بواسطة :
07-02-2015 02:42 صباحاً
12.7K
المصدر -
كان لمشهد الفيديو الذي تم فيه حرق الطيار الأردني معاذ الكساسبة حيا، تأثير واسع في مختلف أنحاء العالم، وردود فعل منددة من قبل السياسيين والمنظمات غير الحكومية، والدعاة والهيئات الدينية والشعبية في أنحاء عديدة من العالم.
وكان استناد التنظيم إلى فتاوى تبيح لهم القيام بذلك العمل، خاصة وأنهم يسمون تنظيمهم بـ "الدولة الإسلامية" دافعا لعلماء مسلمين لتناول هذه القضية، حيث أدينت في خطب يوم الجمعة، في طهران الشيعية، وفي مكة السنية، واللتين تمثلان أكبر مذهبين من مذاهب الإسلام.
ففي طهران ندد خطيب الجمعة، محمد إمامي كاشاني، بقيام "مجموعة داعش الإرهابية، في تحريق الطيار الأردني" وقال إن هذه المجموعات الإرهابية هي "صنيعة الاستكبار العالمي لتشويه صورة الإسلام."
وفي مكة المكرمة أكد خطيب المسجد الحرام سعود الشريم عدم جواز حرق الكفار، فكيف بالمسلمين، مشيرا إلى ما ورد في صحيح البخاري عن أبي هريرة "بَعَثنا رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِي بَعْثٍ ،فَقَالَ لَنَا : " إِنْ لَقِيتُمْ فُلانًا وَفُلانًا ، لِرَجُلَيْنِ مِنْ قُرَيْشٍ سَمَّاهُمَا ، فَحَرِّقُوهُمَا بِالنَّارِ " ، قَالَ : ثُمَّ أَتَيْنَاهُ نُوَدِّعُهُ حِينَ أَرَدْنَا الْخُرُوجَ، فَقَالَ : " إِنِّي كُنْتُ أَمَرْتُكُمْ أَنْ تُحَرِّقُوا فُلانًا وَفُلانًا بِالنَّارِ، وَإِنَّ النَّارَ لا يُعَذِّبُ بِهَا إِلا اللَّهُ، فَإِنْ أَخَذْتُمُوهُمَا فَاقْتُلُوهُمَا".
كما أشار إلى ما ورد في كتاب النسائي في باب "النهي عن إحراق المشركين بعد القدرة عليهم ، وقد فعل مثله البيهقي هذا في حق الكافر والمشرك ، ففي من انتسب إلى الإسلام من باب أولى ولكن الضرر بالإسلام والمسلمين إنما يقع حينما يتهور الجاهل حال الانتصار له بزعمه ويغيب أهل العلم عن قيادة أولئك الجهلة، فما من فساد إلا والعلم غائب عنه، وما من إصلاح إلا وهو متدثر بالعلم."
من جانبه أكد مفتي المملكة العربية السعودية، ورئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ، "إن الله كتب الإحسان على كل شيء، فإذا قتلتم فأحسنوا القتلة، وإذا ذبحتم فأحسنوا الذبحة، وليحد أحدكم شفرته، وليرح ذبيحته" قائلا إن هذه الفئة تقتل المسلم قتلا شنيعا قتلا مفضعا بصورة بشعة وحالة سيئة، مؤكدا أن هذه جريمة نكراء يرفضها الإسلام والنبي كان يوصي أصحابه "ألا تمثلوا".
وأضاف آل الشيخ "أما هؤلاء المقمصون فإنهم أعداء الإسلام وإن تظاهروا باسمه ولكن في الواقع وفي الحقيقة هم أعداء الأمة المسلمة، هم فئة ضالة منحرفة جيء بها لتدمير المسلمين وتفريق شملهم، ويجب أن نكون على حذر من هذا كله، وقال في خطبة الجمعة بجامع الإمام تركي بالعاصمة السعودية الرياض "أيها المسلم بلينا في هذا الزمان بأمة هم أعداء الإسلام وأهله باسم الإسلام، تقمصوا الإسلام وأنهم مسلمو، وإذا نظرت إلى أفعالهم والتصرفات رأيت تصرفات ضالة وأعمالا خاطئة وإجراما وفسادا وشرا وبلاء، فدماء المسلمين أشد تحريما".