزيادة أسعار الوقود والقمح ورفع الدعم عن أسعار المحروقات. كما أنه خسرت مليارات الدولارات من مواردها النفطية منذ استقلال السودان قبل سنتين، ومنذ ذلك الوقت تعاني تضخما كبيرا وتعاني لتمويل إيراداتها. كما تعرضت البلاد في شهر أغسطس (آب) لكارثة طبيعية، إذ اجتاحت البلاد فيضانات أدت إلى مقتل نحو 48 شخصا وتشريد ما لا يقل عن 500 ألف مواطن